خاشقجي ليس الأول فمن هم الأوائل؟
الصحافي السعودي جمال خاشقجي المقتول في القنصلية السعودي باسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018، وهو المدير السابق لمجموعة روتانا الإعلامية للأمير الوليد بن طلال، وكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأميركية. فبعد عام على اعتقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في 4 شباط/نوفمبر 2017. يُعيد مقتل الخاشقجي إلى الأذهان ممارسة شائعة في السعودية وهي الاستخدام المفرط والمتهور للخطف، على أنه طريقة محبوبة لقمع أي معارضة. وتشهد هذه القائمة أن الموضوع لا يقتصر على الأمراء أو معارضين مفقودين، ودون أي عقاب.
افتتحت هذه الممارسة قديماً في لبنان عام 1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانيين.
وبانعكاس غريب للأمور: المملكة العربية السعودية وتركيا، هما إثنان من الدول الأساسية التي خطّطت لتدمير سوريا، وذلك لبسط سيادتها على ما تراه السنية في العالم الإسلامي. تجد نفسهما اليوم مع هذه القضية، في حالة حرب غير معلنة. كلاهما في حالة سيئة، واحدة منها، المملكة السعودية، يمكن أن تعاني بسبب موقفها الغاضب الفاضح والمتعجرف تجاه الاستخدامات الدولية، والأخرى، تركيا، بسبب افتقارها إلى النبرة العالية بوجه انتهاك خطير لسيادتها.
قائمة المتظاهرين السعوديين المختطفين... مع إفلات من العقاب
ناصر السعيد
المثال الأكثر شهرة هو ناصر السعيد، زعيم المعارضة السعودية، الذي خُطف في بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية من قبل المخابرات السعودية وبتواطؤ مع جماعة من من المنظمات الفلسطينية بمن فيهم أبو الزعيم، المسؤول العسكري لحركة فتح في لبنان، وبناء على أمر أبو إياد، الذراع اليمني لياسر عرفات.
ناصر السعيد، مؤلف كتاب رائع عن "مملكة آل سعود"، تم تخديره واختطافه من بيروت إلى الرياض، ثم رميه من على متن طائرة عسكرية سعودية فوق الربع الخالي، في الصحراء في الممتدة الشهيرة بجفافها. ولعل هذا الخطف هو أحد السجلات السوداء لبعض المجموعات الفلسطينية التي أخلّت بالممارسات الأخلاقية لحركات التحرر.
الأمير سلطان بن تركي
القضية الثانية المعروفة هي الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز، حفيد مؤسس المملكة.
اختطف سلطان في قصر الملك فهد بن عبد العزيز في جنيف، بعد فخ أعد له، خُدر ورُحل من سويسرا عبر رحلة تفريغ طبية إلى المملكة العربية السعودية. حيث احتجز تحت السيطرة بين المستشفى والاعتقال. خطأه هو استنكار شبكة واسعة من الفساد بين رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق وأب سعد وأمراء العائلة المالكة السعودية. وقد تقرر بعد ذلك ترحيله القسري.
ومن الجدير بالذكر أن الأمير سلطان بن تركي قد اختطف مرتين، والثانية في عام 2016 وهو في طريقه إلى القاهرة، حيث تم اختطاف طائرته. ومنذ ذلك الحين، اختفت كل آثاره.
في عهد الملك فهد والغزو الأميركي للعراق قام سفير المملكة العربية السعودية عام 2003، في برن (سويسرا)، بتنبيه مجلس الوزراء الملكي على وجود أزمة خطيرة بين الكونفدرالية السويسرية والمملكة العربية السعودية التي يمكن أن تكون على شكل ادعاء جنائي على السفير السعودي ومختلف الشخصيات السياسية الأخرى.
الأشخاص الممكن أن يكونوا مستهدفين لهذه الدعوة هم الأشخاص التاليين:
* الأمير عبد العزيز بن فهد ابن الملك فهد السابق (1982-2005).
* سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، وصاحبه المقرب الأمير عبد العزيز المعروف أيضاً بعزوز.
* صالح الشيخ وزير الشؤون الإسلامية.
ويتضمن التحقيق الذي يستهدف هؤلاء الأشخاص الثلاثة، اختطاف شخص، وتنفيذ عملية الخطف على الأراضي السويسرية بالتنسيق مع السفير السعودي. وتمكنت مجموعة من المحامين من إقناع المدعي العام في جنيف ببدء إجراءات للتحقيق في ظروف اختفاء الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز، حفيد مؤسس المملكة. لكن القضية لا تزال تراوح مكانها ولعلى قضية خاشقجي تعيد تسليط الضوء على القضايا الأخرى التي سبقتها، ولا سيما في الدول الأوروبية.
d.h