سياسة طنجرة الضغط الاسرائيلية
نجحت اسرائيل صباح اليوم في الوصول الى احمد جرار بعد مطاردة استمرت ما يقارب الشهر.
كل الاجهزة الامنية الاسرائيلية و معهم آلاف الجنود في عملية المطاردة .
مسألة الوصول له كانت مسألة وقت. كم يوم او اسبوع او شهر يستطيع ان يصمد فتى مثله امام كل هذه القوة العسكرية و الامنية ؟ مع ذلك اسرائيل تتراقص فرحا لما تعتبره انجاز باهرا.
استخدموا كما يقولون سياسة طنجرة الضغط عندما علموا بوجود مكانه، وهي ليست سياسة جديدة.
محاصرة المكان و اغلاقة بشكل محكم ، ثم محاصرة المنزل الذي من المفترض انه موجود فيه، ثم البدء بهدمه بشكل تدريجي لكي يخرج القاتل من مكانه و يسهل القضاء عليه او يدفن تحت الانقاض.
سياسة طنجرة الضغط الاسرائيلية هي نفسها التي تعمل في غزة لكن بشكل و آليه مختلفة. فرض حصار خانق ، و التحكم ليس فقط بكمية الاحتياجات الانسانية التي يحتاجها البشر ، بل ايضا التحكم بكمية الاكسجين الموجودة هناك.
الهدف واضح ، هو اقناع الناس في غزة ان من غير المجدي لكم القبول بم بحكم حماس و ان هذا الخيار سيوصلكم للهاوية.
و سياسة طنجرة الضغط هذه يبدو انها اعجبت البعض من الفلسطينيين و عمل على استنساخها.
هي نفس السياسة التي تمارس تمارس في القدس منذ احتلال المدينة عام ٦٧، و الهدف واضح وتم تشريعه بقوانين عنوانها تهجير الفلسطينيين خارج حدود المدينة و تهوديها و تغيير معالمها.
سياسة طنجرة الضغط تعمل ايضا في الضفة من خلال تعزيز الاستيطان و زيادة عدد المستوطنين و مصادرة المزيد من الاراضي و شل حركتهم ليرتبطوا من اعناقهم في عجلة الاحتلال بعد ان حولت السلطة الى سلطة بدون سلطة حيث اصبحت عبارة عن مقاول من تحت بطن يقبل بالفتات.
طنجرة الضغط لا تتأثر و لا تنزعج من تصريحات نارية هنا وهناك او قرارات هم مطمئنين مسبقا انها غير قابلة للتنفيذ.
سياسة طنجرة الضغط لا تنزعج من التغني بالشرعية و الرقص على موسيقى الوحدة الوطنية ما دام ذلك لا يعيق العمل و لا يعطل تنفيذ المشاريع.
مع كل ذلك ليس هناك اجابات لدى القيادة الاسرائيلية التي تتباهى و تتغنى اليوم من التخلص من احمد جرار و اغلاق الحساب معه، ليس لديها اجابة ما الذي سيفعلوه مع ملايين الشباب الفلسطينيين الذي كل واحد منهم يمكن ان يكون في كل لحظة احمد جرار؟
ماذا سيفعلون بعد عشر سنوات عندما يصبح عدد الفلسطينيين اكثر من عدد اليهود في فلسطين التاريخية؟
ماذا سيفعلون لو قرر عشرات الالاف من اهل غزة الخروج باتجاه الحدود بشكل سلمي و معهم اطفالهم و نسائهم يطالبون بتحطيم جدران السجن لانهم لم يعد لديهم قدرة على التحمل، حيث يفكر فعلا بعض الناس بهذا الخيار.
ليس لدى اسرائيل التي يحكمها اليمين المتطرف اجابة، و الاكثر من ذلك ليس لديهم وقت للتفكير لانهم يعتبرون انهم يعيشون في لحظة تاريخية لا يمكن تعويضها و يجب استغلالها في القضاء نهائيا على فكرة حل الدولتين.
هذا ما يهمهم الان. وهذا ما يسعون الى تحقيقه . الى ان يكتشفوا ان طنجرة ضغطهم لن تحل لهم مشكلتهم الاساسية وهي العيش بامان و استقرار على هذه الارض ، قبل ان يحصل الفلسطينيين على حقوقهم و العيش في دولتهم المستقله بامان و استقرار.