03/11/2017
تقاریر 668 قراءة
صحيفة: استفتاء كوردستان قوّض مكتسبات الكورد داخليا وخارجيا.
صورة من الارشيف
قارنت صحيفة "العربي الجديد" في تقرير لها نشرته اليوم الجمعة، الأوضاع في إقليم كوردستان قبل وبعد استفتاء الاقليم، وأبرز التغييرات التي طرأت على أحوال الكورد في داخله، وخارجه.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن "أربعين يوما مرت على استفتاء الانفصال الذي أجري في إقليم كوردستان العراقي في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، وتسبب هذا الاستفتاء بانهيارات متتالية لسلطات وشعب كوردستان آخرها إرغام رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، على التنحي عن منصبه نهاية الشهر الماضي، وتحول الأكراد من قومية كبيرة تحلم بدولة مستقلة إلى أقلية تبحث عن الأمان".
وأضافت، أن "المقارنة بين أوضاع أكراد العراق قبل الاستفتاء وبعده تشير بوضوح إلى تراجع كبير في مكاسب الأكراد الذين كانوا يتمتعون بحقوق سياسية كبيرة وموازنة مستقلة تصل إلى 17 بالمائة من موازنة الدولة العراقية، فضلا عن حقوق اقتصادية وعسكرية وعلاقات مميزة مع دول العالم الخارجي".
ولفتت الى أن "أكبر الخاسرين من تبعات الاستفتاء، ربما يكون رئيس إقليم كوردستان الذي أرغم على ترك منصبه بعد أن كان يحلم حتى وقت قريب بتزعم الدولة الكوردية المنتظرة".
ونقلت الصحيفة عن عضو المجلس السياسي في كوردستان العراق، محمد إيخاني، أن "البارزاني أصبح الآن رئيسا لحزبه الديمقراطي الكوردستاني"، موضحا في بيان له أن "الأحزاب الكوردية الأخرى ستنظر إليه كأخ أكبر وليس كرئيس للإقليم".
وأشار إلى أن "مهمة المجلس خلال المرحلة المقبلة ستتمثل في عقد الاجتماعات لمناقشة المسائل السياسية والاستراتيجية".
كما نقلت عن المحلل السياسي العراقي، حسان العيداني، أن "البارزاني تحول من رئيس لإقليم كوردستان إلى سياسي حاله حال أي سياسي كوردي آخر"، مؤكداً أن "حلم الانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكوردية ولد ميتا، وأن إنجازات الأكراد طيلة عقود من الزمن تحطمت جميعها على صخرة الاستفتاء".
ولفت إلى أن "الشعب الكوردي يبدو اليوم متذمرا بشكل كبير من سياسات قادته التي أضاعت أحلام الدولة، كما أنها لم تتمكن من الحفاظ على مكاسب الإقليم"، مرجحا "حدوث انشقاقات داخل الصف الكوردي وخصوصا في السليمانية التي تعلن أبرز أحزابها حركة التغيير وجزء من الاتحاد الوطني الكوردستاني عدم رضاها بسياسات البارزاني".
ورجح العيداني، أن "تنعكس إخفاقات سلطات إقليم كوردستان العراق على الأكراد الموجودين في مناطق متفرقة من البلاد خارج الإقليم"، مؤكدا أن "الأكراد فقدوا سلطاتهم في كركوك والمناطق المتنازع عليها التي كانت خاضعة لأوامر وتعليمات إقليم كوردستان العراق".
ونقلت الصحيفة عن العضو السابق في برلمان كوردستان، علي حسين فيلي، قوله إن "هذا التحول يثير قلق سياسيين أكراد"، داعياً إلى "سيادة الأمن في المناطق التي تقع خارج الإقليم"، فيما أكد أن "الكوردي لا يشعر بذلك أبدا، وأصبحت مصالحه وهويته ولغته معرضة للخطر مع أي توتر سياسي".
وأضاف فيلي، "إن حدث هدوء سياسي فله بصيص أمل، أما إن تزايد التوتر في الغد فستعود حمى التهديد والتهجير"، موضحا أن "العقلية السائدة في بغداد هي التي تمنح البيئة والثقافة والأرضية لتهديد الضعيف والاستحواذ على مصالحه".
وتابع: "للأسف فإن العراق أصبح فيه فرض الأمر الواقع بالقوة هو السائد على القانون"، مشيرا إلى "عدم وجود ضمانات للحفاظ على أرواح الناس في ظل الخلافات السياسية".
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أكدت فيه أن "استفتاء الانفصال أثار أزمة الهوية بالنسبة للأكراد المقيمين في بغداد"، مؤكدة "وجود مئات الأسر الكوردية التي تعيش هناك والتي أجبرت على تبني الهوية المزدوجة (العراقية والكوردية) لأن معظمهم يتحدث اللهجة البغدادية الأصيلة لوجودهم هناك منذ عشرات السنين".
وقال المهندس كامل خوشناو الذي يسكن منطقة عكد الأكراد وسط بغداد، وفق تقرير الصحيفة، إنه "ولد في العاصمة العراقية عام 1955 وتزوج من عربية، ولا يوجد لديه أي ارتباط بإقليم كوردستان العراق سوى زيارة أقاربه في أربيل بين الحين والآخر".
وأضاف، أنه "على الرغم من كوننا من سكان بغداد القدماء إلا أننا نخشى استغلال العصابات للظرف الحالي، وتنفيذ اعتداءات على الأكراد"، مؤكدا أن "الأكراد في كركوك والمناطق المتنازع عليها وحتى في بغداد أصبحوا يعاملون كأقلية بغداد بعدما كانوا حتى وقت قريب القومية الثانية في الدولة العراقية بعد القومية العربية".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "لكن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، بعث برسالة طمأنة للأكراد، مؤكدا أنه من المعيب أن تقوم حكومته بقمع أي طرف في البلاد يمثل أقلية، وأشاد بالمجتمع العراقي الذي تمكن من الحفاظ على تنوعه وتنوع تركيبته السكانية".