سور انصار الله و اليمن عالي جدا ...
بعد اقل من 48 ساعة من استهداف 4 ناقلات نفط عملاقة في ميناء الفجيرة الاماراتي ، و في لحظة كان الامريكي معني فيها بتحديد هدف للرد على الهجوم - الذي يقطع الغالبية بأنه استخباري تم التخطيط له بعناية و دقة عالية ، بحيث لم تدمر فيه اي سفينة من السفن المستهدفة كما لم يقتل حتى شخص واحد من طواقمها او من سواهم - ، في هذا التوقيت جائت ضربة الطائرات المسيرة السبع التابعة لانصار الله و الجيش اليمني التي استهدفت محطات ضخ النفط السعودي عبر الانابيب بين حقول انتاج النفط بين الدمام شرق السعودية على سواحل الخليج الفارسي و ميناء ينبع لتصديره على البحر الاحمر غرب المملكه ، ليقدم دليلا اضافيا على فهم في غاية الدقة لتداعيات الهجوم المفبرك على ميناء الفجيرة و حاجة المنفذ لارتقاء ما يتصور إنه السور الأقصر بين اسوار الخصوم المفترضين و المستهدفين بفبركات الفجيرة ، التي لم ترعب إيران ، بل دفعتها لتبني خطاب أكثر جموحا نحو الامتار الاخيرة في حافة الهاوية ،،
قراءة انصار الله للمشهد و تداعياته ، و اتخاذ قرار تنفيذ الهجوم و بشكل واسع و نوعي و حاسم و سريع كانت في غاية الصوابية ، و جنبت اليمن فصل من فصول الحماقة الأميركية المباشرة و سوء التقدير التي كانت سببا في تدمير اميركا لكثير من الدول و ارتكاب ابشع المجازر بحق الشعوب المستضعفة التي اعتدت عليها ، لأن أميركا و حلفائها كانوا و من خلال تصريحات مسؤولين مقربين من الاستخبارات الامريكية بصدد تحميل انصار الله و اليمن مسؤولية الهجوم من دون تقدم اي دليل على ذلك - و غالبا لا تحتاج اميركا لتقديم دليل لتعتدي على اي دولة - و من ثم توجيه ضربة قاسية لانصار الله و اليمنيين عموما ، لتنفيس الضغط على الرئيس دونالد ترامب و لاعطاءه فرصة استعراض القوة في ساحة ظن الاميركي انها الاسهل لتسويق توجيهه ضربة تأديبية لايران ، وفقا لفرضية أن انصار الله حلفاء لإيران أو تابعون لها أو ينفذون أجنداتها ،،
الهجوم المتزامن بسبع طائرات مسيرة على اهداف تبعد اكثر من 1000 كم عن الحدود اليمنية السعودية و ضرب شريان مهم في اقتصاد المملكة السعودية و اميركا بل و العالم ، الهجوم الذي وصفه بيان المتحدث باسم الجيش و اللجان الشعبيه بالهجوم الاكبر منذ بداية العدوان على اليمن ، و هو فعلا الاكثر نوعية و دلالة على قدرات لا يستهان بها باتت بيد انصار الله ، وجه رسالة رادعة لمن يعتقد أنه يستطيع مواصلة كذبة مواجهة إيران و الحاق الهزيمة بها في اليمن على حساب اليمن و اليمنيين ، هذه الضربات قرب الرياض و لمنشآت أرامكو عملاق الاقتصاد السعودي و مارد سوق النفط العالمي ، صدمت رأس أميركا و السعودية بجدار مراجعة الحسابات الالزامي قبل اتخاذ قرار التورط في اليمن ، فاليمن ليست أقل من العراق و لا سوريا و لا لبنان و أكثر جرأة و شجاعة من إيران ، و أنصار الله قادرون على كسر اسنان الاميركي كما لا يقدر أن يفعل الحشد الشعبي في العراق حيث حطت رحال وزير الخارجية الاميركي بومبيو بزيارة مفاجئة لاخذ تطمينات بعدم التصعيد ضد قوات بلاده من قبل الحشد الشعبي ، و أنصار الله أكثر استقلالية و قدرة على الرد بدون تردد و ليس لديهم حلفاء يمونون عليهم كما في حالة الجيش العربي السوري و حلفائهم ، و أنصار الله يملكون يدا داخل الاراضي السعودية تمسك بالساطور القادر على بقر بطن البقرة السعودية و تمزيق امعائها و حرمان اميركا من ضرعها و حليبها ، و أنصار الله لا يخشون من حسبتهم على إيران و ليس لديهم حرج في التحالف معها نصرة لدين الله و المستضعفين و القدس و فلسطين ، و أنصار الله يقصفون السعودية و يدمرون منشئاتها الحيوية بما يصنعون بأيديهم و داخل بلادهم من سلاح ، و أنصار الله بعد أربع سنوات من العدوان و المقاومة له و القتال بوجهه جعلوا سور اليمن أعلى من مديات طائراتهم المسيرة و بالستياتهم التي طالت الرياض و ابوظبي و تستطيع أن تطال ما بعدها ،،
هجمات الطائرات المسيرة جائت لتلفت الاحمق في أميركا إلى أن السلامة في وقف الجرائم ، التي توشك أن تفقده ضرع بقرته النجدية القصيرة ، و أن سور أنصار الله و صنعاء دون امتطائه نصال يمانية ستذبح البقرة و تسلخ جلدها ، و خوازيق ستعلق عليها اوصال البقرة و فيه ستكسر قرون شيطانها ..