21/07/2024
ثقافة و فن 210 قراءة
عودة سينما فلسطين في نيويورك: النضال والتضامن يجتمعان
الاشراق | متابعة.
عادت السينما الفلسطينية إلى الواجهة في مدينة نيويورك بفضل الجهود المتزايدة لتسليط الضوء عليها، بالتزامن مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي خلّف حتى الخميس 38 ألفاً و848 شهيداً و89 ألفاً و459 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
في الأشهر الأخيرة، تحوّلت نيويورك إلى ساحة نضال وقمع للصوت الفلسطيني في الوقت نفسه، إذ تشهد شوارعها منذ اكتوبر/ تشرين الأول الماضي مظاهرات للتضامن مع الغزيين، والمطالبة بوقف إطلاق النار، كذلك تشهد جامعة كولومبيا في المدينة انتفاضة واسعة بين الطلاب تطالب بفك ارتباط الجامعة بإسرائيل ووقف إطلاق النار والحرية لفلسطين. وقد تعرّض الطلاب والموظفون فيها لتشويه السمعة وأشكال مختلفة من التضييق على حياتهم المهنية مقابل هذا التضامن.
وبموازاة الاحتجاجات الشعبية، أخذت مؤسسات مثل أرشيفات الأفلام المختارة، ومكتبة بروكلين العامة، وأكاديمية بروكلين للموسيقى، و"سينيموفيل" وغيرها، على عاتقها تشجيع استكشاف فلسطين من خلال الشاشة. ففي السنوات السابقة تراجع حضور فلسطين على الشاشات الأميركية، باستثناء ربما نشرات الأخبار، كذلك كانت إنتاجات المخرجين الفلسطينيين حبيسة المهرجانات النخبوية فقط لا غير، لكن في الأشهر القليلة الماضية، صارت السينما الفلسطينية جزءاً أكبر من المشهد السينمائي في المدينة العالمية.
مثلاً، حرصت مجموعة سينيموفيل، التي تستضيف عروضاً ثورية متنقلة منذ تأسيسها في عام 2021، على الاستفادة من مخيمات التضامن مع الغزيين في جامعة كولومبيا لعرض فيلم Columbia Revolt (1968)، الذي وثّق الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام في الجامعة، وعرضت Between Two Crossings (2019)، وهو فيلم وثائقي عن الطالبة الغزية نور الغصين.
لاحظت مديرة برمجة الأفلام في المعهد العربي للسينما والإعلام، ياسمينة الطويل، زيادة في الاهتمام بأفلام السينما الفلسطينية في نيويورك. وأمام هذا الواقع، تقول الطويل: "ولد تقويم الأفلام الفلسطينية، الذي يضم عروضاً عبر الإنترنت أو في صالات محددة في نيويورك، مع ملخصات وأوقات وأماكن وروابط لشراء التذاكر"، فتحوّل التقويم إلى مصدر للكثيرين بسبب سهولة استخدامه.
وتقول الطويل لموقع هايبرأليرجيك الفني إنه "قبل عامين، كان هناك قرابة ثلاثة أفلام عربية تُعرَض في نفس عطلة نهاية الأسبوع، وكنت أفكر: يا إلهي! هذا ضخم... لكن أن تكون هناك عروض فلسطينية متواصلة منذ أكثر من ستة أشهر في جميع أنحاء نيويورك حالياً، فهذا أمر لا يصدق".
لكن هل تصبح السينما الفلسطينية جزءاً من مشهد السينما العالمية في نيويورك؟ يقول الكاتب، كليم حوا، لـ"هايبراليرجيك" إن "أحداث الأشهر الماضية ومقاومة الشعب هي السبب في ما يحصل وفي هذا التغيير". ومع ذلك، تتخوّف الطويل من أنّ الاهتمام بالقضية الفلسطينية وبفنونها قد ينتهي عند كثيرين عند انتهاء الحرب، في إشارة إلى أن أوضاع الفلسطينيين حتى بعد العدوان تحتاج إلى اهتمام وتضامن متواصل.
المصدر: العربي الجديد