التواطؤ الغربي – التركي تجاه استخدام السلاح الكيماوي في عفرين
أثار استخدام القوات التركية للأسلحة الغازية في منطقة عفرين السورية احتجاجات واسعةالنطاق وردود فعل كبيرة على المستوى المحلي والعالمي.
وأعادت هذه العمليات العسكرية العدوانية إلى الأذهان ما قام به الهدام صدام المقبور في مدينة (حلبجة) إبان الحرب العراقية الإيرانية عندما وجد الفيلق الخامس من جيش صدام أنه بدأ يفقد السيطرة على هذه المدينة وهنا قرر علي حسن المجيد ورئيسه صدام أن أهالي حلبجة يستحقون العقاب الجماعي لأنهم لم يدعموا الفيلق الخامس بوجه القوات الإيرانية، فاوعز صدام لقوته الجوية ومدفعيته الثقيلة بقصف المدينة بالصواريخ والقذائف الكيميائية مما أدى إلى استشهاد 5000 من المدنيين الأبرياء خلال ساعات.
السؤال هنا: هل يريد رجب طيب اردوغان تحقيق نصر عسكري في الأراضي السورية بأي ثمن؟! بل بأي حق يتجاوز جيش تركيا الحدود مع سوريا بحجة تحرك لاكراد سوريين في أراضي سورية؟! من الذي خوله بذلك؟!
لقد ادعى أردوغان أنه سيطر على 300 كيلومتر في عفرين وهذا اعتراف رسمي منه بالاعتداء على دولة ذات سيادة عضوة في الأمم المتحدة.
ومنذ يوم السبت 20 كانون الثاني شنت القوات التركية عدوانها خلافا لكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وأدى ذلك إلى سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح والأنكى من ذلك أن (رجب) ادعى أن عملياته العسكرية تهدف إلى حماية اللاجئين السوريين في الأراضي التركية!
والمريب في الأمر أن المسؤولين الغربيين لم يتطرقوا إلى جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل القوات التركية مما يشي بوجود تواطؤ غربي – تركي على حساب الدم السوري.
المراقبون السياسيون يؤكدون أن ما يسمى ب (غصن الزيتون) لن تحقق أيا من أهدافها وأنها ليس فقط لن تؤدي إلى عودة 3 ملايين مهجر سوري إلى بلادهم المنكوبة بإعصار الإرهاب الوهابي السلفي التكفيري بل ستؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية للغاية لعل من أبرزها تشريد الألوف من عفرين وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء. علما بأن الجيش السوري يتأهب للدخول إلى تلك المنطقة في القريب العاجل مما يؤدي – لا محالة – إلى مواجهة بين سوريا وحلفائها من جهة، والقوات التركية المعتدية، من جهة أخرى. وهذا مما يعقد المشكلة بدلا من حلها.