لا فلسطيني يقبل مناقشة صفقة القرن
لخص الدكتور صائب عريقات صفقة القرن في التقرير الذي قدمه إلى دَورة انعقاد المَجلس المَركزي الأخيرة، في 13 بَندًا، أولها يعترف بالقُدس عاصِمةً لإسرائيل ونَقل السّفارة إليها، واختيار بَلدة أبو ديس كعاصمة لأي دولة فِلسطينيّة مُستقبليّة، شَريطة أن تكون مَنزوعة السِّلاح والسِّيادة، ولا تُسيطِر على حُدودِها، وضَمْ الكُتل الاستيطانيّة خلال ثلاثة أشهر، واعتراف الفِلسطينيين والعَرب بيهوديّة إسرائيل كمَوطِن قَومي لليَهود في العالِم بأسْرِه، وتَظلْ المِياه الإقليميّة، والأجواء والمَوجات الكهرومغناطيسيّة، والأمن في يَدْ إسرائيل، وحَصْر الحَلْ العادِل لحَق العَودة في الأراضي المُحتلّة عام 1967
حديث المسؤول الفلسطيني عن صفقة القرن يتعارض كثيراً مع حديث مسؤول أوروبي نقل عن الرئيس الفرنسي ماكرون دعوته إلى القيادة الفلسطينية بعدم الانسحاب من العملية السياسية التي ترعاها الولايات المتحدة، مع ضرورة التعرف على تفاصيل الخطة الأمريكية قبل اتخاذ القرار برفضها، مؤكدا استعداد باريس لتقديم خطة بديلة إذا فشلت الخطة الأمريكية.
وهذا الموقف الفرنسي لا يخدم إلا السياسة الإسرائيلية، ولاسيما بعد انكشاف بنود صفقة القرن، والتي نشرت تفاصيلها صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، كما وعرضها مستشار الرئيس الأمريكي كوشنير على وزير خارجية فرنسا، وتقضي في المرحلة الأولى الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها “أبو ديس″، شرق القدس، تشمل قطاع غزة ونسبة 38 بالمئة من الضفة الغربية.
وفي المرحلة الثانية تبدأ مفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في قضايا الحدود النهائية، والمستوطنات بالإضافة إلى مصير مئات المدن في المنطقة “ج”، والتي تغطي 60٪ المتبقية من الأرض.
كما سيتم طرح ملف التواجد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية واللاجئين.
من يدقق في تفاصيل صفقة القرن يكتشف أنها تشبه مشروع غزة وأريحا أولاً، فالصفقة تتحدث عن مرحلة انتقالية للقضايا الهامشية، ثم عن حلول نهائية للقضايا الاستراتيجية نفسها التي تم تأجيل نقاشها قبل خمسة وعشرين عاماً، مع فارق جوهري يتمثل بالقدس التي غدت عاصمة موحدة لإسرائيل، وعودة اللاجئين التي صارت مقتصرة على أراضي السلطة الفلسطينية.
صفقة القرن هي الخيانة بعينها للثوابت الوطنية، وأي حديث عن صفق القرن يجب أن يحارب فلسطينياً بكل السبل، وكخطوة أولى يجب أن تغلق الأبواب دون سماع أي صوت عربي أو غربي يتحدث عن الصفقة، وهذا يستوجب توحيد الموقف الفلسطيني خلف استراتيجية المواجهة، وتوحيد المواقف الفلسطينية خلف قيادة فلسطينية قادرة على التحدي والمواجهة.