قبل 6 سنە
نبيل جبار العلي
774 قراءة

#ازمة_المياه – #وعلم_الهايدولوجيا

علم الهيدولوجيا وهو العلم الذي يختص بدراسة المياه الطبيعية وكيفية استثمارها ووضع الحلول المناسبة لها ، وهذا العلم يمثل احد افرع الهندسة المدنية والمختصين به هم الذين بامكانهم وضع الحلول الحقيقية والصحيحة باعتمادهم على احصائيات الواردات الفعلية والمصروفات المائية .

تحليل الازمة :
الازمة ليست جديدة ولم تكن وليده اليوم ، فقد انخفضت مستويات واردات نهر دجله والفرات منذ التسعينات واصبحت بمستويات تنذر بالخطر ما بعد ٢٠٠٣ وبالاخص نهر دجلة وذلك لاسباب انشاء مشاريع الري وسدود عديدة على قناة نهر دجله او الفروع المغذية له ، كما ان عامل الجفاف الذي عصف بالمنطقه خلال العقود الثلاثة الماضية قد ساهم ايضا في تفاقم النقص بالموارد المائية .

اخر تداعيات الازمة هي اكتمال انشاء سد اليسو التركي ( الذي يعد من اضخم السدود في العالم ) والذي بدوره سوف يقلل واردات نهر دجلة الحالية الى النصف ، والنصف الاخر من الواردات سوف يستخدم لملئ خزان السد ( البحيرة ) التي تتطلب مدة ( ثلاث سنوات ) او اكثر كما صرح بها المسؤولون .

ان انخفاض مستوى المياه في مجرى نهر دجله قبل استئناف انشاء السد قد عطل الكثير من المشاريع الاروائية المصصمة على مناسيب ومستويات مياه مرتفعه Level ، لذلك قد عانت الزراعة من امكانية الري ، فيما استمرت اعمال الهدر بمياه دجله والفرات لتصب في الخليج العربي دون فائدة تذكر .

الحلول :
بعيدا عن تراشق الاتهامات وتحويل الصراع الى صراع سياسي داخلي وخارجي وما رافق الازمة من استنباط حلول مضحكة كشراء التانكيات وحلول اخرى غير واقعية التي تدعو الى انشاء ابار ارتوازية التي غالبا ما تكون غير ناجحه وغير عملية ، فالحلول الرئيسية لهذه المشكلة تكون بانشاء السدود والنواظم وسنتحدث قليلا عنها :

السدود :
هي مشاريع ضخمة وعملاقة تكلف عده مليارات دولارات يتطلب انشاءها ٤ – ١٠ سنوات ، من اهم متطلباتها هو وجود حوض جغرافي ( وادي ، منخفض ، حوض صخري … الخ ) قادر على استيعاب كميات ماء كبيرة دون ان ينهار ، وحسب معلوماتي ان اماكن انشاء السدود بالعراق ضئيلة ومحدودة ، وفي جنوب العراق غير ممكنة ( باستثناء بحر النجف الذي من الممكن ان يكون حوضا مائيا ) اما الغاية من انشاء السد هو خزن كميات ماء كبيرة من الفائض المائي لاستخدامها في وقت الجفاف ، اما حاليا تعاني سدودنا من العجز بكميات الماء المخزنه بسبب عدم قدرة المسؤولين على هذا الملف من تخزين المياه في السدود لكون الواردات المائية بالكاد ان تكفي لحركة جريان الماء بمنسوب معين يكفي لتشغيل المشاريع المائية وان اي محاولة لخزن المياه في خزانات السدود ستؤدي وتسبب بجفاف الانهر او انخفاض مستوياتها ، بمعنى اخر ان الرصيد المائي داخل السدود المقامة معرض للنقص وليس بالامكان تعويضه او اعاده املائه وتخزينه ، وبالرغم من اهمية السدود الا انها لا تستطع وحدها حل هذه المشكله المائية .


النواظم :
النواظم المائية التي تقام على الانهر هي افضل الحلول لمعالجة مشكلة انخفاض مستوى ماء النهر ، فالناظم عبارة عن سد صغير يقام على مجرى النهر يحبس الماء ويساهم في رفع مستوى الماء قبل الناظم وانخفاضة بعد الناظم ، ليس للناظم المائي بحيرة لخزن المياه انما يستخدم حوض النهر للتخزين ، وايضا يستفاد من رفع منسوب الماء الى تحويل جزء منه على روافد على يمين ويسار النهر ليتم ايصال الماء الى المساحات الزراعية ، وان كلفة انشاء الناظم الواحد على مجرى نهر دجلة تتراوح قيمتها من ٥٠ مليون دولار الى ١٠٠ مليون دولار ، كما هو ناظم ابو صخير المقام على نهر الفرات في محافظة النجف الذي كانت كلفة انشاءه هي ٥٠ مليون دولار فقط .

يتطلب على الحكومة انشاء منظومة كامله من النواظم على نهر دجلة بعدد ١٠ -١٥ ناظم مائي ، بواقع واحد كل ٥٠ كيلو متر طول ، مواقعها الافتراضية كالاتي :

– جنوب الموصل
– جنوب الشرقاط وبيجي
– شمال تكريت
– جنوب تكريت
– جنوب مدينة سامراء بالقرب من بلد
– شمال بغداد قرب الطارمية
– جنوب بغداد قرب جسر ديالى
– قرب الصويرة
– جنوب الكوت
– قبل مدينة الناصرية
– جنوب الناصريه قرب سوق الشيوخ
– شمال مدينة العمارة
– جنوب العمارة شمال مدينة البصرة

– ناظمان مزدوجات في شد العرب قبل ان يصب في الخليج العربي ، مهمة الناظمين المزدوجين منع حركة مياه البحر من الاختلاط بماء شط العرب

ان المعادلات الهيدولوجية هي معادلة بسيطة وواضحة ( الواردات المائية = الصرفيات المائية )

ولو افترضنا ان الواردات السنوية هي ١٠ مليار متر مكعب فان غالبية هذه الواردات تهدر الى الخليج في حين جزء يسير منها يستفاد منه لغرض الشرب والري ، وان الحكومة لم تقم باجراءات ومشاريع بل هي اعتمد على المشاريع القديمة المصممة على واردات مائية ٣٠ مليار متر مكعب سنويا مثلا – وان اغلب مشاريعها قد توقفت لكونها مصممة لمستوى مائي معين في قناة النهر .

لذلك من الضروري البدء بانشاء هذه المنظومة من النواظم النهرية التي لا تتعدى كلفتها الاجماليه مليار دولار واحد ، واستثمار قلة جريان الماء وشحته لكون كثرته يسبب تحدي كبير وصعب للمهندسين اثناء التنفيذ ، وايضا تضاف للنواظن فوائد اخرى فهو يمثل جسور يربط ضفتي النهر كما يمكن انشاء محطات كهرومائية لها قدرة توليدية ٢٠ – ٥٠ ميكا واط لكل ناظم .
اما الجدول الزمني فيمكن ان يكون ٦ اشهر مرحلة اعداد التصاميم والفحوصات
٢ – ٤ سنوات فترة كافية لانشاء النواظم النهرية .

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP