بوتين في ولاية جديدة..أسباب الفوز وأهميته

ishraq

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين


بنيله 76.6 بالمئة من أصوات الناخبين استطاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحقيق انتصار كاسح على منافسيه، ليدخل في ولاية رابعة لرئاسة روسيا، تؤكد مدى التفاف الشعب الروسي حول بوتين والمقبولية التي يتمتع بها لدى هذا الشعب.

 

فبوتين الذي حقق لروسيا على مدار ولاياته الرئاسية انجازات عديدة، أعاد هذه الدولة إلى عظمتها في النظام السياسي الدولي، بشكل سيجعل التاريخ الروسي يتحدث عن الحقبة البوتينية، وليس مجرد ولاية لرئيس عابر في تاريخ هذه القوة العظمى في العالم.

سببان رئيسيان جعلا بوتين يتربع على عرش الرئاسة السورية، السبب الأول هو إدارة علاقات روسيا الدولية بشكل أعادها إلى المنافسة في الساحة السياسية الدولية بعد سنوات عجاف عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، ويلخص رئيس تحرير مجلة "نفوستك" الروسية والخبير في الشؤون الروسية اسكندر كفوري في حديث لموقع "العهد" ذلك بالقول إن "الرئيس بوتين استطاع النهوض بروسيا واستعادة أمجادها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وحولها من جديد الى دولة قوية ومحترمة لها وزنها ومكانتها على الساحة الدولية التي أنهت سياسة القطب الواحد المتمثل بأمريكا حيث كانت تتحكم بمفاصل القرارات الدولية دون مقدرة أي طرف دولي على الاعتراض، واستطاع اعادة روسيا الى مصاف الدول المتقدمة بين دول العالم بشكل اعاد التوازن الدولي الى نصابه".

كفوري يشير إلى أن "ما قام به بوتين أعاد الى مواطنيه الشعور بالعظمة التي فقدوها بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي، وهذا ما يجعلهم يسعون للحفاظ على هذه الانجازات التي تحققت في زمن الرئيس بوتين وعدم التنازل عنها ومواجهة التحديات على جميع الصعد. وبالتالي النسبة العالية التي حصل عليها هي خير دليل على الالتفاف القوي من قبل الشعب الروسي حول قائده، وخاصة بعد التهديد الغربي وفرض عقوبات على روسيا لا سيما بعد تصريحات "تيريزا ماي" رئيسة الوزراء البريطانية وانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وبريطانيا على خلفية حادثة تسمم العميل الروسي السابق، مما جعلهم من حيث لا يدرون من عداد الفريق الذي يقود الحملة الانتخابية لبوتين وسبباً أساسياً بإحساس الشعب الروسي بضرورة التضامن مع رئيسه والالتفاف حول قائده وحافزاً قوياً الى تدفق الكثيرين الى صناديق الإقتراع للحفاظ على كرامتهم التي اعتبروها مهددة وعليهم الوقوف بوجه من يريد اذلالهم".

أما الأسباب الداخلية التي ساعدت على فوز بوتين فهي كما يشير اسكندر كفوري أن بوتين منذ توليه سدة الرئاسة في العام 2000، عمل على تعزيز الاقتصاد الروسي وتأمين الحاجات الاقتصادية وخاصة الشق المتعلق بالرواتب الذي أعاده الى الموظفين بعد أن كان مفقوداً بالسابق، مما أعاد الى روسيا الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، معتبراً أن هذه الأمور كانت سبباً لجعل الشعب الروسي يمنح اصواته للرئيس بوتين ليتقدم بفارق كبير على منافسيه السبعة بنسبة 76.6 بالمئة من نسبة الاصوات.

هذا النجاح الكبير الذي يعطي شرعية جديدة للرئيس بوتين، تجعله ثابتاً في سياساته، ويجعل وفق كفوري "سياسة روسيا الخارجية ثابتة لا تتغير لا قبل انتخابه ولا بعد تجديد ولايته، وسيجعل روسيا تدخل مرحلة جديدة وبقوة ودون التنازل عن أي من مبادئها والتصميم وبكل صلابة للدفاع عن مبادئ الشرعية والقانون الدولي، وبالتالي الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها".

هذا الثبات سينعكس ايضا في مواقف روسيا من الحرب على سوريا، وحسبما يشير كفوري فإن "القوات الروسية جاءت الى سوريا من أجل استئصال الارهاب ومنع الولايات المتحدة والغرب من تقسيم سوريا الى دول طائفية اثنية متناحرة ومن ثم سيطرت الكيان الصهيوني عليها، واستيلاء امريكا على مقدراتها وجعلها ألعوبة بيدها لتنفيذ مآربها، وسيبقى هذا هو الهدف الأساسي لروسيا بعد انتخاب الرئيس الروسي بوتين لولاية ثانية".

هذا النصر للرئيس بوتين ستكون له مفاعيله على الصعيد الاقتصادي لروسيا ايضاً، وذلك من خلال جذب مليارات إضافية على شكل استثمارات في الاقتصاد الروسي مما سيسمح للمستثمرين في المؤسسات بمتابعة تنفيذ مشاريعهم في روسيا، والذي يمكن أن يوفر تدفقات إضافية على الاقتصاد الروسي، وهنا يقول كفوري إن "نتائج التصويت تدل على ديمومة النهج الاقتصادي الروسي الحالي والذي يهدف لمواصلة جذب الاستثمارات الأجنبية".

ويشير إلى أن الفترة الرئاسية الجديدة ستساعد على تنفيذ خطط كشف عنها الرئيس الروسي في رسالته السنوية، والتي تركز على الاستثمار في تطوير البنية التحتية والتكنولوجيا ويجعل روسيا تعتمد على نفسها في العديد من القطاعات الاقتصادية، حيث يجري بوتيرة أعلى في مجال تطوير القطاعات الاقتصادية وخاصة المعلوماتية والعسكرية.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP