16/10/2025
ثقافة و فن 17 قراءة
«ساوث بارك» يدخل غزة ويوبّخ نتنياهو!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
في خطوة جريئة لاقت استحسان المتابعين، تناول المسلسل الأميركي الساخر «ساوث بارك» الحرب في غزة عبر حلقة تضمّنت انتقاداً سياسياً غير مسبوق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وخلال الحلقة التي بُثّت للمرة الأولى في أواخر الشهر المنصرم، تناول البرنامج الحرب على غزة بأسلوب لا مثيل له. إذ جرى تصوير نتنياهو مجتمعاً مع مسؤولين في مكتبه، خلفه علم الكيان العبري. ثمّ تقتحم شخصية «شيلا بروفلوسكي»، وهي أم يهودية أميركية، مكتبه صارخة: «من تظن نفسك؟ تقتل الآلاف وتسوّي الأحياء بالأرض ثم تختبئ خلف اليهودية كأنها درع يحميك من النقد!». وبينما يظهر رئيس الوزراء في صدمة، تتابع «شيلا» توبيخها له قائلة: «أنت تجعل حياة اليهود بائسة وحياة اليهود الأميركيين مستحيلة!».
بالإضافة إلى ذلك، قاربت الحلقة وضع اليهود في أميركا في ظلّ جرائم نتنياهو، إذ ينتشر بين طلاب المدرسة تطبيق «مراهنات» حيث يدفعون أموالاً رمزية للتنافس في ما بينهم عبر التنبؤ بنتيجة حدث عالمي معيّن. وهنا يراهن الطلبة على أنّ «شيلا»، والدة بطل المسلسل الطفل «كايل»، ستُفجّر مستشفى في غزة فقط لكونها يهودية.
وبسبب الضغوط الاجتماعية المتزايدة بسبب الحرب، تُسافر الشخصية الكرتونية إلى الكيان، في سرد يعبّر عن شعور شريحة من اليهود الأميركيين بأنهم يُسألون عن سياسات الحكومة الإسرائيلية. واعتُبر المشهد تجسيداً فنياً لذلك التوتر الهويّاتي المتنامي منذ اندلاع الحرب على غزة.
الحلقة، التي سعت إلى الموازنة بين السخرية السياسية والإحالة الإنسانية، قدّمت صورة عن التباين داخل المجتمعات الغربية حول الموقف من الحرب، تحديداً عند أتباع الطائفة اليهودية، كما سلّطت الضوء على ما وُصف بـ«استخدام الهوية الدينية كغطاء سياسي».
الجدير بالذكر أنّ صحيفة The Guardian البريطانية نقلت عن نقاد قولهم إنّ مسلسل «ساوث بارك» لم يكتفِ بتقليد الواقع بل «استعاد دوره القديم كمرآة ساخرة لزمن غاضب»، فيما رأى آخرون أن استهداف نتنياهو بهذه المباشَرة يعكس جرأة ثقافية نادرة في الإنتاج التلفزيوني الأميركي المعاصر.