22/06/2018
تقاریر 684 قراءة
حرب الهاشتاكات بمصر..هل تهدد مصير السيسي؟
صورة من الارشيف
#ارحل_يا_سيسي" ، بهذا الوسم عبر الشعب المصري عن غضبه من زيادة اسعار البنزين تزامنا مع ذكرى ثورة يونيو 2013، الشعب المصري الذي عبر عن استيائه مرات عدة من قرارات لم تكن في المصلحة الوطنية من ضمنها بيع الحكومة المصرية لجزيرة تيران والصنافير للسعودية، تقزم الدور الاقليمي و العربي للبلاد و عدم احساس المواطن بتحسن اقتصادي، ضعف الاداء في تامين حصة مصر من مياه نهر النيل.
لكن غلاء اسعار البنزين دفع رواد مواقع التواصل الى اطلاق وسم " ارحل ياسيسي" الذي احتل المركز الثالث في قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر، أمس الأربعاء، بتغريدات تعددت ثمانية آلاف خلال ساعات من إطلاقه.
وشهد الشارع المصري، حالة من الارتباك بعد وصول أنباء عن تحريك أسعار الوقود، ما أدى إلى تزاحم حول محطات البنزين في المحافظات المصرية، ودفع الأجهزة الأمنية المختصة بالحضور في المحطات خوفاً من قيام أصحابها بتخزين كميات من السولار والبنزين لبيعها بسعر أعلى.
وكانت الحكومة قد صدمت المصريين في ثاني أيام العيد ورفعت أسعار الوقود، حيث زاد سعر لتر بنزين 92 ليبلغ 6.75 جنيه بدلًا من 5 جنيهات، وارتفع سعر لتر بنزين 80 ليصل إلى 5.5 جنيه للتر بدلًا من 3.65 جنيه، وسعر لتر السولار ليبلغ 5.5 جنيه بدلًا من 3.65 جنيه، وارتفع سعر متر الغاز للسيارات إلى 2.75 جنيه بدلًا من جنيهين، بجانب ارتفاع سعر بنزين 95 إلى 7.75 جنيه للتر بدلًا من 6.6 جنيه، وارتفع سعر إسطوانة البوتاغاز إلى 50 جنيهًا، بدلًا من 30 جنيهًا.
غضب على مواقع التواصل
يقول النشطاء ان هناك عدة سلبيات تحققت من قرارات السيسي الأخيرة، ومنها زيادة أسعار الكهرباء والمحروقات، وما ترتب عليها من زيادة في أسعار السلع الغذائية، بالإضافة إلى فرض المزيد من الضرائب والرسوم.
وهاجم النشطاء بحسب وصفهم بشدة سياسات الرئيس المصري المتناقضة، القائمة على التمييز بين فئات الشعب، حيث تناول النشطاء الامتيازات والرفاهيات التي ينالها أفراد الجيش والشرطة والقضاء ورجال الأعمال والإعلاميون، خاصة تلك القرارات التي أصدرها بعد قسمه اليمين الدستوري، بزيادة معاشات العسكريين، وزيادة أقرها لأعضاء السلك الدبلوماسي بأثر رجعي منذ 2015.
الغضب كان واضحا على الضرائب والرسوم المفروضة مطلع الشهر الجاري، والتي رفعت قيمة بعض الرسوم إلى 2200 بالمئة من قيمتها الأساسية (رسوم استخراج رخص قيادة مهنية على سبيل المثال).
وشن الممثل المصري خالد أبو النجا احد رموز ثورة يناير هجوما عنيفا على الرئيس المصري، مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسيبالرحيل، مؤكدا بأنه تحول لديكتاتور، بحسب تعبيره.
وقال “أبو النجا” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” باللغة الإنجليزية تعليقا على وعد سابق لـ”السيسي” بعدم رفع الأسعار:”الديكتاتورية= عدم المساءلة=الكذب والبقاء في السلطة بالقوة=قمع حرية التعبير”.
موقف الحكومة المصرية:
ويأتي خفض دعم الوقود بعد أيام فقط من إعلان الحكومة رفع أسعار الكهرباء بنسبة 26 بالمئة في المتوسط ورفع أسعار مياه الشرب بنحو 50 في المئة.
وحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المصريين على التحلي بالصبر، وقال في الآونة الأخيرة “إن بلاده ستجني ثمار التقشف وإن ذلك سيعود على الجميع”.
وقال، خلال الشهر الجاري، في إشارة على ما يبدو إلى الاحتجاجات التي خرجت في الأردن ضد زيادة الضرائب، إنه لا يريد أن يتحدث عن دول أخرى ودعا إلى الحيطة، محذرًا من أن اضطرابات مماثلة في مصر تهدد استقرار البلاد.
رفع اسعار البنزين
هذا وقد خفّضت الحكومة المصرية دعم الوقود ثلاث مرات منذ عام 2014، وكانت الزيادة الأخيرة في يونيو/حزيران 2017، عندما رفعت الحكومة أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 50%؛ فارتفع سعر بنزين 92 من 3.5 جنيه إلى 5 جنيهات للتر، وارتفع بنزين 80 (وهو الوقود الأكثر استخداماً) من 2.35 جنيه إلى 3.65 جنيه للتر، بينما ارتفعت أسعار أسطوانات غاز الطهي من 15 جنيهاً إلى 30 جنيهاً.
واعلنت الحكومة ان الهدف هو خفض الدعم تدريجياً إلى أن يتم رفعه بالكامل، وفقاً لبرنامج متفق عليه مع صندوق النقد الدولي لإقراض مصر 12 مليار دولار، والتي تلقت منه حتى الآن نحو ستة مليارات دولار، وتنتظر شريحة رابعة بقيمة ملياري دولار مستحقة في يونيو/حزيران 2018. وتقول الحكومة إنها مضطرة لاتخاذ خطوات قاسية لإصلاح الأوضاع الاقتصادية المتدهورة منذ 2011، ذلك على الرغم من الأرقام التي تُشير إلى تحسن الاقتصاد.
على ما يبدو ان الاوضاع في مصر ملتهبة لكن على الجميع توخي الحكمة لخروج البلاد من عنق الزجاجة