"نيويورك تايمز": عودة القصف الإسرائيلي على غزة بعد الهدنة

ishraq

الاشراق | متابعة.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر تقريراً يتناول تداعيات تجدد القصف الإسرائيلي على غزة بعد فترة من الهدنة، حيث بدأت الغارات الجوية مجددًا، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، وتدمير المزيد من المنازل. ويشير التقرير إلى الصعوبات التي يواجهها سكان غزة في التعامل مع هذه الأزمة، مثل دفن القتلى في مقابر جماعية، وقلة المستشفيات العاملة، وارتفاع أعداد الجرحى. كما يتناول الوضع الإنساني المتدهور، حيث توقفت المساعدات، وقطعت الكهرباء والمياه، مما زاد من معاناة المدنيين.
 
 أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: 

لما يقرب من ستين يوماً، لم يضطر سكان غزة إلى إحصاء الضحايا الجدد، إذ صمدت الهدنة الهشة، وأُطلق سراح الأسرى من الطرفين، وعادت المواد الغذائية والمؤن إلى الأسواق، وشقّ الناس طريقهم وسط الأنقاض التي كانوا يسكنونها.

يوم الثلاثاء، وبعد أسابيع من المحادثات غير المثمرة لتمديد وقف إطلاق النار، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدنًا في أنحاء قطاع غزة، وبدأ العد من جديد.

بعد الغارات، ذهب البعض إلى المشرحة للتعرف على أقاربهم المفقودين. ولفّ آخرون الجثامين في أكفان وسارعوا لدفنها. خلال معظم سنوات الحرب، أصبحت تقاليد الموت، مثل مواكب الجنازات وخيام العزاء، شديدة الخطورة بحيث يصعب القيام بها. دُفن العديد من القتلى في مقابر جماعية، وفي باحات المنازل وساحاتها الخلفية، وأُقيمت الصلوات بسرعة. 

ونظرًا لأن عددًا قليلًا فقط من مستشفيات غزة لا يزال يعمل، فقد حاول الناجون تقديم أي علاج ممكن للجرحى.

ويقول عمال الإغاثة إن من بين القتلى والجرحى عدداً كبيراً من الأطفال. وبينما غادر بعض الأطفال المصابين بجروح بالغة غزة لتلقي الرعاية الطبية في الخارج، فإنّ المعابر الحدودية مغلقة الآن. ولا يمكن لجرحى هجمات هذا الأسبوع طلب المساعدة إلا داخل حدود القطاع.

ووفقًا لمسؤولين محليين، قُتل أكثر من 48 ألف شخص في غزة منذ بدء الحرب. وقد حزن الفلسطينيون في الأماكن التي أتيحت لهم، غالبًا خارج المستشفيات أو على أنقاض منازلهم.

انتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في الأول من آذار/مارس، ورغم أنّ "إسرائيل" وحماس لم تستأنفا القتال فوراً، إلا أنّ الحكومة الإسرائيلية بدأت تصعّد ضغوطها على سكان غزة. وأوقفت جميع المساعدات إلى القطاع، وقطعت مصادر الكهرباء، مما أجبر سكان غزة على جمع حطب الطهي من بقايا المنازل المدمرة.

عاد شحّ الغذاء والوقود، ولم يعد البنزين يصل للمولدات الكهربائية أو سيارات الإسعاف أو أي شيء آخر.

في الأثناء، أصدر "الجيش" الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة. حزمت العائلات أمتعتها مجددًا يوم الثلاثاء، آخذةً معها ما أمكنها على ظهور الحمير.

لا تزال بعض الآبار تعمل في وسط غزة، لكنها لا توفر سوى مياه مالحة، مما قد يسبب مشاكل صحية طويلة الأمد، وفقًا لتحذيرات عمال الإغاثة. وأشار وزير الطاقة الإسرائيلي إلى إمكانية قطع المياه قريباً.

انقطعت الكهرباء عن غزة بشكل كبير منذ الأيام الأولى للحرب، عندما قطعت "إسرائيل" مصادرها في ردها الأولي على هجوم حماس عام 2023. ولشهور، عاش سكان غزة في ظل انقطاع التيار الكهربائي، حيث اعتمدت الخدمات الأساسية في القطاع على الألواح الشمسية والمولدات، لكن الألواح الشمسية لا تستطيع فعل الكثير، ولا يزال العديد من سكان غزة يعيشون في ظلام دامس.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP