14/03/2018
تقاریر 631 قراءة
جماعات الضغط السعودية تضاعف عملها في واشنطن لتعبيد الطريق لزيارة ابن سلمان
قبيل الزيارة المرتقبة لولي عهد السلطة السعودية محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأميركية، بدأت جماعات الضغط السعودية بالعمل لاستقباله بشكل مكثف، وفق ما كشف موقع “بلومبيرغ”، الذي أوضح أن الرياض ضاعفت جماعات الضغط العاملة هناك.
التقرير يوضح أن ما يسمى “صندوق الثروة السيادية السعودي”، الذي يهدف إلى تقليص اعتماد الرياض على النفط، أشرك شركة كبرى من بين شركات الضغط ومراكز التفكير للضغط على الولايات المتحدة من أجل الموافقة على عمليات الاستحواذ في المستقبل، ومن المقرر أن يدفع صندوق الاستثمار العام الذي يترأسه ابن سلمان لشركة “أكين غامب ستراوس” ما يصل إلى 535 ألف دولار حتى الأول من شهر مايو، من أجل الخدمات القانونية والتواصل مع المسؤولين الحكوميين من أجل “الاستثمارات الحالية والمتوقعة” في الولايات المتحدة.
“بلومبيرغ” لفتت إلى أن من بين الفريق الذي سيمثل الصندوق، سيكون هناك جيفري فيرهوف أحد كبار جامعي التبرعات للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، ونائب رئيس إقليمي للفريق المالي للحزب، موضحا أن “أكين غامب” ستركز على لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، التي تقوم بمراجعة الاستحواذات الأجنبية على الشركات الأمريكية، وفقا لما ذكرته التسجيلات، كما يمكن للجنة الموافقة على الصفقات، وفرض تغييرات على المعاملات لحماية الأمن الأمريكي، أو التوصية بأن يقوم الرئيس بحظر عملية الاستحواذ.
توصف اللجنة بأنها “حارس البوابة” الأهم للاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة، وقد أسقطت المعارضة داخل اللجنة سلسلة من الصفقات في ظل وجود الرئيس دونالد ترامب، بسبب مخاوف بشأن الملكية الأجنبية للتكنولوجيا الأمريكية، بحسب الوكالة.
وتعمد الرياض للاعتماد على “أكين غامب”، لتنويع الاقتصاد وتحقيق الطموحات لاحويل صندوق الثروة إلى أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم، حيث من المتوقع أن يوفر بيع نحو 5 بالمئة من شركة النفط الوطنية السعودية “أرامكو، المزيد من الأموال لاستثمارات الصندوق، وقد كشفت معلومات عن إمكانبة تأجيل طرحها الذي كان مقررا هذا العام إلى العام المقبل 2019.
“بلومبيرغ” لفتت إلى استثمارات الصندوق صفقات كبرى، حيث التزم باستثمار بقيمة 20 مليار دولار أمريكي لصندوق البنية التحتية الأمريكي الذي تديره “بلاك ستون غروب”، وكذلك 45 مليار دولار لصندوق التكنولوجيا الذي تديره مؤسسة “سوفت بانك غروب”، وقد لاقت الاستثمارات اعتراضا شعبيا خاصة الاستثمارات في البنى التحتية الأميركية، حيث تعاني البلاد من الكثير من المشكلات إلا أن التحسين لم يطال الداخل على الرغم من الأزمات الإنسانية بسبب البنى التحتية، ولعل موسم الأمطار يكشف هول الأزمة.
إلى ذلك، أشارت “بلومبيرغ” إلى أن الصندوق يجري محادثات لشراء حصة في شركة “إندافور”، وهي الشركة القابضة لوكالة المواهب بهوليوود “دابليو إم إي”، بحسب ما نقلت بلومبيرغ عن مصادر مطلعة. وللضغط بشأن صفقات الطاقة النووية، تحولت السعودية إلى “جيف ميريفيلد”، وهو مرشح سابق للرئاسة في اللجنة التنظيمية النووية، الذي يقود الآن لجنة ممارسة الطاقة في “بيلسبري وينثروب”، ووظفت الرياض “كنغ وسبالدينج إل إل بي” و”ديفيد كولتجن”، وهو محام ومدير تنفيذي في “أرامكو، تم تعيينه في أوائل أكتوبر لتقديم الخدمات القانونية والاستشارية إلى السلطة السعودية، بما في ذلك في مشروعها الوطني للطاقة الذرية، التي بدأت الرياض ببحثه منذ فبراير ووسعت دائرتها للبحث عن شركاء في تنفيذ مشاريعها.
يشير مراقبون إلى أن الرياض تحضر جماعات الضغط للبحث عن استثمارات في واشنطن من أجل تأمين زيارة ناجحة لولي العهد، حيث من المستبعد أن تطرح إدارة ترامب ملف حقوق الإنسان على الضيف السعودي على الرغم من المطالبات الحقوقية الحثيثة والسجل المروع لابن سلمان في انتهاكات المواثيق الدولية والشرائع.