السوشيال ميديا والإعلام
يجب أن نتيقن ونسلم بأنه ليس كل - ولا حتى نصف - ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة، وأن قليلين هم من يتميزون بالأمانة فيما ينقلونه على صفحاتهم، فربما يقصد البعض ترويجا للأكاذيب والبعض الآخر ينقلها بسذاجة وعدم وعى ودون تمحيص..
وقد يكون ذلك مقبولا على صفحات السوشيال ميديا ونتعامل معها على هذا الأساس، ولكن ما ليس مقبولا أبدا أن تنقل الشاشات من السوشيال ميديا.
تكررت وقائع الأخطاء والاستهزاء بالمشاهدين فى الفترة الأخيرة على بعض القنوات فإطلاق شائعة أو نبأ على صفحات التواصل الاجتماعى يكون أمرًا مشكوك فيه كما اتفقنا، ولكن عندما يتعدى ذلك ويصل للشاشات والقنوات فهنا تحدث البلبلة، وهو أمر مرفوض تماما ويستلزم وقفة سريعة لحماية المشاهد، وعلى فرق العمل والمعدين الذين لا يستقون معلوماتهم من المصادر الحقيقية أن يتأكدوا من صحة ما تتداوله المواقع وصفحات السوشيال ميديا.
أرى أن اعتماد وسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي في استيفاء معلوماتها يعد كارثة وقصورًا شديدًا فى العمل الإعلامى، وهو ما أوصلنا لحالة الانفلات التى تشهدها بعض القنوات فى الفترات الأخيرة .
فتلك المواقع والصفحات لا يمكن اعتبارها أبدًا مصادر موثقة أو موثوقًا فيها؛ حتى يتم الأخذ عنها ونقله على الشاشة، لأن ذلك يعد تضليلًا من جانب الوسيلة التى تنقل المعلومة غير الصحيحة أو غير الموثقة.
أعتقد أن أحد أدوار الإعلام هو كشف الحقيقة وتصحيح الخطأ، وليس اللهث وراء هذا الخطأ وترديده؛ ما دام أشيع من خلال مواقع التواصل الاجتماعى التى أتاحت - للأسف وفي معظم الأحيان - نشر الأفكار والتعليقات الخاطئة التي تكشف جهلًا كبيرًا، ويصدقها البعض.
أتمنى أن نبدأ فى تصحيح هذا الخطأ ونعتبر ما حدث مؤخرًا درسًا نتعلم منه أهمية أمانة الكلمة والحفاظ عليها، وحماية حق المشاهد، وضرورة استقاء المعلومة من مصادرها.. فالفارق كبير بين نشر معلومة من خلال الشاشة، وكتابة بوست على مواقع التواصل الاجتماعي.