22/03/2025
مال و آعمال 112 قراءة
"نيويورك تايمز" عن اليمن..خيارات واشنطن؛ محدودة للغاية!

الاشراق
الاشراق | متابعة.
في ظل تصاعد العدوان الأمريكي-الصهيوني على اليمن، كشفت تقارير دولية عن إصرار شركات الشحن الكبرى على تجنُّب ممر البحر الأحمر، رغم الحملة العسكرية الواسعة التي شنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد قوات أنصار الله (الحوثيين)، في محاولة فاشلة لكسر إرادة المقاومة اليمنية التي تواصل دعمها للشعب الفلسطيني في غزة.
مقاومة الحوثيين.. تعطيل المخططات الأمريكية
أفاد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أعدّه الكاتب بيتر إيفيس، بأن شركات الشحن العالمية لا تخطط للعودة إلى البحر الأحمر في المدى المنظور، وتفضل الاستمرار في تحويل مسار سفنها حول أفريقيا، رغم التصعيد العسكري الأمريكي الأخير. وجاءت الضربات الأمريكية – التي برّرها ترامب بزعم "حماية التجارة العالمية" – كجزء من سياسة الابتزاز العسكري الفاشلة، والتي لم تُثنِ المقاومة اليمنية عن مواصلة دورها في دعم غزة.
الضربات الأمريكية.. فشل ذريع وحرب مكلفة
أكد التقرير أن إعادة حركة الشحن إلى البحر الأحمر وقناة السويس تتطلب أكثر من مجرد غارات جوية، مشيراً إلى أن شركات مثل "ميرسك" و"أم أس سي" ما زالت ترفض المخاطرة بسفنها، وتصرّ على سلوك الطريق الأفريقي الأطول، في اعتراف صريح بعجز العدوان عن تأمين الممرات المائية. ووصف متحدث باسم "ميرسك" قرار الشركة بالقول: "سلامة الطواقم أولوية، ولن نعود إلا بضمانات دائمة"، في إشارة إلى استمرار التهديدات الأمريكية بإطالة أمد الحرب.
المقاومة اليمنية.. تعقيد حسابات واشنطن
نقل التقرير عن خبراء تأكيدهم أن قوات أنصار الله أظهرت قدرة لافتة على الصمود أمام آلة الحرب الأمريكية، ونجحت في تعطيل الممر الاستراتيجي لأشهر، رغم التفوق العسكري الهائل للتحالف الغربي. وأشار جاك كيندي، رئيس مؤسسة "أس أند بي" لتحليل المخاطر، إلى أن "الحل العسكري وحده غير كافٍ لهزيمة الحوثيين"، مؤكداً أن الضربات الجوية لم تُحقّق سوى تصعيد الأوضاع.
اقتصاد المقاومة.. أرباح الشركات تُفاقم الأزمة
كشف التقرير مفارقة لافتة، حيث استفادت شركات الشحن من ارتفاع الأسعار بسبب الاضطرار إلى الطواف حول أفريقيا، فيما تحوّلت الأزمة إلى مصدر ربح إضافي لها، خاصة مع تزايد الطلب على السفن الجديدة. ورغم الانخفاض الأخير في أسعار الشحن – المرتبط بتراجع الطلب العالمي – تبقى أرباح الشركات أعلى من مستويات ما قبل الأزمة، في مؤشر على فشل العقوبات الأمريكية في تحقيق أهدافها.
غزة.. القلب النابض للأزمة
لم تغفل التقارير الإشارة إلى الجذر الأساسي للأزمة، وهو العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث أعلنت قوات أنصار الله في اليمن منذ البداية أن هجماتها على السفن مرتبطة بوقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع. وتُظهر البيانات تراجعاً ملحوظاً في الهجمات اليمنية خلال فترات الهدنة، ما يؤكد طابعها المقاوم المرتبط بتحقيق المطالب الإنسانية العادلة.
خيارات واشنطن.. مأزق استراتيجي
تواجه الإدارة الأمريكية مأزقاً متعدد الأبعاد: فشل الضربات في كسر شوكة المقاومة، ورفض الشركات العودة للبحر الأحمر، وتصاعد التكاليف الاقتصادية، إلى جانب تدهور صورتها الدولية بسبب دعمها المطلق للاحتلال. وفي الوقت نفسه، تتعمّق الفجوة بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، الذين بدأوا يبحثون عن مسارات مستقلة بعيداً عن الهيمنة الأمريكية، في مشهد يعكس تحوّلات جيوسياسية عميقة.
يُذكر أن التقرير يستند إلى مصادر وبيانات دولية، وتُعبّر الآراء الواردة فيه عن وجهات نظر كُتّابها، دون أن تعكس بالضرورة سياسة قناة الاشراق.