قبل 6 سنە
محجوب احمد قاهري
447 قراءة

لماذا تقرع طبول حرب لن تحدث؟

 

هل تشن إسرائيل، بدعم امريكي، حربا على إيران؟ ولماذا تقرع طبول حرب لن تحدث؟ وكيف ان ترامب هو صاحب هذه الطبول الصاخبة، وإسرائيل تستغل الوضع قبل رحيله؟
أسئلة حارقة لوضع ساخن في الشرق الأوسط، يشم رائحته كل العالم، حتى ان المغرب الأقصى رد عليه بقطع العلاقات مع إيران، في موقف لا الزمان ولا الفعل يتوافقان مع ما قدمته المغرب من حجج. والاجابة على هذه الأسئلة ليس بالصعوبة المتوقعة.


هل تشن إسرائيل حربا على إيران؟

 سؤال لم يجمع على جوابه أصحاب الرأي وحتى المعنيون المباشرون بالحرب، وبلغ تضارب التصريحات حوله منتهاه. فمن جهة صرح مسؤولون امريكيون لشبكة ان بي سي الامريكية بان إسرائيل “تستعد على الأرجح لحرب ضد إيران” وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي ناتانياهو لقناة سي ن ن بان “إسرائيل لا تتطلع الى حرب ضد إيران”. ومن جهة أخرى، اكدت إيران بانها مستعدة لكل السيناريوهات، حربا او سلما، واما السيد حسن نصر الله فقد أكد بانه “لا يعرف هل ستقع حربا مع الاصلاء ام لا”.
ولاعتبار بان الحرب التي نناقشها هي الحرب العسكرية، فان هناك مؤشرات كثيرة ترجح عدم شن إسرائيل حربا على إيران فوق أراض إيرانية، وكل ما ستفعله هو اصطياد بعض مواقعها على ارض سورية.
ثلاثة مؤشرات ترجح عدم إمكانية، او استحالة، شن إسرائيل حربا عسكرية مباشرة على إيران:
أولا: الفصل الجغرافي بين حدود الدولتين، وهو ما يستحيل معه حدوث مواجهة عسكرية مباشرة فوق أراض إيرانية.  كما انه من سابع المستحيلات ان يزحف الجيش الإسرائيلي فوق الأرض السورية الى حد وصوله الى الأرض الإيرانية.
ثانيا: ان إسرائيل جربت الحرب مع حلفاء إيران وذاقت مرّ الهزيمة. وكان ذلك مع حماس في ثلاث مرات، 2008 و2012 و2014، ومع حزب الله في 2006. وحزب الله وحماس حركات لا تمتلك جزء من مئة من قوة إيران العسكرية. وليس هذا فقط، فأمريكا قد جربت الهزيمة في العراق،  
ثالثا: نشوب أي حرب في الشرق الأوسط ستكون مدمرة للجميع، ابتداء بأمريكا التي تمتلك حوالي 20 قاعدة في سوريا، و80 قاعدة في الشرق الأوسط. فلن تتوانى إيران عن ضربها دفاعا عن النفس. وسيكون رد إيران مزلزلا كما اكدت على ذلك بعد قصف تيفور.
*****
وإذا كانت هناك استحالة لنشوب حرب عسكرية مباشرة بين إيران وإسرائيل على ارض إيرانية، فهل من الممكن نشوب هذه المواجهة بين البلدين فوق ارض سوريا؟
إسرائيل لن تفعلها، ولن تزج بجيوشها الى الأراضي السورية، لمواجهة إيران وحلفائها في سوريا. فإسرائيل تعلم علم اليقين، وهذا ليس سرا، بان إيران وحلفائها أعدوا العدة لهذا الاحتمال، وستتحول الأراضي السورية الى مقبرة للصهاينة.
كل ما يمكن ان تفعله إسرائيل هو التعويل على سلاح الجو، وصواريخ البوارج الحربية، لإنجاز بعض الضربات الخاطفة على مواقع عسكرية إيرانية. وهنا يختلف الامر كليا بين ان تكون هذه المواقع في سوريا او في العمق الإيراني.
بالنسبة للمواقع في سوريا، فقصفها مقدور عليه، وهو ما تفعله إسرائيل الان. مقدور عليه لاعتبار ان الأراضي السورية تعرضت الى احتلال دولي، فأصبحت فسيفساء، وسماء مفتوحة. اسرائيل تقصف هذه المواقع لغايتين، الأولى حماية نفسها من انشاء قواعد عسكرية إيرانية نوعية، ومتقدمة، في سورية، قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي. والثانية محاولة دفع إيران الى الرد العسكري، ولو جزئيا، لتأليب مجلس الامن، المصبوغ أمريكيا وصهيونيا، عليها، لمزيد من العقوبات الاقتصادية، والتي هي، في الحقيقة، أكثر وجعا من الضربات العسكرية.
واما بالنسبة للمواقع العسكرية في إيران، فلن تتجرأ إسرائيل على ضربها. ضربها يعني الرد الإيراني الفوري، الذي لا تقول فيه إيران سنختار الوقت والزمان المناسبين للرد، وهذا ما ستقرأ له إسرائيل ألف حساب. ويبقى احتمال ان تشن القوات الامريكية والصهيونية هجوما شاملا على إيران يشل كل قدراتها العسكرية واردا، الا انه احتمال ضعيف جدا، ولا شك، أيضا، بانه قائم على اجندة القادة العسكريين الإيرانيين.
*****
اما ولماذا تقرع طبول الحرب، ضد إيران، بهذه الحدة، في إسرائيل وفي أمريكا، ولا تهدأ ابدا؟

 ترامب هو المسؤول عن كل ذلك. فهو يعيش ازمة “شرعية حكم” لم تشهد أمريكا مثلها، ويبحث عن المضي بعيدا عنها باختلاق مشكلات توجه الرأي الأمريكي بعيدا عنه، وربما تثني او تلهي مولر عن الوصول اليه. الا انه كلما اقتربت شباك مولر منه، كلما زاد قرعه للطبول.
واحتمالات اقالة او استقالة ترامب اصبحت واردة جدا. فمولر اقتحم البيت الأبيض، وصار وجها لوجه مع ترامب. وقائمة أسئلة الاتهامات جاهزة، تنتظر موافقة الفريق القانوني للرئيس الخائف للإجابة عنها. انها مسألة وقت، ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
وفي ظل هذا الاحتمال الوارد، اقالة او استقالة ترامب، استعجلت اللوبيات الصهيونية بالاستفادة مما تبقى من وقت لترامب، في رئاسة أمريكا، لتضرب عصفورين بحجر واحد، حجر ترامب، تصفية القضية الفلسطينية واخضاع إيران وسلب أسلحتها.
تصفية القصية الفلسطينية بصفقة القرن وقد أوشكت على الاستكمال، وستسلب كل الضفة الغربية لصالح الدولة الصهيونية، وليس القدس فقط.
 

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP