04/11/2025
أمن 19 قراءة
“نسر الجنوب”.. حملة سلب ونهب وتهجير إسرائيلية جديدة في النقب!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
تستنكر لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها إسرائيليًا، ومنتدى السلطات المحلية العربية داخل أراضي 48، بشدّة الحملة الإسرائيلية الواسعة التي تشنّها رئاسة “دائرة أراضي إسرائيل” و”السلطة الخضراء”، بمرافقة وحدات من شرطة “يوآف”، تحت عنوان “نسر الجنوب 3″، والتي تستهدف بشكل مباشر القرى العربية البدوية غير المعترف بها وسكانها الأصليين.
وكانت المؤسسة الصهيونية “دائرة أراضي إسرائيل” قد شنّت حملة سلب ونهب وتهجير جديدة بعنوان “نسر الجنوب”، بذريعة “مكافحة التعدّيات على أراضي الدولة”، والتي أكّد قادة النقب على أنها ليست سوى استمرار لسياسة حكومية ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان العرب من أراضيهم التاريخية، ومصادرتها لصالح مشاريع عسكرية واستيطانية، تحت غطاء قانوني وإعلامي مضلِّل.
وفي بيان مشترك، أكدت الأطر القيادية العربية في النقب أنه في الوقت الذي تعاني فيه القرى العربية في النقب من انعدام الخدمات الأساسية- من كهرباء وماء وشوارع ومدارس- تختار الحكومة العنصرية برئاسة نتنياهو استثمار مواردها في حملات قمع وهدم وملاحقة، بدل الاستثمار في تخطيط وتطوير واعتراف بهذه القرى التي سبقت وجود الدولة بعقود طويلة.
وتؤكد القيادة النقباوية أن الحديث عن “تعدّيات” هو تزوير للواقع التاريخي، فالعرب في النقب هم أصحاب الأرض الأصليون والشرعيون الذين تم تهجير معظمهم عام 1948، وصودرت أكثر من 90% من أراضيهم.
وتابعت: “هذه الحملات لن تُرهب السكان، ولن تغيّر الحقيقة: لن نغادر أرضنا، وسنواصل نضالنا المشروع قانونيًا وشعبيًا حتى الاعتراف الكامل بحقنا في العيش الكريم على أرض الآباء والأجداد”.
وفي هذا السياق، تعلن القيادة العربية الفلسطينية في النقب عن عقد اجتماع طارئ وموسع قريبًا، بمشاركة لجنة التوجيه العليا، والمجلس الإقليمي، ومنتدى السلطات المحلية، لبلورة خطوات نضالية قوية وغير مسبوقة لوقف هذه الإجراءات التعسفية وتعزيز صمود الأهل في النقب.
وتؤكد القيادة النقباوية أنّ من الأهمية بمكان مشاركة كل الأهل في النقب، لأن الخطر الداهم يهدد الجميع دون استثناء، ولا يمكن مواجهته إلا بوحدة الصف وتكاتف الجهود الشعبية والرسمية.
وتدعو القيادة النقباوية الحكومة الإسرائيلية إلى وقفٍ فوري لهذه الحملة العدوانية، وبدلًا من التصعيد والملاحقة، إلى فتح حوار جاد ومسؤول مع ممثلي الجمهور العربي في النقب لإيجاد حلول عادلة ودائمة تُنهي عقودًا من التمييز والإهمال، وتضمن مستقبلًا كريمًا ومتساويًا لكل المواطنين.
يُشار إلى أن صحراء النقب الممتدة من خليج العقبة على ساحل البحر الأحمر حتى الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط تُشكّل ثلثي مساحة فلسطين التاريخية، وقد احتُلّت عام 1948 ضمن حملة عسكرية واسعة عُرفت بـ”حملة يوآف”، التي استلهمتها شرطة الاحتلال لتسمية واحدة من وحداتها في النقب.
وفي نكبة 1948، تم تهجير نحو 100 ألف فلسطيني من النقب، ونجا منه نحو 1300 شخص فقط، باتوا اليوم نحو 300 ألف نسمة، أي أن الزيادة الطبيعية العربية في النقب قد تضاعفت مرات، وهذا ما يُعدّ مصدر حملات التحريض وتضييق الخناق والاقتلاع الإسرائيلية المتفاقمة، خاصة أن وزير الأمن المدان بالإرهاب إيتمار بن غفير يقود هذه الحملة ضد أهالي النقب بحجة “الحوكمة”.