التحركات الاماراتية الاخيرة .. غاياتها ومآربها وخفاياها

ishraq

صورة من الارشيف

جميع البلدان المشاركة في العدوان على اليمن سواء تلك التي تشارك بشكل مباشر مثل السعودية والامارات والسودان او تلك التي تشارك بشكل غير مباشر او محدود مثل امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، كل هذه الدول لديها مآرب واهداف لا يمكن التستر والتكتم عليها، ولكن هناك دولة لديها اهداف خاصة تتميز بها عن الدول الاخرى وهي الامارات.
التدخل الاماراتي المباشر والفاعل خلال السنوات الاخيرة في بعض الدول ومنها اليمن وليبيا، اثار دهشة واستغراب الكثير من المحللين. فالبعض راى انها تاتي لتحقيق غايات اقتصادية مردها الى المصادر النفطية الهائلة في اليمن، والبعض الاخر راى بانها تاتي لغايات سياسية . ولكن يبدو ان التحركات العسكرية وحتى السياسية التي تقوم بها الامارات هي لترسيخ اهداف اقليمية وفي بعض الاحيان دولية ، والا فلماذا تقوم الامارات بهذه الخطوات في حين ان بامكانها الحصول على مكانة مميزة وتحقيق اهدافها المالية والاقتصادية وحتى السياسية من خلال مواكبتها للسياسات الاستعمارية والغربية  . هذا فضلا عن ان المصادر النفطية والغازية الهائلة التي تتمتع بها الى جانب صناعة السياحة تغني هذا البلد عن خوض اي مغامرة للحصول على مصادر مالية جديدة . اذن ما هو السبب الحيوي الذي يحدو بالامارات لتستميت في خوض التطورات الاقليمية بل وتدفع ثمنا باهظا لتحقيقها في بعض الاحيان.

يجب البحث عن جذور هذه التحركات والتحريضات الاماراتية في مكان آخر. فمنذ فترة تشهد الخلافات القائمة بين الدول العربية وتيرة متنامية. وخير دليل على ذلك هو غياب الدور الفاعل للجامعة العربية على صعيد التطورات الاقليمية وهو ما جعلها مجرد ظل لا اكثر ولا اقل، خاصة في ضوء غياب دول نافذة مثل سوريا ولبنان والجزائر وقطر وحتى ليبيا وعمان التي ترفض السياسات والاملاءات السعودية.   

من جهة اخرى فان مجلس التعاون في الخليج ايضا فقد بريقه، والخلافات بين اعضائه طفت الى العلن بل وباتت اعمق من اي وقت مضى .. المنطقة التي تتواجد فيها السعودية والبحرين والامارات وقطر تعرف باسم شبه الجزيرة العربية .. بعض دول هذه المنطقة رات النور بفعل السياسات الاستعمارية البريطانية والغربية. لذلك نرى ان السعودية لديها اطماع تجاه هذه الدول من منطلق انها تعتبرها جزءا منها جرى استقطاعها . وهذا ما يبرر ويظهر حقيقة الخلافات الحدودية التي تندلع بين السعودية ودول الجوار بين فينة واخرى وتؤدي الى اضطرابات بالمنطقة .  

وفي هذا المجال يمكن الاشارة الى الهجوم الذي شنته القوات العسكرية السعودية على قطر في سبتمبر 1992 واحتلالها لاجزاء من هذا البلد . رد فعل قطر على هذا الهجوم تمثل بتعليق العمل بالاتفاقية الحدودية الموقعة بين الجانبين في عام 1965 فضلا عن تعليق مشاركتها في اجتماعات مجلس التعاون كضرب من الاحتجاج. وبعد ثلاثة اشهر من المناوشات وبالتالي الوساطة المصرية توصل البلدان الى اتفاق لحل وتسوية الخلافات الحدودية.

الاطماع السعودية تجاه قطر يمكن تعميمها للامارت ايضا . الاماراتيون يعرفون جيدا بانهم عاجلا ام آجلا سيكونون ضحية الاطماع التوسعية السعودية، لذلك فانهم بدؤا باتخاذ الترتيبات اللازمة للايام المقبلة والحرب المتوقعة مستقبلا - ستندلع عاجلا ام آجلا - لان العلاقات بين السعودية ودول مجلس التعاون ومنها الامارات ليست متساوية ولا مبنية على الاحترام المتبادل . بل هي علاقة استعلائية من قبل السعودية حيال الدول الاخرى .
العلاقات القائمة بين السعودية والامارت تشير الى ان اسباب عدة مثل الخلافات التاريخية والايديولوجية الى جانب تاثير الولايات المتحدة عليها هي التي ترسم مستوى العلاقات المستقبلية بين البلدين. فعلى صعيد النقطة الاولى يمكن الاشارة الى الخلاف الحدودي التاريخي بين البلدين حيث قامت السعودية سابقا باحتلال جزء من الاراضي الاماراتية والتي يتم حاليا استخراج 650 الف برميل يوميا منها . وهو ما يجعل الاماراتيين يشعرون بالتهديد الدائم من قبل السعودية . وما يؤكد ذلك الرسائل الالكترونية للسفير الاماراتي في واشنطن والتي تم قرصنتها وهي موجهة الى احد المسؤولين الامنيين في الامارات حيث يصف فيها السعودية بانها العدو الثاني للامارات ولذلك يجب الحصول على معلومات دقيقة عنها على مختلف المستويات .  

بناء على ما تقدم يمكن القول بان الهدف الاساسي للتواجد والتدخل العسكري الاماراتي في اليمن هو السيطرة والاستيلاء على بعض الجزر التي تمنح الامارات عمقا استراتيجيا لها وهو ما تفتقد اليه الان، وفي حال تعرضها لاي عمل عسكري سعودي فانه ليس امامها سوى الاستسلام . ولذلك فان الامارات بذلت ما بوسعها للسيطرة على جزيرة سقطري اليمنية سابقا وتسعى من خلال الهجوم على الحديدة تحقيق مأربها السابق.  ملخص القول ان الامارات تسعى من خلال تحركاتها الاخيرة الحصول على ورقة ضغط رابحة في مواجهة اي حرب سعودية محتملة في المستقبل.

 

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP