قبل 6 سنە
فرج الخزاعي
743 قراءة

علي بن أبي طالب ,,, أمة في رجل !!

         
حينما تكتب عن العظماء تشعر أن كلماتك بدأت تتهاوى وكأنها أوراق خريف سقطت بفعل رياح عاتية  فتعود لك وكأنها صدى صوت أرتطم بقمة جبل شامخ  فتستصغر صغر شأنها .., فكيف بك وأنت تكتب عن شخصية عربية أسلامية فذة أخذت من  عقول وألباب الناس الشيء الكثير ,,كيف لك أن تكب عن رجل تقدم أقرانه في كل الفضائل والمناقب ولم تسجل عليه مثلبة  قط حتى عند اعداءه  فحسده الاقربون قبل الابعدون على عظيم شأنه  ,,رجل أن عد الشجعان كان أولهم وأن وذكر الزهاد تقدمهم ..رجل حاز من العلم حتى أصبح باب له فقال عنه أبن عمه الرسول الاعظم ( ص ) ) (( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) فأي مدينة للعلم هذه التي لايمكنك الولوج اليها الا عن طريق علي بن أبي طالب هذا الانسان الذي سن من القوانين التي تحفظ أنسانية وكرامة وآدمية  بني الانسان مما عجز عنه الاولون والمتأخرون فعن حقوق الانسان يقول (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق )  

علي الخليفة  الزاهد الذي يعتلي المنبر ليخطب بالناس وهو يحرك بأطراف مدرعته(ثوبه ) الوحيدة التي لم تجف بعد وهو الخليفة الذي يجبى له خراج دولة مترامية الاطراف ؟؟  
علي هذا الذي خاطب الدنيا وزبرجا قائلاٌ(يا دنيا غري غيري "... قد طلقتك ثلاثا "  ) وعلي كذلك  الذي كوى أخيه عقيل بحديدته الحامية ليذكره بعذاب الله لا لسرقته بل لانه أراد أن يستلف من بيت المال لحين وقت عطاءه 
وعلي ذاك الرجل الذي ساوى بالعطاء بين عامة الناس أسوة بالخواص وتمشى بالاسواق دون أن يكون له حمايات ولا مواكب
وعلي أيضاُ ذلك الذي يختصم عنده المتخاصمون فيخرجون من عنده في تمام الرضا لآيمانهم بأنصافه وعدله ونفسه من وقف أمام القضاء  متهماُ أسوة مع انسان يهودي بسيط أدعى زوراُبعائدية درعه دون أن يصاب بالانفة أو حمية الجاهلية ؟؟
وعلي رجل الدولة قوي المراس والشكيمة رحيم القلب الذي يوصي بالارامل والايتام والمرضى والاسارى حتى من أعداءه
علي القائد العسكري الذي يقدم اولاده على رأس كل جيش محارب فترى الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وهم يقودون كتائب الجيش وبأمرة الخليفة علي .
وعلي الذي لم يسخر أموال الدولة كمال سياسي لشراء الذمم وأستهداف الخصوم .
وعلي الذي لم يستغل قرابته من رسوله للاستحواذ على السلطة رغم احقيته بها بشهادة الجميع وصبر حتى أتته مذعنة صاغرة حتى وطيء الحسنان !!
و علي الذي جمع من الكرم الالهي مالم يعطى لرجل قط فقد كانت نهايته بضربة سيف من أشقى الاشقياء عبدالرحمن بن ملجم وهو صائم في شهر الله وهو يتعبد في بيت الله ليرتفع صوته المدوي وهو يقول ( فزت ورب الكعبة )
لتنتهي مع ضربة السيف حياة رجل اعطى للأنسانية جمعاء دون تميز  ليكون رجل الانسانية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . .

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP