بعد 32 عام .. هل يشهد العراق تعدادا سكانيا تنمويا حضاريا؟
أعلنت وزارة التخطيط، البدء بالاستعدادات لإجراء التعداد السكاني في عموم العراق، والمقرر اجراؤه العام المقبل,وقال المتحدث الرسمي للوزارة ، في بيان، ان الاستعدادات لتنفيذ التعداد بدأت على قدم وساق من اجل استكمالها وفقا للتوقيتات الزمنية المحددة- وأوضح، ان هنالك امرا وزاريا صدر بتشكيل غرفة عمليات التعداد العام للسكان والمساكن 2020 برئاسة رئيس الجهاز المركزي للاحصاء ضياء عواد كاظم وتضم في عضويتها ممثلين عن اقليم كردستان وعدد من المديرين العامين ومديري الاقسام ورؤساء قطاعات العمل الخاصة بالتعداد
وبيّن ان غرفة العمليات ستتولى وضع الخطة العامة للتعداد ودراسة الخطط والمقترحات المقدمة من رؤساء قطاعات العمل ومتابعة سير الاعمالالتحضيرية في جميع المراحل واعمال اللجان العليا في المحافظات ورفع توصياتها إلى الهيأة العليا للتعداد- وافاد ، بان “أمراُ وزارياً آخر صدر بتشكيل الادارة التنفيذية للتعداد العام للسكان والمساكن يرأسها مدير تنفيذي بدرجة مدير عام من ذوي الخبرة والاختصاص في مجال الاحصاءاتالديموغرافية – ولفت الى ان “الادارة ترتبط برئيس غرفة العمليات وتعمل على اعداد الخطة الشاملة للتعداد والخطط الفرعية حسب مراحلها وتوقيتاتها الزمنية ومتطلباتها البشرية والمادية اللازمة لانجاح التعداد، فضلا عن توليها جمع البيانات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية للسكان والبيانات الإحصائية المتعلقة بالمساكن وشاغليها خلال مدة زمنية محددة وعد جميع الاشخاص الذين يتمتعون بالجنسية العراقية سواء كانوا مقيمين في داخل العراق او خارجه اضافة إلى عد غير العراقيين المقيمين في العراق
وكانت وزارة التخطيط العراقية قد اعلنت ، أن العراق صرف 205 مليار دينار على تحضيرات التعداد السكاني و أن ‘عملية الصرف شملت إجراء تعداد إحصاء المساكن والسكان، وتدريب العدادين وشراء المستلزمات الرئيسة لتنفيذ مشاريع الحصر والترقيم كما طالبت’الوزارة الحكومة العراقية رسميا بمراجعة التخصيصات المالية لملف التعداد السكاني، بهدف تنظيم أفضل الوسائل لإجراء تعداد سكاني مهني ينفع العراق في رفع مجالات التنمية والاقتصاد
والمعروف ان العراق لم يشهد تعداداً حقيقاً منذ العام 1987 أي قبل 32 عاماً ,, وتشير التقديرات الى ان عدد سكان العراق بما فيها اقليم كردستان يبلغ حالياً أكثر من 38 مليون نسمة ,, واكدت وزارة التخطيط والتعاون الانمائي، في تموز 2018، ان نسبة النمو السكاني بالعراق مشيرة الى ان سكان العراق يزدادون سنويا بمعدل 850 الف الى مليون شخص
وكان وزير تخطيط إقليم كردستان، علي السندي، أكد في 12 من كانون الاولالماضي “وجود توافق سياسي واضح بين الحكومتين الاتحادية وفي الاقليملتنفيذ التعداد السكاني عام 2020 الذي ستسهم مؤشراته في تقدير الأهداف الإنمائية توفير بيانات وإحصاءات من أجل تحليل وتقييم التغييرات التي تحدث في البلد
وكان من المقرر أن يجري التعداد السكاني العام بالبلاد في عام 2009، إلا أن العملية تأجلت أكثر من مرة بسبب اعتراض بعض الأطراف على إجرائها في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد,,وتم تأجيل التعداد إلى أجل غير مسمى في وقت قالت فيه وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي إن شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل هو الأفضل فنياً لإجراء التعداد السكاني – وشكل رئيس الوزراء نهاية عام 2010 أربع لجان في كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالىلتقديم تقارير ميدانية عن مشكلة إجراء التعداد السكاني في تلك المحافظات، ولم تقدم سوى محافظتي ديالى وصلاح الدين التي أكدت انه لا توجد مشاكل عالقة، فيما أخفقت لجنتا كركوك ونينوى في تقديم التقارير اللازمـة لأجراء عملية التعداد السكاني,,واستبعدت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في تشرين الأول/أكتوبر الماضي رفع حقل القومية من استمارة التعداد السكاني على اعتبار أنها فقرة قانونية لا يمكن التلاعب بها، والتي طالبت بها جهات تركمانية وعربية في كركوك
ولم يشهد العراق منذ العام 1987 إحصاء شاملا في عموم البلاد، لأن الإحصاء الذي اجري في عام 1997 لم يتضمن محافظات إقليم كردستان الثلاث. وكان عدد العراقيين 16 مليون نسمة في عام 1987، ويتوقع الجهاز المركزي للاحصاء ان يبلغ عددهم هذه المرة بين 30 و31 مليون نسمة
ويأمل العراقيون ان يشهد بلادهم عداداد سكنيا تنمويا شاملا يخدم حياتهم المضطربة ويحمي حقوقهم المادية والخدمية