10/06/2018
تقاریر 569 قراءة
تل أبيب: نتنياهو أخفق بأوروبا وفشلنا باختراق الرأي العّام الغربيّ في مسألتي إيران وغزّة والانتقام:
نتنياهو
مُتسلحةً بالدعم الأمريكيّ غيرُ المحدود لسياساتها الخارجيّة، وبغطرستها وعنجهيتها وغرورها، تُواصل دولة الاحتلال الإسرائيليّ التصعيد مع الاتحاد الأوروبيّ، وبشكلٍ مُتعمدٍ تعمل على إذلال دول القارّة العجوز، التي ما انفكّت يومًا عن دعمها الماديّ والمعنويّ، إضافةً إلى تأييدها في المحافل الدوليّة.
ولكن يجب التشديد على أنّ تصعيد الخلاف بين إسرائيل والاتحاد الأوروبيّ يبقى في إطار الخصام بين الأصدقاء، التقليعة الأخيرة، التي كُشف النقاب عنها اليوم الأحد، هو إعلان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، عن رفضه لاستقبال مسؤولة العلاقات الخارجيّة في الاتحاد الأوروبيّ، فيديريكا موغيريني، لاجتماعٍ نُسّق مُسبقًا بين الطرفين.
وفي هذا السياق، نقل مُراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إيتمار آيخنر، عن مصادر وصفها بالمُطلعّة جدًا في تل أبيب، أنّه كان من المُقرر أنْ تصل موغوريني إلى الدولة العبريّة اليوم للمُشاركة في مؤتمرٍ لمنظمةٍ يهوديّة-أمريكيّة، يفتتح أعماله اليوم في القدس الغربيّة، على أنْ تُجري لقاءً دبلوماسيًا في مع نتنياهو في ديوانه بالقدس، ولكنّ تل أبيب، تابعت الصحيفة قائلةً، عن المصادر عينها، أبلغت موغيريني عن إلغاء اللقاء لأنّ رئيس الوزراء لم يجد الوقت المُناسب للاجتماع معها، الأمر الذي دفع مسؤولة العلاقات الخارجيّة في الاتحاد الأوروبيّ إلى إلغاء زيارتها لإسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة “نصحت” المُراسل السياسيّ بالتوجّه على الاتحاد الأوروبيّ لمعرفة سبب إلغاء اللقاء، على الرغم من التنسيق المُسبق. علاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر السياسيّة في تل أبيب، على أنّ الخلاف مع دول الاتحاد الأوروبيّ يتمحور حول موقفها من الاتفاق النوويّ مع إيران، ورفضها الانسحاب منه، كما فعلت الولايات المُتحدّة الأمريكيّة في الشهر الماضي، أمّا نقطة الخلاف الثانيّة، تابعت المصادر، فتكمن في المطلب الأوروبيّ بتشكيل لجنة تحقيقٍ دوليّةٍ لفحص القتل الجماعيّ، الذي نفذّه الاحتلال الإسرائيليّ ضدّ الفلسطينيين العُزّل خلال مسيرات العودة على السياج الحدوديّ مع قطاع غزّة، هذه المسيرات التي انطلقت في الثلاثين من شهر آذار (مارس) الماضي وما زالت مُستمرّةً، وبحسب الاتحاد الأوروبيّ، أوضحت المصادر في تل أبيب، فإنّ عدد الشهداء والجرحى، الذي وصل للآلاف يُحتّم على المُجتمع الدوليّ تشكيل لجنة تحقيقٍ خاصّةٍ لفحص القتل الجماعيّ الذي نفذّه الاحتلال الإسرائيليّ خلا الأشهر الأربعة الماضية.
هذان المُعطيان، تابعت المصادر السياسيّة في تل أبيب، إلى رفع منسوب التوتّر مع الاتحاد الأوروبيّ، وعلاوة على ذلك، يُعتبر هذا التصعيد بمثابة اعتراف إسرائيليٍّ رسميٍّ بفشل الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بهدف إقناع زعماء هذه الدول بالانسحاب من الاتفاق النوويّ مع إيران، وفي هذا السياق أشارت القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ إلى أنّ الخلافات بين نتنياهو وبين رئيسة الوزراء البريطانيّة، تيريزا ماي، لم تكُن خلف الكواليس فقط، بل على الملأ، ففي المؤتمر الصحافيّ المُشترك بينهما طفت على السطح الخلافات بين نتنياهو وماي في كلّ ما يتعلّق بقتل وجرح الفلسطينيين في المُواجهات على الحدود بين قطاع غزّة وإسرائيل، الأمر الذي زاد من حدّة التوتّر، ولفت التلفزيون العبريّ إلى أنّ نتنياهو أخفق أيضًا في كلٍّ من برلين وباريس، حيث رفض الرئيس الفرنسيّ، إيمانوئيل ماكرون، والمُستشارة الألمانيّة طلبه بالانسحاب من الاتفاق النوويّ مع إيران، والذي تمّ التوقيع عليه في العام 2015.
في السياق عينه، وعلى الرغم من الحملة الإعلاميّة الإسرائيليّة المُكثفّة التي خصصت لها حكومة بينامين نتنياهو ملايين الدولارات لإقناع الرأي العّام في أوروبا بصدق ومصداقية رواية دولة الاحتلال بأنّ ما تقوم به في قطاع غزّة نابعٌ من حقّها في الدفاع عن نفسها، فقد اضطرت تل أبيب، كما أكّد مُراسل الشؤون العسكريّة، إليكس فيشمان، الابن المُدلّل للمؤسسة الأمنيّة، اضطرت للاعتراف بأنّ الدولة العبريّة لم تتمكّن من اختراق الرأي العّام الأوروبيّ بتاتًا، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ السواد الأعظم من سكّان القارّة العجوز على اقتناعٍ تامٍ بأنّ الجلاد هو إسرائيل والضحيّة هي حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، مُشيرًا في الوقت نفسه بأنّ حركة حماس، يُمكنها تسجيل الانتصار الساحق على إسرائيل في المعركة على الرأي العّام الأوروبيّ، كما قال، نقلاً عن مصادره الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب