قبل 6 سنە
علي الدرواني
444 قراءة

قريفيث في صنعاء.. ما الذي بالامكان فعله بعد افشال جنيف؟

 

قريفيث بعد فشله في عقد جولة المشاورات في جنف عقد موتمرا صحفيا ليوضح فيه الموقف واشار الى عدم التمكن من تذليل العقبات امام وفد صنعاء، مقرا بشكل غير مباشر بمسؤولية الرياض عن هذا الفشل، وفي كلمته امام مجلس الامن اكد على عزمه مواصلة الجهود وفي مقدمتها فتح مطار صنعاء الدولي، في تلميح واضح ان اغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان يعد مخالفة صريحة للقوانين الدولية والانسانية وان مهمته ستبدا من هذه النقطة، والتي تنبني على نجاحها امكانية نجاح مهمته او بعضها، وقال حينها بانه من اجل عقد جولة قريبة سيتوجه الى مسقط للقاء وفد صنعاء ثم الى صنعاء للقاء بالقيادات هناك، وهذه اللقاءات تمت بالفعل وهو اليوم في صنعاء لحظة كتابة هذه السطور. وفي ظل اتجاه الانظار الى الساحل الغربي الذي يطغى التصعيد العسكري فيه على تحركات المبعوث الاممي تظل هناك تساولات عن امكانية نجاح المهمة الاممية بل على جدوائيتها اصلا. خلال فترة المبعوث السابق اسماعيل ولد الشيخ استطاع ان يجمع الاطراف ع الطاولة ثلاث مرات، وان كانت بكلها فاشلة، ولم تقدم للعملية السياسية اي تقدم ولو بسيطا، الا ان فشل سلفه، وفشله هو من بعده على الاقل الى الان باتت اوضح واكثر دلالة على مصير جهود الامم المتحدة ومساراتها المعقدة، ورغم التوقعات للمبعوث الجديد البريطاني الجنسية بنجاحات افضل من سابقه العربي، فانها قد تبخرت في اول اختبار له، ولم تشفع له جنسيته باحترام افكاره ولا بتسهيل بعض الخطوات التي نوى القيام بها، على انها بمجملها خطوات خجولة ولا ترقى حتى لادنى درجات مايمكن الامم المتحدة فعله كمنظمة دولية، واوضح مثال هو مسألة مطار صنعاء وحرية تنقل الوفد الوطني ع الاقل لحضور مشاورات جنيف. كان الاجدر بالمبعوث الاممي وهو يحاول ازالة العقبات التي وضعت لافشال جنيف ان يتجه الى الرياض او ابو ظبي وليس صنعاء، لان العقبة هناك والتعنت والرفض ايضا منبعها الرياض وليس صنعاء، وهنا تطرح اسئلة لماذا اتى قريفيث الى صنعا ومسقط، رغم انه اكد ثلاث مرات على ان وفد صنعاء جاهز للقدوم الى المشاورات وانه سياتي للمشاركة فيها؟ مالذي سيطرحه عليهم الان؟ هل سيطلب تنازلات ما من اجل تسهيل خروج الوفد؟ وماهو نوع هده التنازلات؟ الواضح الى الان انه من غير الوارد توقع اي تحريك للعملية السياسية، وان الميدان هو من يقرر تحت لعلعة الرصاص، وماسيسفر عنه التصعيد في الحديدة، هو من سيجلب الرياض وابو ظبي الى الطاولة، لا سيما مع بروز ملامح الانكسارات المتوالية والمستنقع الذي دخلت فيه قوات الاحتلال والغزو ومرتزقتها، في الساحل الغربي عموما. الى جانب ذلك فان الولايات المتحدة التي اكدت مرارا وتكرارا على دعمها الكبير للرياض وابو ظبي، ليست في وارد السماح بفتح مسار سياسي في هذه المرحلة بالذات، فهي الى جانب اهدافها الاستراتيجية بالسيطرة على السواحل اليمنية ولو عبر ادواتها، لا تزال ايضا تحصد المزيد من الاموال وتحلب بقرة الرياض الحلوب، وفي سبيل اهدافها مارست ضغوطا على الرياض في مشاورات الكويت ودفعتها الى افشال اكثر من ثلاثة شهور من المشاورات، كانت قد توصلت الى حزمة من الحلول القابلة للتنفيذ كحزمة واحدة، واصر سفيرها على اولوية تنفيذ الاجراءات الامنية والعسكرية قبل السياسية، وهو ماتشبثبت به الرياض بناء على طلب السفير. بعد تجربة طويلة امتدت لاربع سنوات مع الامم المتحدة وجهودها في اليمن يتبين للمتابع ان هذه المنظمة الدولية غير قادرة على ان تمارس دورا حياديا في اي جانب من جوانب عملها وعلى راسها الجانب السياسي، لخضوعها للادارة الامريكية اولا ولحاجتها الى المال السعودي ثانيا. وبالمحصلة لا توجد اي آمال يمكن تعليقها على دور اممي فاعل، واذا عجزت الامم المتحدة عن توفير نقل امن لوفد صنعاء، فهي اعجز عن توفير حل سياسي لليمن وشعبه. 
d.h

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP