08/04/2025
ثقافة و فن 88 قراءة
استغلال "الهولوكوست".. الإبادة التي لا تُحاسب عليها "إسرائيل"!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
كشفت مراجعة نقدية للخبير الصهيوني الثقافي عمير بارتوف، نشرها موقع "نيويورك ريفيو أوف بوكس"، كيف تم توظيف ذاكرة الهولوكوست بشكل مشوه لتبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والصمت الدولي إزاء هذا العنف.
استهل بارتوف مقالته باستدعاء حادثة تاريخية من عام 1904، حين قامت ألمانيا بإبادة شعب الهيريرو في ناميبيا، مشيرًا إلى أوجه التشابه بين تلك الإبادة وما يحدث في غزة. فقد بررت ألمانيا إبادة الهيريرو باعتبارهم "متوحشين"، بينما تبرر إسرائيل عملياتها في غزة كرد فعل على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشار بارتوف إلى أن المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الدفاع السابق يواف غالانت، وصفوا الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية"، وهو خطاب يشبه ما استخدمه المستعمرون الألمان ضد الهيريرو.
وبحسب الإحصاءات التي أوردها الكاتب، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 50 ألف فلسطيني خلال سبعة عشر شهرًا، منهم أكثر من 70% من النساء والأطفال، مع تشويه أكثر من 100 ألف آخرين وفرض ظروف معيشية قاسية على السكان.
ويرى بارتوف أن إسرائيل استغلت ذكرى الهولوكوست لتبرير عملياتها، فبمجرد تشبيه مقاتلي حماس بالنازيين، أصبح من الممكن تصوير إسرائيل كقوة انتقام إلهية تقتلع أعداءها. وفي استطلاع للرأي أجري في إسرائيل في مايو/أيار 2024، قال أكثر من نصف المشاركين إن هجوم حماس يمكن مقارنته بالهولوكوست.
ويتساءل بارتوف: كيف أمكن، بعد ثمانين عامًا من نهاية الهولوكوست وإنشاء نظام قانوني دولي يهدف إلى منع تكرار مثل هذه الجرائم، أن تنفذ دولة إسرائيل، التي تعتبر نفسها الرد على إبادة اليهود، إبادة جماعية للفلسطينيين مع إفلات شبه كامل من العقاب؟
وينقل الكاتب عن الباحث ديدير فاسين تساؤله في كتابه "التحلل الأخلاقي": كيف يُعقل أن "أرواح المدنيين الفلسطينيين تعتبر بالنسبة للقادة السياسيين والشخصيات الفكرية في الدول الغربية الرئيسية، أقل قيمة بمئات المرات من أرواح المدنيين الإسرائيليين"؟
ويخلص بارتوف إلى أن التداعيات طويلة الأمد لإبادة غزة قد تحرر إسرائيل أخيرًا من مكانتها كدولة فريدة متجذرة في هولوكوست فريد، مشيرًا إلى أن "الرخصة التي طالما تمتعت بها إسرائيل، أرض الضحايا، وأساءت استغلالها، قد تكون على وشك الانتهاء".