"أوسكار: عودة الماموث"... الحيوان المنقرض يظهر في مصر

ishraq

الاشراق

الاشراق | متابعة.

يقدّم فيلم "أوسكار: عودة الماموث" للمخرج هشام الرشيدي محاولة طموحة لإدخال الخيال العلمي إلى السينما المصرية، معتمداً على حملة ترويجية لافتة انتشرت في الأسابيع الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي. أثارت المقاطع التي تُظهر معارك بين حيوانات منقرضة في شوارع القاهرة والإسكندرية فضول الجمهور، وخلقت انطباعاً بأن الفيلم يطمح إلى كسر النمطية الراسخة في الإنتاج المصري، والانتقال إلى نوع سينمائي يرتكز على الخدع البصرية وبناء العوالم المتخيّلة.

يفتتح "أوسكار: عودة الماموث" بمشهد محكم الصنع داخل منشأة بحثية أجنبية تعمل على استنساخ كائنات ما قبل التاريخ، في مدخل بصري يُظهر رغبة صريحة في تأسيس عالم تخييلي ذي قواعد واضحة. يشكل هذا الافتتاح نبرة العمل ويمنحه شرعية سردية؛ إذ لا يلجأ إلى إدخال عنصر خيالي من دون تأسيس خلفية علمية تُقنع المشاهد وتسمح له بتعليق عدم التصديق. ومن هنا، تتحرك القصة نحو مصر، حيث تدخل الجهات المعنية بالحياة البرية في خطوط الحدث، ويتولّى الضابط أدهم النحاس (أحمد صلاح حسني) والدكتورة أروى (هنادي مهنا) مهمة التعامل مع الماموث بعد وصوله إلى الأراضي المصرية.

ورغم أن البناء الأولي للحبكة يحمل إمكانات واعدة، فإن السيناريو يتخلّى تدريجياً عن خصائص الخيال العلمي لصالح مسارات درامية مألوفة، تركز على حياة البطل الشخصية ومشكلاته العائلية. هذا التحوّل يخفف من قوة الفكرة الأصلية ويضعف الإيقاع السردي، خاصة حين يتقدّم الخط العاطفي على الخط العلمي أو المغامراتي. ومع ذلك، يحتفظ الفيلم بجاذبية واضحة في خط الطفلة ليلى، إذ يشكل حضورها محوراً شعورياً يربط الجمهور بالكائن الخيالي ويمنح القصة بُعداً إنسانياً يوازن بين الفكرة التقنية والعاطفة.

على مستوى التنفيذ، يقدّم الفيلم مجموعة من مشاهد الأكشن المعتمدة على الغرافيكس بجودة متفاوتة؛ بعضها يُظهر تقدّماً ملحوظاً في القدرة المحلية على إنتاج لقطات معقدة، فيما تبدو مشاهد أخرى متأثرة أكثر من اللازم بالأسلوب الهوليوودي أو مصطنعة في بعض اللقطات. رغم هذا التفاوت، يمكن القول إن الفيلم يشكل مؤشراً على استعداد الصناعة المصرية لتبنّي تقنيات المؤثرات البصرية بشكل أكثر جدية، خاصة إذا أُتيح للفرق الفنية وقت أطول وميزانيات أكبر تُساعد على تحسين التفاصيل الدقيقة.

كما يعكس العمل رغبة في تقديم فيلم يصلح للمشاهدة العائلية، مستهدفاً الأطفال والمراهقين الذين يتفاعلون عادة مع قصص الصداقة بين الإنسان والكائن المختلف. هذه المقاربة تُسهم في جعل الفيلم قابلاً للوصول إلى جمهور واسع، لكنها في الوقت نفسه تُقيد إمكاناته كعمل خيال علمي كان يمكن أن يستثمر في بناء عالم أكثر عمقاً وتعقيداً، أو في تطوير خطوط درامية تستفيد من موضوعات العلم والتقنية والانقراض والاستنساخ.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP