قبل 6 سنە
زياد حافظ
574 قراءة

حزب الله والمقاومة الإسلامية من منظور قومي عربي

عندما نتكلّم عن المقاومة الإسلامية في لبنان نتكلّم عما نعتقده أنها من أنبل مظاهر الحياة عند العرب والمسلمين منذ الربع الأخير من القرن العشرين. فهي تلك المقاومة التي أنجزت ما لم تستطع إنجازه قوى التحرّر العربية منذ نشأة الكيان الغاصب.  فاستطاعت دحر العدو الصهيوني من لبنان بدون تفاوض، وأصبحت قوّة رادعة له غيّرت في قوانين الاشتباك معه، وفي ميزان القوة في الصراع العربي الصهيوني، وعلى مستوى الإقليم، وبالتالي على مستوى العالم أجمع.  فهي التي دافعت وما تزال تدافع عن لبنان في مواجهة أطماع العدو، والتصدّي للتهديدات الصادرة عن جماعات التعصّب والتوحّش والغلو التي تدعمها قوى الاستعمار القديم الجديد والصهيونية ومعها للأسف بعض الدول العربية، وهذه إنجازات لا يمكن استيعابها إلاّ مع الوقت.
   في هذه المداخلة سنحاول الإجابة على سؤالين متكاملين: السؤال الأول هو كيف نقيّم المقاومة الإسلامية من منظور قومي عربي؛ والسؤال الثاني هو ما هي أسباب نجاح حزب الله العمود الفقري للمقاومة الإسلامية، وهو حزب إسلامي شيعي، حديث الولادة نسبيا في الفضاء السياسي العربي، في إنجاز عمل أسطوري في التاريخ العربي والإسلامي المعاصر، ألا وهو تحرير ارض عربية محتلّة بدون تفاوض واعتراف وصلح.
الجزء الأول: كيف ننظر إلى المقاومة الإسلامية من منظور قومي عربي؟
بالنسبة لنا، الإجابة واضحة وبسيطة من جهة، وعميقة في بعدها.  المقاومة الإسلامية في رأينا جزء لا يتجزّأ من حركة التحرّر القومية العربية.  فحزب الله، العمود الفقري للمقاومة الإسلامية، حزب إسلامي وحزب عربي في آن واحد.  ليس هناك من انفصام أو انشطار بين المكوّنين للحزب، إي إسلاميته وعروبته.  فبغض النظر عن المخاض الذي مرّ به حزب الله ليصل إلى ما هو عليه اليوم فإننا نعتبر المقاومة الإسلامية جزأ من حركة التحرّر في الأمة العربية.
قد يستغرب البعض ويسأل لماذا وكيف؟ والإجابة رهن قراءة التاريخ.  الحركة التحرّرية العربية التي قادتها الحركة القومية العربية لها مكوّنات متعدّدة.  المكوّن الأول هو ما يمكن تسميته بالسلالات القومية العربية التقليدية من ناصرية وبعثية وحركية (عن حركة قوميين العرب).  المكوّن الثاني هو التيّار الإسلامي بمختلف تشكيلاته.  المكوّن الثالث هو التيّار اليساري بمختلف تشكيلاته أيضا. وأخير المكوّن الليبرالي.  لكن التيّارين الرئيسيين هما التيّار الأول والثاني.
الحركة التحرّرية العربية ولدت من رحم النهضة العربية والإسلامية في القرن التاسع عشر.  في البداية كانت حركة النهضة ردّة فعل على محاولات الغزو الأوروبي ثم احتلال الأرض في المشرق والمغرب العربي.  المحور الاستراتيجي إذا جاز الكلام لتلك الحركة النهضوية كانت عبر اللجوء إلى الدين وتحديثه في مواجهة التحدّيات وذلك في كنف السلطنة العثمانية.  أما الأخيرة فواجهت تحدّي الغزو الأوروبي عبر مشروع التنظيمات.  في العقود الأخيرة من حقبة السلطنة ظهرت تيّارات هدفها تتريك الولايات العربية.  كانت ردّة الفعل تحريك الشعور العروبي المتجذّر والذي لم يغب عن مكوّنات الأمة رغم نظام السلطنة وقبله نظام الخلافة.  تلازم وتكامل التيّار الإصلاحي الديني مع التيّار العروبي حتى الحرب العالمية الأولى.  فعلى سبيل المثال كان جمال الدين الأفغاني من روّاد الإصلاح الديني كما كان أيضا من روّاد الحركة القومية العربية.
بعد الحرب العالمية الأولى وقع حدثان مفصليان في تاريخ الأمة.  الحدث الأول هو انتزاع الولايات العربية من السلطنة العثمانية ووضعها تحت الانتداب الأوروبي.  والثاني هو إنهاء السلطنة عام 1924.  عشية الحرب العالمية الثانية كانت جميع الأقطار العربية تحت قبضة الاستعمار الأوروبي المباشر مع استثناء بعض الأقطار من الجزيرة العربية وإن لم تكن خارج النفوذ الأوروبي.
لذلك تحوّلت الحركة العروبية التي ولدت من رحم النهضة إلى حركة تحرّرية من قبضة الاستعمار.  أصبحت الأولوية للتحرير بدلا من الدعوة والإصلاح الديني. لكن بالمقابل شكّل إلغاء السلطنة أو الخلافة على يد مصطفى كمال “أتاتورك” صدمة كبيرة في نفوس العرب والمسلمين فكانت بداية الحركة الإسلامية السياسية بمختلف تشكيلاتها في العديد من ديار الإسلام.  المنحى الذي اتخذته هذه التشكيلات اختلف عن المنحى الإصلاحي الذي ساد في عصر النهضة فكأن أكثر تحفّظا في العديد من القضايا.  لكن القضية الوطنية الحديثة طغت على أولويات العرب والمسلمين من حيث الضرورة التخلّص من المحتل الأجنبي.  فلم يغب التيّار الإسلامي عن المشهد السياسي ولكن لم تكن له الصدارة في الصراع مع المحتل الأوروبي.
هنا لا بد لنا من أن نتوقف عند نقطة في غاية الأهمية وهي العلاقة بين العروبة والإسلام لما أثارت من لغط في العديد من أوساط النخب المثقّفة العربية.  العروبة في الأساس هوية وليست برنامجا سياسيا أو نهجا سياسيا وإن استلزم الدفاع عن الهوية العمل السياسي فشكّل ما نعرفه بالقومية العربية.  وهذا العمل، كان تاريخيا وما زال، يسعى إلى تحقيق الاستقلال الوطني وتحرير الأرض من المحتلّ الغربي والصهيوني، وإقفال القواعد العسكرية الأجنبية، ووحدة الأمة التي تجزّأت بفعل التاريخ الاستعماري وارتباط النخب الحاكمة بسياسات الاستعمار، وإقامة مجتمع الكفاية والعدل، وحرّية المجتمع التي تكمن في التحرّر من الاستبداد السياسي والاستغلال الاقتصادي.  كما أنه انتهج سياسات للدفاع عن تراث الأمة ومبادئها تجاه الغزو الفكري والثقافي المدمرّ لمجتمعاتنا ومدمّر ايضا للمجتمعات الغربية التي تصدّرها لنا.  لذلك، فإن القومية العربية حركة تحرّرية أولا ووحدوية ثانيا، ومتطلّعة إلى نهضة الأمة ثالثا.
وللحركة القومية العربية مسارات: منها الناصرية، ومنها البعثية، ومنها النابعة من حركة القوميين العرب.  واليوم فتتجسّد في أدبيات مركز دراسات الوحدة العربية والمؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي.  وهذه الأدبيات تعرّف العروبي بكل من يؤمن بالمشروع النهضوي العربي بأبعاده الستة. الوحدة في مواجهة التجزئة، الاستقلال الوطني في مواجهة التبعية، المشاركة الشعبية في مواجهة الاستبداد، التنمية في مواجهة التخلّف، العدالة الاجتماعية في مواجهة التفاوت بين مكوّنات المجتمع، وأخيرا التجدّد الحضاري في مواجهة التغريب الناتجة عن صراع عبثي بين الأصالة والحداثة.  وفي طبيعة الحال، البوصلة الموجّهة (بكسر الجيم) للعمل القومي العربي هي فلسطين، أي تحريرها من البحر للنهر واسترجاع كافة حقوق المسلوبة والمغتصبة من الشعب الفلسطيني عبر سنوات الاحتلال الصهيوني.  لذلك نجد بعض قيادات وكوادر المقاومة الإسلامية أعضاء في المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي ما يؤكّد نظرتنا أن المقاومة الإسلامية جزء من الحركة التحرّرية العربية والعروبية.
الجزء الثاني: أسباب نجاح المقاومة الاسلامية
لم تأت المقاومة من الفراغ بل ولدت من رحم تجربة المقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية بمختلف تشكيلاتها القومية واليسارية.  لكن ما يميّز تجربة المقاومة الإسلامية عن سابقاتها هو استفادتها من تجارب سبقتها، الإيجابية والسلبية على حد سواء، إضافة إلى رؤية واستراتيجية واضحة الملامح والأهداف، وصوغ تحالفات عربية (سورية) وإقليمية (إيران) ساهمت في نجاحها.  وهذه التحالفات لم تكن موجودة أو ممكنة في الحقبات السابقة مما يجعل المقارنة بها صعبة أو غير متكافئة.  كما أن نوعية قيادات المقاومة في المناقبية، والالتزام، والجاذبية الشخصية (كاريسما)، جعلت القاعدة الشعبية تلتفّ حولها وتواكب المسيرة المقاومة وتتحمّل وزر التضحيات الكبيرة دون تردّد.  وما زالت هذه القاعدة الشعبية تقوم بحماية المقاومة ودعمها فتذكّرنا بحقبة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر عندما التفّت جماهير الأمة حوله وأحيت مجدّدا حلم النهضة العربية.
السبب الأول لنجاح المقاومة يكمن في ميزة مترسّخة عند قيادات وكوادر ومجاهديها هي إيمانها: بالله أولا، وبقدراتها وتنمية تلك القدرات على مدار الزمن ثانيا، واستقلاليتها ثالثا.  فيمكن وصف هذه المقاومة تلازم الأيمان والعلم على تنمية القدرات والتخطيط والتنفيذ والاستقلالية في أخذ القرار وتوقيته.  الإيمان بالقدرات مستمد ليس فقط من الثقة بالنفس بل أيضا من تجارب الماضي وخاصة تجربة حرب الاستنزاف (1967-1970) ووقفة الكرامة (آذار/مارس 1968) وحرب تشرين (1973).  فعندما تتوفّر الإرادة تصبح تنمية القدرات ممكنة.
أما فيما يتعلّق بالتوقيت فإن المقاومة الوطنية التي سبقت المقاومة الاسلامية انطلقت أيضا دون أخذ إذن من أي طرف ولا وفقا لحسابات موازين قوة بل بسبب قناعات متجذّرة. فالمقاومة الوطنية الشعبية التي تصدّت للتقدّم الصهيوني على مدخل المتحف في بيروت عام 1982 والتي انطلقت من طريق الجديدة، والمدينة الرياضية، والأعمال البطولية المنفردة كواقعة الويمبي، كانت بقناعات وطنية عروبية وليس وفقا لحسابات.  الشعور بالواجب كان المحرّك. غير أن استمرارها كان رهن توحيد الجهود الذي لم يتحقّق، ورهن تجنّب التنافس والتجاذبات الذي غرقت فيها، ودعم إقليمي ودولي أتى معاكسا لوجودها أو تثبيتا لغياب العديد من فصائلها. كما أن بعض قيادات هذه المقاومة الوطنية في لبنان كانت لها تقديرات وطموحات سياسية أبعدتها عن ميدان المواجهة مع الكيان ما لقّن ضربة قاسمة لباق المجموعات المقاومة.
بالمقابل استطاعت المقاومة الإسلامية، وهذا هو السبب الثاني، من نسج علاقات تحالفية عربية (سورية) وإقليمية (إيران) لم تستطع المقاومة الوطنية في لبنان وفي فلسطين إحرازها بنفس المستوى والفعّالية رغم دعم العديد من الدول العربية كالعراق وليبيا وسورية واليمن الجنوبي آنذاك في السبعينات والثمانينات.  فهذا الدعم العربي لتلك الفصائل والقوى الفلسطينية واللبنانية انعكس في التجاذبات المتناقضة التي أضعفت زخم المواجهة للعدو الصهيوني.  أما الحليف العربي للمقاومة الإسلامية، أي سورية، فدعمها رغم التنافس مع حركة أمل إلى أن حُسمت إشكالية التعدّد في الفصائل المقاومة للعدو الصهيوني والتي أربكت مسار النضال الفلسطيني.
السبب الثالث، هو التحوّل التدريجي في خطاب حزب الله. في البداية كان جوهره دينيا مذهبيا فتحوّل إلى خطاب وطني وعروبي تستطيع المكوّنات المتعدّدة للمجتمع اللبناني والعروبي الالتفاف حوله.  وهذا التحوّل يؤكّد إدراك حزب الله لصدى الموقف الوطني والعروبي عند الجماهير التي تربّت على العروبة في مختلف المراحل والمدارس السياسية.  واليوم إذا ما نظرنا إلى خطاب سيّد المقاومة، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حفظه الله، وسائر قيادات الحزب نجد أن متن الخطاب السياسي هو خطاب وطني وعروبي مع خصوصيته الاسلامية. وهذا الخطاب قد لا يختلف عن الخطاب القومي العربي التقليدي في القضايا الكبرى للأمة العربية كمواجهة القوى الامبريالية أو قوى الاستكبار، وكمواجهة العدو الصهيوني، وكوحدة الموقف العربي في الحد الأدنى، وحتى في ملامسته للقضية الاجتماعية للمواطن اللبناني كونه إنسان أولا وليس فقط منتميا إلى طائفة أو مذهب.
السبب الرابع هو حرص المقاومة الإسلامية أن تكون بندقيتها موجّهة فقط للعدو الصهيوني فقط وليس إلى الداخل اللبناني.  انعكس هذا التوجّه في المحاولة المستديمة لعدم الانغماس في متاهات ودهاليز وأوحال السياسة الداخلية.  كما حرصت قيادة المقاومة ألاّ تنجر إلى صراعات للوصول إلى السلطة كما حصل عند العديد من الفصائل المقاومة التي سبقته سواء كانت فلسطينية أو لبنانية أو حتى حزبية عربية. المرّة الوحيدة والقصيرة جدّا التي لجأت المقاومة إلى حماية ظهرها في لبنان كانت حادثة 7 أيار/مايو حيث مؤامرة استهدفت خط التواصل العسكري لديها.
واليوم قد يأخذ البعض على المقاومة قتالها في سورية.  نعتبر أن وجود المقاومة في سورية يؤكّد أن الحرب الكونية على سورية تُواجه قوميا عبر وجود المقاومة والحزب القومي السوري، الذي نعتبره أيضا من العائلة القومية العربية.  وكنّا نتمنّى أن تنضم فصائل وقوى عروبية أخرى إلى جانب المقاومة في مواجهة جماعات التوحّش والتعصّب والغلو الذين يدمرّون سورية ليس لمصلحة رؤية ملتوية للإسلام فحسب بل لمصلحة العدو الصهيوني والامبريالية.  كما أن وجود المقاومة في سورية هي لحماية المحور الجيوسياسي الذي يشكّله محور المقاومة والممانعة الممتد من شرق البحر المتوسط إلى هضبات إيران، وقد يكون أيضا جزءا من محور اوراسي يمتدّ من شرق البحر المتوسط والبحر الأسود إلى بحر الصين.  هذا القتال يجعل من المقاومة الإسلامية ركنا أساسيا في معادلة إقليمية ودولية لم تكن موجودة في الحقبات السابقة باستثناء الفترة الوجيزة التي شكّلتها إقامة دولة الوحدة بين سورية ومصر.  ولعلّ وجود المقاومة في الدفاع عن وحدة وعروبة سورية ومواجهة جماعات التعصّب والتوحّش والغلو قد تمهّد لإقامة وحدة من نوع مختلف في المشرق العربي.
السبب الخامس يكمن في ميزان القوة، في تقديره، وفي صنعه.  فميزان القوة الدولي والإقليمي على الصعيد السياسي كان مختلفا في الثمانينات والتسعينات والألفية الجديدة عمّا كان عليه في العقود الأربعة التي سبقت انطلاقة المقاومة الإسلامية.  فالتحوّل الاستراتيجي الذي حصل في أواخر السبعينات هو نجاح الثورة الإسلامية في إيران في خلع الشاه وإسقاط نظامه.  فالثورة الاسلامية وضعت أولوية تحرير فلسطين في واجهة برنامجها السياسي.  هذا التحوّل أخلّ بميزان القوة السياسي والأمني على الصعيد الإقليمي لمصلحة جبهة مناهضة للهيمنة الأميركية الصهيونية.  فخروج مصر من دائرة الصراع قابله دخول الجمهورية الاسلامية في الصراع.  وإيران دولة إقليمية كبيرة تتمتّع بإمكانيات اقتصادية وعسكرية لا يمكن الاستهانة بها.  صحيح أن السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية كانت مليئة بالصراعات الداخلية والخارجية كالحرب العبثية مع العراق، ولكنها، في أواخر الثمانينات، استطاعت أن تنهي الحرب وتواجه التحدّيات الداخلية والخارجية رغم الحصار الدولي والإقليمي المفروض عليها منذ إقامتها.
أما على الصعيد العربي فكان الدعم السوري للمقاومة ينسجم مع التحالف الذي عقده الرئيس الراحل حافظ الأسد مع الجمهورية الإسلامية لإيجاد الحد الأدنى من التوازن الجيوسياسي في مواجهة الكيان.  وهذا التحالف برهن فعّاليته فيما بعد في حرب التحرير، وفي مواجهة العدوان الصهيوني الأميركي على لبنان عام 2006، ومؤخرا في الحرب الكونية القائمة منذ 2011 على سورية. كما أنه مكّن سورية من الصمود وساهم في قلب ميزان القوة الدولي لصالح محور المقاومة تمهيدا لإقامة نظام إقليمي جديد ونظام دولي متعدّد الأقطاب بدلا من القطبية الأحادية.  المهم هنا هو أن تضافر القوة المحلّية مع الحليف السوري والإيراني استطاع من أن يغيّر في الميزان الدولي بقدرات ذاتية لم تكن موجودة أو ممكنة في الحقبات السابقة.
وأخيرا فإن وجود المقاومة لم يكن فقط نتيجة تحوّل في ميزان القوة بل كان، وما زال، عاملا أساسيا في صنع ذلك الميزان الجديد.  فعندما اعتبرت معظم النخب العربية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أن العصر الأميركي بدأ بدون منافسة أو مقاومة كانت المقاومة الإسلامية مستمرّة في مسيرتها حتى النصر عام 2000.  ثبوت المقاومة رغم التحوّلات الكبيرة على الصعيد الدولي في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات قلبت موازين المعادلات.  والباقي أصبح من عالم التاريخ.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP