الزخرفة الكاشية.. أعرق فنون الزينة العمرانية الإيرانية تنثر جمالها في مقام السيدة رقية بدمشق

ishraq

الاشراق|متابعة 

تُعتبر مهنة "كاشي كاري" أو مهنة الزخرفة الكاشية، واحدة من فنون الحرف اليدوية التي تتميز بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي من المهن القديمة التي تحتاج الى صبر طويل وذوق فني رفيع.

وتميّز الإيرانيون بهذا النوع من الفن، الذي يعود تاريخه إلى قرون ما قبل الميلاد، وكان يُستخدم لزخرفة المباني والعمارات وواجهات البيوت على شكل نقوش هندسية ورسوم مختلفة غالباً ما كانت تحاكي الطبيعة بأزهارها وأشجارها.

وبعد أن اعتنق الإيرانيون الإسلام، بدأت الزخارف الكاشية تتطور، وأضحت تلعب دوراً أساسياً في تزيين الأماكن العبادية المقدسة.

ويعتبر العصر الصفوي فترة إزدهار فنون الزخارف الإيرانية العريقة، وقد أضيف إليها نوع آخر يسمى بـ"الكاشي ذو سبع ألوان".


وبما أنّ مدينة أصفهان عاصمة الحكومة الصفوية، فقد تحولت إلى ما عرف بمدينة القباب الزرقاء لزخرفتها بالكاشي الأزرق.

وتُعتبر المعالم التاريخية المتوفرة فيها، من الروائع الفنية المتبقية من العصر الصفوي، حيث تحتضن نماذج باهرة من زخارف الكاشي في مسجد إمام ومسجد الشيخ لطف الله وغيرهما الكثير.

وأبدع حرفيو هذه المهنة عبر التاريخ وحتى يومنا هذا، وأصبحنا نجد هذه الزخارف في أغلب الأحيان في المقامات الدينية والمساجد والحسينيات حتى في غير إيران.

وفي السياق، قال الحرفي الإيراني من مدينة كرج علي رضا بسطامي لوكالة يونيوز للأخبار، أثناء عمله في زخرفة مقام السيدة رقية (ع) في العاصمة السورية دمشق، إنّه "يعمل على تزيين المقام بالرسوم والنقوش والمنمنمات الفارسية والزخارف العربية، في صحن السيدة فاطمة (ع) في حرم السيدة رقية (ع) ابنة الإمام الحسين (ع) في العاصمة السورية دمشق".

بدوره، قال الحرفي الإيراني مجيد بسطامي، إنّنا "أتينا من إيران إلى هنا حيث مقام السيدة رقية (ع)، لنقوم بأعمال التزيين بالزخرفات والرسوم والنقوش المختلفة بكافة أنواعها، وقد أنجزنا أجزاء متعددة، ونعمل الآن على تزيين هذا السقف، وأصبحنا في المرحلة ما قبل الأخيرة، وسننتهي منه قريبًا، وهناك أجزاء أخرى في الحرم سنبدأ بها بعد الإنتهاء من هذا السقف".

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP