22/10/2025
دولي 17 قراءة
وقائع حياة الغزيين تكذب رواية "إسرائيل"!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
كذب مواطنون رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي حول حدود “الخط الأصفر”، وأكدوا أن نطاق الاستهداف الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية تعدى حدود هذا الخط الذي يلتهم 53% من مساحة قطاع غزة، ويحرم الكثير من السكان القاطنين في مناطق تقع في محيطه بقوة النيران، من الوصول إلى منازلهم أو أراضيهم الزراعية، في الوقت الذي تتواصل فيه المأساة الإنسانية رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
قصص الخط الأصفر
وفي المناطق القريبة من “الخط الأصفر” الذي تواصل قوات الاحتلال تثبيته بعلامات وكتل أسمنتية، على طول الشريط الحدودي الواقع شرق وشمال وجنوب قطاع غزة، تسمع أصوات أزيز الرصاص وأصوات سقوط قذائف مدفعية، تطلقها الآليات العسكرية المتوغلة في عمق القطاع.
وهناك تحلق بكثافة الطائرات المسيرة بكافة أشكالها، ومنها الطائرات الهجومية، التي تحمل الصواريخ، أو تلك الصغيرة “كواد كابتر” التي تلقي قنابل وتطلق الرصاص على كل متحرك، ما جعل تلك المنطقة أشبه بـ”مدن الأشباح” لا يقطنها أي كائن.
ويقول عبد الرحمن النجار، وهو مواطن تملك عائلته مساكن وأراضي زراعية في عدة مناطق تقع في البلدات الشرقية لمدينة خان يونس، إن من بين تلك المنازل والأراضي الكثير تقع خارج “الخط الأصفر”، غير أنهم محرومون حتى اللحظة من الوصول إليها.
وتحدث عن نجاته وعدد من أقاربه والجيران من هجوم إسرائيلي نفذته الدبابات حين أطلقت في محيط منطقة وجودهم، حين توجهوا لتفقد منطقة سكنهم بعد أسبوع من التهدئة، عدد من القذائف، فيما دوى في المكان أزيز رصاص من رشاشات ثقيلة.
ويؤكد أنه ومن معه كانوا في المنطقة الواقعة خارج نطاق ذلك الخط، وأنهم أيضا لم يشاهدوا أي علامات تدلل على اقترابهم من مناطق السيطرة الإسرائيلية، حيث حاول الوصول إلى أراضي زراعية لعائلته، لدراسة إعادة استصلاحها من جديد، مستغلا حالة التهدئة، بعد عامان من الحرب حرموا فيها من الزراعة، بسبب التوغلات البرية المتواصلة للبلدات الشرقية لقطاع غزة، والقصف الإسرائيلي المستمر والتدمير المتعمد للمناطق الزراعية.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، أشارت في وقت سابق إلى تضرر هائل في الأراضي الزراعية في غزة، حيث بلغ نسبة الأضرار أكثر من 95%، وأكدت أن هذا الواقع يزيد تدهور القدرة على إنتاج الغذاء ويفاقم خطر المجاعة في قطاع غزة.
ويشير النجار إلى أن التهدئة لم تغير شئيا من واقع الحياة لأغلب سكان قطاع غزة، فهو وأسرته وعائلته الكبيرة والجيران، لا زالوا يقيمون في مناطق النزوح، ويحرمون من الوصول إلى مناطق سكنهم الأولى، ويخشى هذا الرجل أن يستمر هذا الوضع الصعب في الفترة القادمة، حيث يقترب فصل الشتاء وموسم هطول الأمطار، مستذكرا ما ألم بهم من معاناة في العامين الماضيين، حين اقتلعت خيامهم وأغرقت الأمطار أمتعتهم، كما اشتكى من استمرار شح المساعدات والمواد الغذائية، على الرغم من الاتفاق.
شهيد وخروق للتهدئة
هذا وقد ارتكبت قوات الاحتلال عدة هجمات جديدة على المناطق الحدودية، وارتقى شهيد جراء إطلاق الاحتلال الإسرائيلي النار على مواطنين في حي التفاح شرقي مدينة غزة، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الواقعة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، فيما استهدفت الزوارق الحربية ساحل المدينة المكتظ بخيام النازحين.
كما قامت قوات الاحتلال بتنفيذ قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف، على المناطق الواقعة شرق مدينة خان يونس، وتركزت الهجمات على بلدة بني سهيلا.
وأعلنت وزارة الصحة أنها تسلمت بواسطة الصليب الأحمر، 30 جثماناً لشهداء تم الإفراج عنهم اليوم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ليرتفع إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 195 جثماناً.
دفن مجهولي الهوية
وفي السياق، اضطرت الطواقم الطبية لدفن جثامين عشرات الشهداء، الذين جرى تسلمهم مؤخرا من الجانب الإسرائيلي، في إطار عملية وقف إطلاق النار، بعد أيام من وصول جثامينهم، لعدم قدرة أي من أهالي المغيبين قسرا التعرف عليهم.
وقالت الوزارة إن العملية اشتملت على مواراة جثامين 54 من الشهداء الذين لم يتم التعرف والاستدلال عليهم، إلى المقبرة المخصصة لذلك بالمحافظة الوسطى، لافتة إلى أنه تم التعرف حتى اللحظة على هوية 57 شهيدا من قبل ذويهم، من خلال رابط الاستدلال الذي تم نشره.
وتؤكد وزارة الصحة أن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الجثامين وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيداً لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأسر، لافتة إلى أن بعض الجثامين تظهر عليها علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب للأعين.
وسبق وأن أكدت الوزارة، أنها تواجه صعوبات كبيرة في التعرف على جثامين الشهداء، مشددة على ضرورة تدخل مؤسسات دولية متخصصة للمساعدة في هذه المهمة الإنسانية الحساسة.
وبحضور ممثلين عن القطاع الصحي ورجال الإنقاذ ووجهاء العشائر والمؤسسات الرسمية، ومئات المواطنين، جرى تشييع جثامين 54 شهيدا مجهولي الهوية، ممن جرى تسلمهم مؤخرا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووضعت الجثامين في أحد الساحات في مدينة دير البلح وسط القطاع، وهناك تمت الصلاة عليهم، قبل نقلهم إلى المقبرة لمواراتهم الثرى.
وقال الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، في نقلها موقع “صفا” المحلي، إنه عملية الدفن تمن بسبب عدم تعرف الأهالي على الجثامين، وذلك بسبب اختفاء أي دلائل من شأنها التعرف على أصحابها، لافتا إلى أنه تم سحب عينات من الجثامين، من أجل فحصها حينما يتم اجراء تحقيقات حولها، خاصة وأن معظمها تعرضت للحرق والتعذيب والتعصيب والإعدام رميًا بالرصاص.
وقال إن عملية الدفن تمت وفق إجراءات قانونية وبمشاركة مختصين، لافتا إلى أن الجثامين كانت بحالة مرعبة حيث تم الاعتداء عليها حتى بعد قتلها، حيث أحرقت الوجوه، لافتا إلى أنه ظهر عليها أثر التعذيب وتقييد اليدين بالمجنزرات، بالإضافة لوجود حبال ملتف حول الرقبة والقدمين وعصب على العينين. وأضاف “الحقيقة أن جروح الشهداء كانت عميقة في أنحاء متفرقة في الجسد، وهذه المشاهد مروعة لا تترك مجال أن يتم التعرف عليها، ما يعكس جريمة ارتكبت ضد الإنسانية.
وقد وضعت وزارة الصحة في غزة آلية الكترونية للتعرف على الجثامين، تشمل وضع صورا لما تبقى من الجثامين، والملابس التي يرتدونها وأي مقتنيات أخرى، وتعطي كل واحد منهم رمزا محددا، ويتيح ذلك لأسر المفقودين من تفحص الصور، للتعرف إن كان تخص أحد أبنائها، ومن ثم يجري الذهاب إلى المركز الذي تتجمع فيه في هذه الجثامين.
مطالبة بتطبيق الاتفاق
وبسبب تهرب إسرائيل من استحقاقات التهدئة، طالبت الجبهة الديمقراطية من الوسطاء تسيير أعمال اتفاق شرم الشيخ، والتدخل الفاعل لوضع حد للجوع الذي ما زال مستشرياً في قطاع غزة، بسبب إغلاق معبر رفح، وتعطيل قوات الاحتلال السماح للعدد الكافي لشاحنات الإنقاذ للعبور إلى قطاع غزة.
“الديمقراطية” تطالب الوسطاء تطبيق اتفاق التهدئة ووضع حد للجوع المستشري
وقالت “إن التقارير الصادرة عن المؤسسات الإنسانية في قطاع غزة، نؤكد أن أكثر من مليون فلسطيني من النساء والأطفال والمسنين، وغيرهم من المرضى والحوامل والمرضعات، يعانون الجوع ولم تصلهم منذ أكثر من عشرة أيام أية مساعدات تشكل حلاً للوضع المتفاقم في القطاع”.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تسمح لشاحنات التجار بالعبور، لأنها تسدد رسوماً باهظة تعود على الاحتلال بالفائدة، بينما تعطل حواجز الاحتلال مرور شاحنات المساعدات في إدامة للحصار والتجويع، وظناً منها أن أبناء القطاع قد يلجؤون إلى الهجرة باعتباره الحل الممكن.
ولفتت الجبهة الديمقراطية نظر الوسطاء إلى أنه في الوقت الذي يدور فيه النقاش والحوار حول “قواعد الاشتباك”، والحفاظ على وقف النار”، و”رسم حدود للخط الأصفر”، يغيب عن النقاش والبحث مسألة فتح معبر رفح، ووتيرة دخول شاحنات الإغاثة، المكدسة عند معبر رفح، يعطل دخولها إلى القطاع التعنت الإسرائيلي، مؤكدة أن هذا أمر يتطلب حلاً وضبط التوازن في محاور تطبيق اتفاق شرم الشيخ.