هذا هو السيد حسن نصر الله الذي نعرف..
أطل السيد حسن نصر الله من الضاحية الجنوبية بخطابه ليضع الاستراتيجية الفاعلة على الطريق الصحيحة، فبعد انتهاء السبع العجاف والانتصار على داعش، ليس ثمة مبرر ليبتعد محور المقاومة عن ممارسة دوره الصحيح وفي الجبهة الصحيحة، كان لزاماً على خطاب الأمين العام ان يطفح بكل مفردات النار، فالحدث يستلزم ذلك، والدعوة لالتئام شمل المقاومين ودعوتهم للتلاقي لصياغة استراتيجية مواجهة موحدة وان تتوزع فيها الأدوار في غرف عمليات متكاملة، هي طرف الحبل المتين للرد على قرار ترامب، من هنا جاء اتصال حسن روحاني باسماعيل هنية، واتصال قاسم سليماني بسرايا القدس وكتائب القسام ليضع النقاط الصحيحة على الحروف، وهذا ماقلته تماماً في اتصال هاتفي على قناة الإخبارية السورية منذ ثلاثة أيام حول ضرورة تكامل الجبهات بين فلسطين ولبنان والجولان.
الموضوعية ولغة العقل تقول: أنه لو تظاهر الملايين على امتداد العالمين العربي والإسلامي، لن يغير شيء في قرار ترامب، ولن تُدخل الرجل في الزجاج ، ولا الدعوة لقمة الإسلامية تعتبر القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ولا دعوة العرب لتقديم الدعم بالسلاح للفلسطينيين، فجمهور العقيدة القومية يدرك تآمر العرب على القضية الفلسطينية، وأن جديد ترامب ماكان ليطفو على السطح لولا مباركة والضوء الأخضر لمن تقدم نفسها قائدة للعالم العربي والإسلامي ( السعودية)، فالجميع تابع ما تم نشره في الإعلام الأميركي لجهة أن ولي العهد محمد بن سلمان ضغط على عباس للقبول بأبو ديس عاصمة لفلسطين ،ومارشح عن لقاء سلمان بكوشنر صهر ترامب ورسم خارطة جديدة لما يسمى عملية السلام.
مابدأته الأذرع العسكرية لحركة فتح لجهة الدعوة للاشتباك مع الاحتلال في كل مكان وبكل الوسائل بما فيها القوة المسلحة، وإطلاق صواريخ باتجاه المستعمرات الصهيونية، هو مايشكل الخطوة على الطريق الصحيحة، ومنها تكون منصة الإنطلاق نحو تعظيم الحراك المسلح الفلسطيني وتثقيله، وكما لم ينفك الإسرائيلي من مكاثرة قلقه لجهة نقل أسلحة استراتيجية إلى حزب الله، فيجب أن يتضاعف هذا القلق لنقل ذات الأسلحة إلى الداخل الفلسطيني.
إن أبواب جهنم التي هددت حماس بفتحها على المصالح الأميركية ” تشتاق” لسواعد الحزب، وسواعد فيلق القدس، لتكون النار أشد لظى وأكثر إيلاماً يتكامل فيها المشهد، فكما تواجد الحزب على الأرض السورية، وكذلك تواجد رجالات الجمهورية الإسلامية في ذات الخندق مع الجيش السوري، والذي أثمر سقوطاً وانهياراً لتنظيم داعش، وتحرير سورية، فلا وقت أصلح من هذا اليوم، لكي نرى حزب الله يقاتل ويقصف في الأراضي المحتلة ، على قاعدة الخطاب الأجمل والأقوى الذي جاء سابقاً على لسان الأمين العام ( مابعد حيفا، وأن الحزب سيطلب من مقاوميه السيطرة على الجليل، فيما لو اعتدت إسرائيل على لبنان)، فربط العدوان على لبنان بدخول وتحرير أرض فلسطينية، يؤكد عظيم الجدوى عندما تتكامل الحالة المُقاوِمة في جبهات لبنان وفلسطين والجولان، تماماً كما طرحها القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في شهر كانون الثاني من العام 2015خلال رسالة التعزية التي بعث بها لسيد المقاومة باستشهاد جهاد مغنية ورفاقه بغارة إسرائيلية في القنيطرة، وقد بدأ ذاك الطرح يطفو على السطح.
نعم مطلوب جهد مقاوم فلسطيني، ووحدة صف فلسطيني، وترحيل كل الاتفاقيات والمفاوضات إلى سلة المهملات فوراً، لكن تكامل جبهات المقاومة هو الأساس في لجم غطرسة أميركا وانتصارها للكيان الصهيوني.