23/12/2025
أمن 16 قراءة
إعلام عبري .. حماس تتعافى وإنجازات "الجيش" تتآكل

الاشراق
الاشراق | متابعة.
تحدّث المحلل العسكري في موقع "والاه" الإسرائيلي، أمير بوحبوط، في تقرير، عما يجري خلف الكواليس على المستويين الأمني والسياسي بشأن "تفكيك سلاح" حركة حماس، والعودة إلى القتال في غزة، وسط ترقب لزيارة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للقاء الرئيس، دونالد ترامب، في الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة.
وفي التفاصيل، ذكر بوحبوط، في تقريره، أنّ المؤسسة الأمنية تحذّر من أنّ "حماس ستواصل إعادة بناء قوتها في قطاع غزة"، ومن "تآكل إنجازات الحرب"، "ما لم يتخذ قرار سياسي - عسكري حاسم وواضح".
ففي الوقت الذي ينتظر فيه المستويان السياسي والأمني لقاء نتنياهو مع ترامب، فإنّ "الجيش" الإسرائيلي يرى أنّ "العودة إلى القتال وحدها ستتيح تفكيكاً فعلياً لسلاح حماس"، وفق التقرير.
من سيفكّك سلاح حماس؟
يأتي ذلك فيما "يتزايد الفهم في المؤسسة الأمنية بأن لا قوة عسكرية ولا مساراً سياسياً قادران عملياً على تفكيك سلاح حماس، باستثناء الجيش الإسرائيلي الذي سيتعيّن عليه العودة إلى القتال".
وأشار بوحبوط إلى أنّ المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي "في حالة انتظار، استعداداً لتداعيات اللقاء في نهاية الشهر بين نتنياهو وترامب".
ومنذ وقت طويل، بات واضحاً في القيادة الأمنية أنّ "واشنطن وتل أبيب لن تتوصلا إلى تفاهمات" حول سؤال كيف ستبدو المرحلة "ب" (إعمار قطاع غزة)، في ظل "رفض حماس والجهاد الإسلامي إعادة جثة الأسير الأخير ران غويلي"، ووسط رفض الأميركيين التخلي عن هذه المرحلة، بحسب التقرير.
ووفقاً لبوحبوط، فإنّ ما يجري خلف الكواليس "يصف الواقع المعقد الذي تطوّر على الحدود الجنوبية"، لافتاً إلى تقديرات جهات أمنية أنّ "نتنياهو لن يحطم الأدوات في مواجهة الأميركيين في هذا الموضوع".
نقطة مقلقة
هذه التعقيدات تأتي في ظل "عدم يقين بشأن حجم وسائل القتال، والصواريخ، والقذائف، والذخيرة، والعبوات الناسفة، والمواد الخام، وآلات الإنتاج لوسائل القتال داخل قطاع غزة".
وبحسب التقديرات، فإنّ "حماس لا تهرّب وسائل قتال من سيناء إلى القطاع"، كما أنّ "عبور مئات الشاحنات يومياً يخضع لفحص أمني صارم".
وبناءً على ذلك، تقول جهات في "الجيش" الإسرائيلي إنّ "العامل الوحيد القادر على تفكيك سلاح حماس هو الجيش، وهو ما لا يمكن أن يحدث إلاّ في ظل القتال".
وأضافت الجهات العسكرية أنّ "حماس دخلت إلى وقف إطلاق النار بعدما فُرض عليها ضغط عسكري وسياسي شديد جداً"، فيما اليوم، هي "في مكان آخر"، حيث "خرجت من الأنفاق، وعادت إلى الحكم، ولديها كثير من الغذاء والطاقة، وهي بعيدة عن الجوع أو عن ضائقة اقتصادية"، وفق التقرير.
ما النتيجة في النهاية؟
ونتيجةً لعدم التوافق بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشأن المراحل التالية في قطاع غزة، ومن دون أن تعيد حماس والجهاد الإسلامي جثة الأسير الأخير، وأن تُفكّكا سلاحهما، وأن تنقلا الحكم إلى قوة متعددة الجنسيات (لم تُقم حتى الآن)، يقدّر "الجيش" الإسرائيلي أنّ هناك احتمالين من الآن فصاعداً:
1- الحفاظ على الوضع القائم: "وضع راهن تُعيد حماس في إطاره بناء نفسها اقتصادياً وحكومياً وعسكرياً، وتستعد للقتال ضد الجيش الإسرائيلي، مع تآكل إنجازات الجيش".
2- العودة إلى القتال: "ستنقل الولايات المتحدة وإسرائيل إنذاراً نهائياً إلى حماس بشأن إعادة جثة الأسير الأخير وتفكيك السلاح، في حين لن يعود الجيش الإسرائيلي إلى القتال".
لكن بحسب بوحبوط، فإنّ "الخيار الأول الذي يتضمن مماطلة في الوقت، يبدو عملياً أكثر، وفق رسائل جميع الأطراف حتى الآن".
يُشار إلى أنّ المرحلة الأولى من اتفاق غزّة دخلت حيز التنفيذ في 11 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن "إسرائيل" تواصل انتهاكاتها وتماطل في الانتقال إلى المرحلة الثانية، والتي من أبرز بنودها استكمال انسحاب "جيش" الاحتلال الإسرائيلي من الخط "الأصفر" إلى "الأحمر"، إلى جانب بدء إعادة الإعمار.
وفي ساعات الصباح الباكر من يوم أمس، نفّذت مروحيات الاحتلال إطلاق نار باتجاه عدة مناطق في مخيمات الوسط.
كما نفّذت قوات مدرّعة إطلاق نار باتجاه عدة نقاط في منطقة "الخط الأصفر" حول رفح، فيما وتواصل قوات الهندسة في "الجيش" اعتداءاتها في المنطقة ضمن سيطرة عملياتية تقدر بـ54% من مساحات قطاع غزة.