09/12/2018
تقاریر 641 قراءة
إيران هي السبب !
شيء ملفت هو حجم الحقد الذي تكنه أمريكا و “إسرائيل” والسعودية لإيران، وكذلك حجم العجز الذي تشعر به أمريكا و”إسرائيل” والسعودية إزاء ايران، فكل ما نشهده اليوم من احداث في منطقتنا، سببه حقد وعجز هذا الثلاثي، الذي يضم “اعظم” دولة في العالم، و”جيش لا يقهر”، وبحار من النفط والدولارات .
عجز هذا الثلاثي عن مواجهة ايران وجها لوجه، جعل الحقد على ايران يستعر في قلبه، فدفعه الى احتلال العراق وافغانستان بهدف محاصرة ايران، وصنع القاعدة و”داعش” وباقي الجماعات التكفيرية الاخرى، لنقل الدمار الى داخل ايران، وروج للوهابية لمواجهة “نفوذ” ايران، واغرق الاسواق بالنفط الرخيص، لخنق اقتصاد ايران، واغرق العالم الاسلامي بالدماء، لجر ايران الى حروب طائفية .
دخل هذا الثلاثي في تحالف معلن، لتصفية القضية الفلسطينية، والغاء الشعب الفلسطيني من الوجود، في اطار ما بات يعرف بـ"صفقة القرن"، بذريعة التفرغ لمواجهة “خطر” ايران .
الرئيس الامريكي دونالد ترامب يعلن جهارا نهارا، انه شريك في عائدات النفط السعودية، وعلى ال سعود ان يتقاسموا معه خزائنهم، لانه يحميهم من “ايران".
ابن سلمان يستعجل الوصول الى العرش، وينحي اعمامه وابناء عمومته، ويسكت ويسجن ويصفي معارضيه، بدعم امريكي واضح، لمجرد انه قدم نفسه بانه اكثر ال سعود عداء لايران .
رئيس الوزراء “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو يعلن وبصريح العبارة، انه في خندق واحد مع الحليف السعودي في مواجهة العدو المشترك لتل ابيب والرياض، وهو ايران .
السعودية تتوسل امريكا و ”اسرائيل” لاستخدام سمائها وارضها، لضرب ايران، بل وحتى التعهد بدفع كل التكلفة المالية لاي تحرك عسكري امريكي “اسرائيلي” ضد ايران .
هذا التحالف الثلاثي، ومنذ اكثر من اربع سنوت، وهو يعيث في اليمن فسادا وتقتيلا وتجويعا، تحت ذريعة التصدي لـ”نفوذ” ايران في اليمن .
الصحفي السعودي جمال خاشفجي، يُستدرج الى قنصلية بلاده في اسطنبول، بأوامر صدرت من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مباشرة، بشهادة السي اي ايه، ليُقتل خنقا، ويُقطع اربا اربا بالمنشار، و يُذوب في الماء الحارق، فينبري ترامب وصهره جاريد كوشنر، صاحب صفقة القرن، للدفاع عن ابن سلمان، لانه يعادي ايران .
العالم كله ايد ودافع وما زال يدافع عن الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى، ورفض هذا العالم، دون استثناء، خروج امريكا من الاتفاق، الا “اسرائيل” والسعودية، اللذان لم يكتفيا بتأييد ترامب، بل حرضا ترامب، عبر صهره كوشنير، على الخروج من الاتفاق .
احتجزت السعودية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، واجبرته على تقديم استقالته من منصبه، لان الاخير لا ينفذ سياسة ابن سلمان بحذافيرها ضد ايران، وسكت ترامب عن جريمة الخطف، لان ابن سلمان يعادي ايران .
جوّع هذا الثلاثي الى جانب الامارات، اكثر من عشرين مليون يمني، ومات بسبب هذه المجاعة نحو مائة الف طفل، بذريعة ان حركة انصار الله اليمنية، التي ترفض الهيمنة السعودية والتعامل مع اليمن كتابع، متهمة من قبل هذا الثلاثي بانها من “حلفاء” ايران .
جنّد وسلّح وشحن، هذا الثلاثي، عشرات الالاف من اعتى المجرمين في العالم، من الذين نخرت الوهابية عقولهم، الى سوريا والعراق، ليرتكبوا في هذين البلدين من المجازر ما خرج عن نطاق المعقول الانساني، والسبب التصدي لـ”نفوذ” ايران.
خرجت العلاقة الحميمة بين هذه العصابات التكفيرية في سوريا وبين “اسرائيل” الى العلن وبشكل صارخ، والتبرير هو ان “اسرائيل” وهذه العصابات الوهابية، تحارب عدوا واحدا وهو ايران.
العلاقات بين “اسرائيل” وبين اكثر الانظمة العربية تخلفا، انتقلت من السرية الى العلن، بل وصلت هذه العلاقات الى مستوى التنسيق الامني والعسكري في اعلى المستويات، والهدف هو مواجهة العدو المشترك، وهو “ايران".
ترامب وفي تبريره الدفاع عن ابن سلمان بعد قتله لخاشقجي، قال انه يشتري السلاح، ويساهم في توفير الوظائف في امريكا، ويساعد على ازدهار الاقتصاد الامريكي، ويُغرق الاسواق بالنفط الرخيص، ولولا بلاده لما بقيت “اسرائيل”، وقبل كل هذا وذاك، انه يعادي ايران .
اذن، ايران هي السبب وراء كل ما يحدث في المنطقة، فلو استسلمت ايران ورفعت الراية البيضاء امام امريكا ورضخت لهيمنتها، وقبلت ان يتعامل معها ترامب كما يتعامل مع السعودية، ولو تركت الشعب الفلسطيني لوحده يواجه مؤامرات الاعداء و ”الاشقاء” على حد سواء، لتصفية قضيته، ولو تركت العصابات الوهابية تزرع الحروب الطائفية في المنطقة وتشوه صورة الاسلام ، دون ان تتصدى لها ، لما حدث ما حدث.
A.K