16/08/2018
تقاریر 914 قراءة
هل تُريد تهدئة غزة غيبوبةَ للمقاومة؟
سلاح المقاومة الاسلامية الفلسطينية يمثل الردع القاهر لمخططات الاحتلال
تتوالى التسريبات الاعلامية حول ما يصطلح عليه بتهدئة غزة مقابل حوافز اقتصادية للقطاع المحاصر بشكل غير انساني لسنوات وسنوات من قبل كيان الاحتلال ونوعا ما من قبل السلطات المصرية. وغاية الحصار الخانق على اهل قطاع غزة هي تركيع المقاومة الاسلامية لنجاحها في عدم الاستسلام لابتزاز المحتل ومن والاه ولصبرها وصبر جمهورها في عدم الرضوخ، فهل التهدئة اليوم تعني ان المواقف تبدلت وان الصلابة تراجعت او ان المقاومة قد تغمد سلاحها وتدخل في غيبوبة ؟
بالتأكيد وبكل وضوح ان الحصار الظالم الذي فرضه الاحتلال على قطاع غزة وما سببه من معاناة لاهلها وما انتجه من تردي واضح في الخدمات كان بهدف افشال ادارة حركة المقاومة الاسلامية حماس لهذا القطاع بعد فوزها الكاسح في الانتخابات التشريعية، وكذلك كان يريد الاحتلال منه تحريض الجمهور الفلسطيني على المقاومة واخلاء خزانها الشعبي لعل ذلك يساعد الحاق الهزيمة السياسية بها وجعلها ضعيفة الارادة في الدفاع عن هذا القطاع عندما يقرر المحتل شن حرب عسكرية شاملة على هذه المساحة الجغرافية الصغيرة والمحاصرة برا وبحرا وجوا
الاحتلال شن الحروب وشدد الحصارات وطلب اغلاق معبر رفح مع مصر ومنع سفن الحرية واعتقل طواقهما لكن المقاومة واهلها الصابرين ليس لم يستسلموا فقط بل كانت المقاومة في كل مرة تباغت الاحتلال بردود عسكرية تجعله يترك الحرب غير منتصر ويعيد حساباته في اية مواجهة جديدة مع قطاع غزة. وكان استعراض القوة الاخير ضد قطاع غزة درسا آخر للاحتلال جعله هو من يتمسك اكثر من غيره بالتهدئة لانه بات يدرك ان الجبهات المفتوحة كثرت عليه شمالا وجنوبا وان بيته الزجاجي بات اكثر هشاشة من اي وقت مضى امام محور المقاومة وما يمكنه ان يفعله به اذا ما فكر باية مغامرة جديدة يحاول فيها استعراض قوته التي تكشف للجميع انها خرافة ليس اكثر
واخر تقنيات المقاومة الاسلامية هي مسيرات العودة التي ينظمها اهالي غزة بصدور عارية امام ثكنات الاحتلال المدجج بالسلاح وطائرات ورقية ادخلت قوات الاحتلال في هلع ورعب لما الحقته بهم من خسائر وانكسارات نفسية لم يستطيعوا القضاء عليها رغم حيلتهم ومكرهم عسكريا ومعلوماتيا وتقنيا، فما كان من الاحتلال الا ان يطلب الوساطات والمفاوضين للتوصل الى حل يبعد عنه شبح الطائرات الورقية وكابوس مسيرات العودة التي تهز اركانه كل يوم جمعة وهو لا يستطيع فعلا الا تصيد الاطفال وطواقم الاسعاف ومدنيين عزل فتضاف الى سجله الاجرامي جرائم موثقة وتنقل مباشرة من على شاشات التلفزيون امام الراي العام العالمي الذي لا يتردد في التنديد بهذه الجرائم بكل صراحة وشجاعة
الجهود الاخيرة التي رعتها مصر وساعدت فيها قطر للوصول الى تهدئة بين قطاع غزة والاحتلال قد تثمر اتفاقا المؤمل منه ان ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وان يوفر لهم ما منعه الاحتلال ومعه مصر من نقص وحرمان، وان يمنع طيران العدوان من ممارسة القتل والاغتيال حسب توقيتاته وقراراته مقابل هدنة لخمس سنوات او سبعة وليس اتفاق تسوية او سلام نهائي لان المقاومة ستكون على جاهزية تامة لاي خرق او غدر او تنصل من قبل المحتل الذي اعتاد على السلوكيات الغادرة
وعلى هذا فان سلاح المقاومة الاسلامية، الذي هو الردع القاهر لمخططات الاحتلال في اذلال اهل غزة واخضاعهم لارادته، سيكون جاهزا ومطورا للرد على اي عدوان او غدر ضد قياداته او جمهوره او اهل القطاع بشكل عام. وبالتالي فان هذه التهدئة لن تكون تسوية او سلاما ولن تنزع المقاومة سلاحها بل انها هدنة شعارها سيكون ان عدتم عدنا وان ضربتم ضربنا وان لم تنفع التهدئة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وكسر الحصار برا او بحرا ولن توفر العيش الكريم لاهالي غزة فستكون هذه التهدئة كأن لم تكن ولن تدخل المقاومة في غيبوبة كما يحلم البعض بل ستكون على اتم اليقظة والاستعداد لاي طارى
N.M