كيف نفهم المساواة بين الرجل والمرأة
الرجل والمرأة من خلق الله سبحانه وتعالى , وكل منهما يسعى الى القرب منه تعالى , والسبيل الى هذا هذا القرب والتقرب من الله هو التقوى , ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
فلا إمتياز للرجل على المرأة في بلوغ مراحل ودرجات التقوى , وتحصيل الكمالات الإعتقادية والأخلاقية والسيرة الحسنة والعمل الصالح والقيام بالأفعال الطيبة اللائقة السامية من حيث الخلقة والتكوين الإنساني .
وبتعبير آخر أن الذكورة لم تكن هي الشرط في نيل الكمالات العلمية والعملية , ولا الأنوثة مانعة لها , وإنما هما ( الرجل والمرأة ) سواء في النيل والتحصيل , والسبب في ذلك هو أن تحصيل الكمالات يكون من إختصاص روح الإنسان , وهذه الروح هي مجردة من المادة . والروح المجردة لا تتصف بالذكورة أو الأنوثة أبدآ وقطعآ , لأن الإتصاف بهما من خواص المادة وطبيعتها .
وطبقآ لما تقدم من شرح يظهر لنا أن الإنسان الروح هو واحد سواء بلا تمييز , أو تقسيم الى ذكر أو أنثى , فلا وجود لإختلاف يميز بين الإنسان والإنسان الآخر في نيل وتحصيل الكمالات في الأمور المعنوية .
ولكن هناك أمورآ وسبلآ متعددة متنوعة تحدث الفوارق , وتظهر التمايز بين الإنسان والإنسان الآخر ( ولا يوجد هنا طبعآ ذكورة ولا أنوثة , لأن التعامل هنا تعامل روحي معنوي , وليس تعاملآ ماديآ جسمانيآ , حتى تكون هناك ذكورة وأنوثة ) , ويكون هذا ويتمثل بتوفر ظروف وإمكانيات تجعل الرجل أكثر حظآ , وأوسع فرصة في نيل الكمالات من خلال تهيأ الظروف والإمكانات والمعلم والمزكي والمهذب للنفوس ليضع له الخطوات , ويدله على معالم الطريق في السير والسفر , فيرتقي الرجل الدرجات في سلم الكمال , وهذا لا يعني أن هناك أفضلية وتمايزآ وإرتقاءآ للرجل على المرأة , والسبب في ذلك لأن المرأة تفتقر الى تلك الأمور , أو قل أنها قليلة الحظ في ذلك , ولهذا لا يمكن أن نعزو النقص في المرأة ونعتبرها متخلفة عن الرجل , أو لا تساويه ; وإنما يكمن السبب , أو قل هي مسألة وجود وتوفر ظروف وإمكانيات ومساعدات للرجل أكثر مما هو للمرأة في عالم الواقع . وإلا لو توفرت نفس تلك الأمور للمرأة , فلا يتفوق عليها الرجل قيد شعرة في التمايز والأفضلية , لأنهما سواء في القدرة والقابلية على أساس كونهما إنسانآ ; وليس على أساس الذكورة والأنوثة.