24/03/2018
تقاریر 535 قراءة
الجانب المظلم لـجون بولتون,مستشار ترامب الجديد للأمن القومي
صورة من الارشيف
مرة أخرى، يعلن «دونالد ترامب» عبر «تويتر» إقالة أحد أعضاء إدارته واستبداله بآخر؛ حيث أعلن، فجر الجمعة، تعيين السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة «جون بولتون» مستشاره للأمن القومي بدلا من «هربرت ريموند ماكماستر».
إذ قال ترامب عبر «تويتر»: «يسرني أن أعلن أنه ابتداء من 9 أبريل/نيسان، سيكون السفير جون بولتون مستشاري الجديد للأمن القومي».
وأكثر ما يشتهر به «بولتون» أنه أحد صقور الدفاع في الولايات المتحدة؛ فهو لا يعتذر عن دعمه للغزو الأمريكي للعراق في 2003، كما كرس نفسه العام الماضي للدعوة إلى حرب مع إيران.
ولا يركز البعض على علاقات الرجل الدافئة مع الدعاة المناهضين للإسلام مثل «باميلا جيلر» و«روبرت سبنسر»، اللذين تعرضت منظمتهما المسماه «مبادرة الدفاع عن الحريات الأمريكية» لإدانات من جماعات الحريات المدنية ومناهضة التمييز؛ بسبب مساعيها لـ«شيطنة» المسلمين والدين الإسلامي.
وتقول رابطة مكافحة التشهير الحقوقية عن تلك المنظمة أنها «تحط من العقيدة الإسلامية باستمرار تحت ستار محاربة الإسلام الراديكالي»، وهي تشجع «أجندة مناهضة للمسلمين قائمة على نظريات المؤامرة».
نظريات المؤامرة
وتركز المراكز الحقوقية الضوء على وصف «جيلر» للرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» بأنه ابن غير شرعي للراحل «مالكوم إكس» (داعية إسلامي وناشط أمريكي من أصل إفريقي)، كما يقولون إنها «ربما أكثر الدعاة المناهضين للمسلمين شهرة في الولايات المتحدة».
وفي الوقت ذاته، يقول الحقوقيون إن «سبنسر» اشتكى مما يسمى «جيوب الشريعة»، وتنبأ بأنها ستنمو عبر أنحاء أمريكا.
وأشار «سبنسر» إلى «أوباما» بأنه «أول رئيس مسلم»، وقال إن الإسلام التقليدي «ليس معتدلاً أو سلميا».
كما اتهم وسائل إعلام بالحصول على أموال لتصوير المسلمين بشكل إيجابي.
في السنوات الخمس الماضية، شن كل من «جيلر» و«سبنسر» حملات قانونية لإجبار الحافلات العامة في البلاد على تشغيل إعلانات منظمتهم بما في ذلك إعلان يزعم بأن «الحقد الإسلامي على اليهود موجود في القرآن»، كما يدعو لإنهاء «كل المساعدات للعالم الإسلامي».
غير أن سجلات «جيلر» و«سبنسر» المعادية للمسلمين لم تردع «بولتون» عن الاستمتاع بعلاقات علنية دافئة مع الاثنين بعد تركه للخدمة الحكومية في 2006.
ومنذ 2009، أجرت «جيلر» مقابلات مصورة مع «بولتون» عدة مرات.
كما دعم «بولتون» بقوة الكتاب الذي ألفته «جيلر» بالاشتراك مع «سبنسر» في 2010، والذي سمياه «ما بعد الرئاسة الأمريكية: حرب إدارة أوباما على أمريكا» (The Post-American Presidency: The Obama Administration's War on America).
وعن هذا الكتاب قال «بولتون» في مقدمته: «ما يرويه الكتاب شئ مثير للقلق، وآثاره الأوسع أكثر إثارة للقلق؛ حيث كان معظم الأمريكيين يعتقدون بأنهم ينتخبون رئيسا يمثل مصالحهم العالمية بقوة، بدلاً من انتخاب وصي أفلاطوني يدافع عنهم فقط عندما يتسقون مع رؤاه الأكبر لعالم عادل».
لكن ما يراه «بولتون» انتقادا لا يعدو كونه سلسلة من نظريات المؤامرة غير المؤكدة حول «أوباما» ومجموعة التصريحات المعادية للمسلمين.
هجوم على «أوباما»
تروّج «جيلر» و«سبنسر» للنظرية القائلة بأن أوباما كان مسلماً متخفياً؛ حيث كتبا: «أوباما قام بإجراءات استثنائية لطمس خلفيته الإسلامية، وكلما زادت الأدلة الذي يأتي بها مدونون مثلنا تم تهميشنا أكثر. لقد كان أوباما متكتما لدرجة أنه رفض كشف شهادة ميلاده وسجلاته المدرسية وأطروحته، وجواز سفره الذي سافر به وهو مراهق، وهذه القائمة بذاتها هي علامات تحذيرية».
كما دافعا عن حركة تتبنى نظرية مؤامرة تقول بأن أوباما لم يكن مواطنا أمريكيا بالمولد، وهي الحركة التي تبناها وشجعها «ترامب».
وشبه أنصار «أوباما» هذه الحركة بحركة أخرى تدعى «truther»، وهي حركة تدعم نظرية مؤامرة تدعي بأن الرئيس الأسبق «جورج بوش الابن» وأعضاء إدارته كانوا المنفذين الحقيقيين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول على أمريكا. وكرر كل من «جيلر» و«سبنسر» المزاعم التي لا أساس لها بأن أوباما يحمل الجنسية الأندونيسية.
وتم اتهام «أوباما» بأنه «يلوم أمريكا على أحداث 11 سبتمبر، ويسعى لسياسات مؤيدة للإسلام ومعادية لإسرائيل»، وهو جزء من سلسلة التهم التي تشير إلى أن «أوباما» يسعى بشكل أساسي لتقويض الولايات المتحدة وأنه ليس بأمريكي.
صناعة الأعداء
لدى «بولتون» تاريخ طويل من صناعة الأعداء؛ فعندما عجز «جورج بوش الابن» عن نيل تأكيد من مجلس الشيوخ لعمل «بولتون» سفيرا لدى الأمم المتحدة، قام بتعيينه أثناء عطلة البرلمان.
وأثناء النظر في حصوله على تأييد المجلس، تعرض سجل عمل «بولتون» بوصفه وكيلاً لوزارة الخارجية للهجوم، خاصة فيما يتعلق بلقائه بمسؤولي استخبارات إسرائيليين دون السعي للحصول على تصريح من الدولة عبر وزارة الخارجية.
وكدبلوماسي عُرف الرجل بازدرائه للأمم المتحدة.
ويبقى القول إن تعيين «بولتون» في هذا المنصب، في ظل سجل أدائه كدبلوماسي وعلاقاته الدافئة من قادة مجموعات الكراهية أثناء إدارة «أوباما»، يرجح أن يكون شيئاً مقلقا.