قبل 6 سنە
نبيل لطيف
438 قراءة

أبناء اليمن لا يرتدون ساعات آبل بل “أكفاناً"

المراقب لتطورات جريمة اختفاء او قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول ، وخاصة مواقف الدول الغربية وعلى رأسها امريكا ، لا يسعه الا ان يلمس لمسا المأساة الانسانية الكبرى التي يعيشها الشعب اليمني منذ اربعة اعوام ، حيث تفتك فيه القنابل والصواريخ والمجاعة والاوبئة والجماعات التكفيرية والمرتزقة وتحالف النفاق العالمي .

جريمة اخفاء وتصفية الصحفي السعودي بالطريقة البشعة التي رسمتها وسائل الاعلام التركية والامريكية والغربية ، هي جريمة مدانة بكل المعايير ، ولا يجب السكوت عنها ، فهي اختبار لانسانية الانسان، ولمزاعم الغرب المتشدق دوما بشعار حقوق الانسان ، والذي طالما عيّر الانظمة السياسية الحاكمة في بلداننا ، لعدم احترامها لحقوق هذا الانسان .

جريمة قتل خاشقجي ، والتي اكدتها تركيا ، باكثر من مصدر امني واعلامي ، الا انها ولاسباب باتت مكشوفة للمراقبين ، يتم تأجيل تأكيدها رسميا ، أملا بوصول الاطراف المعنية بهذا الملف الى صيغة ما ، لا تعكر صفو العلاقات الاقتصادية بين السعودية من جانب وامريكا وتركيا من جانب آخر .

عندما يؤكد الاعلام التركي ومن قبل الامن التركي ، ومن ثم الاعلام الامريكي والمسؤولون الامريكيون ، على ان جريمة قتل خاشقجي قد وقعت ، بل ان هذه الجهات واستنادا الى ما سجلته ساعة “آبل” التي كان يرتديها خاشقجي والموصولة بهاتفه الذي تركه خارج السفارة عند خطيبته ، تؤكد ان لديها تسجيلات كاملة لكل ما جرى لخاشقجي ، بالصوت والصورة ، داخل القنصلية ، حتى تقطيعه ووضعه في حقائب . لذا من غير المفهوم عدم حسم ملابسات الجريمة ، بعد مرور اكثر من عشرة ايام من وقوعها .

يرى المراقبون ان سبب هذا التسويف في حسم قضية خاشقجي رغم وضوح معالمها بالدليل القاطع ، كشف عنه الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، الذي حمل على بعض المشرعين الامريكيين الذين طالبوه بمعاقبة السعودية على جريمتها ، وقال ان امريكا ستعاقب نفسها اذا أوقفت مبيعات السلاح للسعودية، بسبب قضية خاشقجي، وقال أنه سيتصل بالملك السعودي سلمان لاحقا بشأن هذه القضية .

هذا التراخي المتعمد والواضح في الاعلان عن مصير خاشقجي ، اصبح اكثر تراخيا من ذي قبل ، بعد زيارة امير مكة خالد بن فيصل الى تركيا ، وكذلك بعد تحركات سفير السعودية في واشنطن خالد بن سلمان وتنقله بين واشنطن والرياض، وهي قضايا تصب في اطار الجهود المبذولة لايجاد مخرج  لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، وذلك بواسطة سحر الدولار .

اذا كانت امريكا والغرب يحاولون ، ليس في  الخفاء طبعا ، بل بصورة علنية وعارية من اي اخلاق انسانية في حدودها الدنيا ،غ سل يد السعودية من دماء خاشقجي ، الرجل الذي كان مقربا من ال سعود ، واخيرا لدى الامريكيين ، ومدافعا شرسا لسياسات بلاده في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين ، ترى ، هل يمكن لهذه الجهات الجشعة والمنافقة ، ان تتخذ موقفا انسانيا ازاء ما يجري في اليمن منذ اربع سنوات ، حيث يتعرض الشعب اليمني لابادة بطيئة ، على يد التحالف العربي ؟ .

صحيح ان ابناء الشعب اليمني لا يرتدون ساعات آبل ، ولكن جرائم قتلهم ، بالاسلحة الامريكية والكندية والالمانية والبريطانية والفرنسية ، وثقتها الكاميرات بالصوت والصورة ، وتقارير الامم المتحدة ، الا ان هذا الشعب لن يسمح ان تمسح دولارات البترول ، دمائه  من على ايدي قاتليه ، فهذه الايدي سيقطهعا الشعب اليمني ، مادام هناك رجال في اليمن يرتدون الاكفان .

N.M

 

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP