قائد الثورة يضع النقاط على الحروف.. حذاري يا ترامب!
ايران تحسم امرها على مايبدو حول كيفية الرد على اجرءات الحظر الاميركي المحتملة على النفط الايراني التي ستبدأ في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
الحسم الايراني جاء هذه المرة من قائد الثورة الاسلامية الامام علي الخامنئي من خلال دعمه صراحة تهديد الرئيس حسن روحاني خلال زيارته لأوروبا مؤخرا وقوله "اذا لم تتمكن ايران من تصدير نفطها فسوف لن يتمكن أي بلد بالمنطقة من تصدير نفطه".
تصريح الرئيس روحاني اعتبره الامام خامنئي تصريحا مهما يعكس سياسة وتوجهات الجمهورية الاسلامية الايرانية مضيفا ان من واجب وزارة الخارجية الايرانية ان تتابع بجدية هكذا مواقف لرئيس الجمهورية.
تصريح قائد الثورة الاسلامية جاء خلال استقباله وزير ومسؤولي وزارة الخارجية برفقة سفراء ايران في دول العالم، ليرسم معالم الرؤية الايرانية الخارجية الجديدة في مواجهة الاستكبار العالمي.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان تصور إمكانية حل مشكلات البلاد من خلال التفاوض مع اميركا او إقرار العلاقات معها، بأنه خطأ سافر، وقال: "ان اميركا لديها مشكلة اساسية وبنيوية مع أصل النظام الاسلامي، كما ان هناك دولا عديدة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينة لديها علاقات مع أميركا، لكنها مازالت تعاني من العديد من المشكلات."
وفي تبيينه لعمق العداء الاميركي للجمهورية الاسلامية، قال الامام الخامنئي: "ان الاميركان بصدد العودة الى مكانتهم السابقة في ايران قبل الثورة، ولن يرضوا بأقل من ذلك".
التهديد الذي اطلقه الرئيس روحاني خلال زيارته لسويسرا مطلع الشهر الجاري، نقله الحرس الثوري للغة العسكرية، في رسالة تصعيد جديدة من طهران التي تتأهب للتعامل مع حرب الحظر الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي رسالة تأييد لتصريح روحاني، وصف قائد فيلق القدس بالحرس الثوري اللواء قاسم سليماني موقف الرئيس بـ "السليم" وأنه "جاء في وقته المناسب وأنه يعبر عن المصالح العليا للنظام" في البلاد.
وأعلن سليماني وقوف الحرس الثوري بقوة خلف مواقف روحاني "المواجِهة لأميركا وإسرائيل وسياستهما في المنطقة واعتبرها مدعاة للفخر.
وتابع سليماني في رسالته لروحاني"إنني أقبل يديكم لتصريحاتكم الحكيمة والصائبة هذه التي جاءت في وقتها المناسب، ونعلن الاستعداد لتقديم أي خدمة لمصلحة الجمهورية الإسلامية".
الوعيد الايراني جاء بعد طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في مكالمة هاتفية ضخ مليوني برميل من النفط الخام يوميا، إضافة لإنتاجها الحالي الذي يصل إلى عشرة ملايين برميل، لتعويض أي نقص ينتج عن وقف صادرات النفط الإيرانية (2.8 مليون برميل يوميا).
والقارئ لما بين السطور يرى بان القيادة الإيرانية بدأت تنتقل من سياسة الدفاع إلى الهجوم وهذه التصريحات تعني ان ايران وحرسها الثوري اتخذوا عدة خطوات لإلحاق الضرر بأميركا وحلفائها في المنطقة التي يمكن أن تشارك في الحصار على ايران.
فيما يرى العديد من الخبراء في الشؤون الأمنية النفطية الاستراتيجية ان احدى خيارت طهران للرد سيكون عبر إغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 18 مليون برميل يوميا، معظمها من السعودية والكويت والإمارات وقطر. ما يجعل هذا المضيق أهم نقطة اختناق لشحنات الخام في العالم.