12/02/2025
دولي 87 قراءة
الامام الخامنئي: احتفالات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية كانت انتفاضة شعبية عظيمة

الاشراق | متابعة.
قال الإمام الخامنئي إن مراسم الاحتفال بذكرى انتصار الثورة الإسلامية هذا العام كانت بمثابة انتفاضة شعبية وحركة وطنية عظيمة، مؤكداً أن الشعب الإيراني أظهر وحدته في هذه المراسم أمام العالم أجمع.
وخلال لقائه بجمع من مسؤولي وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة وعدد من أسر شهداء الصناعة الدفاعية ونخب ومختصي ومسؤولي هذه الصناعة في البلاد، نوه الإمام الخامنئي بتصريحات الرئيس الإيراني الصريحة والرائدة، في مراسم ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، معتبراً أن هذه التصريحات كانت مكملة لحركة الشعب العظيمة.
كما هنأ سماحته بقدوم مولد صاحب العصر والزمان الإمام الحجة (عج)، معتبراً النصف من شعبان عيداً عالمياً وإنسانياً بحق، مضيفاً أن بشرى العدالة والأمل في إقامة العدل وظهور المنجي كانت الرغبة الأبدية للبشرية عبر التاريخ، وسوف تتحقق هذه الرغبة دون أدنى شك.
واعتبر يوم 22 بهمن (ذكرى انتصار الثورة الإسلامية) العيد العظيم والتاريخي للشعب الإيراني، مهنئاً بهذا اليوم الذي يعد نقطة عطف، مشيراً إلى أنه لا يوجد سجل في أي ثورة أنه بعد 46 عاماً من انتصارها، يخرج الناس إلى الشوارع ويحتفلون بذكرى ثورتهم.
ورأى سماحته أن الحضور الواسع لا سيما الشباب في مسيرات الاحتفال بذكرى انتصار الثورة الإسلامية في مختلف أنحاء البلاد حتى في الأماكن التي كانت تشهد برداً قارساً، يظهر مدى قوة هذه الحركة الوطنية العظيمة التي تبعث برسالة وحدة الشعب الإيراني وسط الهجوم الإعلامي والدعائي والحرب الناعمة الخبيثة التي يشنها العدو في محاولة منه للتشكيك بانتصار الثورة الإسلامية ومكانتها.
وأضاف الإمام الخامنئي: "في الحقيقة، ما حدث يوم الاثنين كان بمثابة انتفاضة شعبية؛ حيث خرج الناس إلى الشوارع، وهتفوا بشعاراتهم، وعبروا عن آرائهم في وسائل الإعلام في حركة وطنية عظيمة شملت جميع أنحاء البلاد."
وتابع سماحته: "إنني أكرر دائماً مخاطباً الشعب وخاصة الشباب الأعزاء، أن العمل يجب أن يتم في الوقت المحدد. لقد أنجز الشعب الإيراني عمله في الوقت المحدد يوم الاثنين، وخرج إلى الشوارع وحضر إلى الساحات عندما كان حضوره ضرورياً، مثبتاً بذلك هويته وشخصيته وقدرته وصموده أمام الجميع في مواجهة التهديدات الغبية المتكررة التي تستهدفه دائماً."
وأعرب عن امتنانه وتقديره للحضور الشبابي في المسيرات الوطنية، وعن أمله في أن يكون هناك مستقبلاً أفضل ينتظر الشعب الإيراني الحكيم والشجاع اليقظ.
وفي معرض إشاريه إلى زيارته لمعرض أحدث إنجازات علماء الصناعة الدفاعية في البلاد، اعتبر الإمام الخامنئي هذا المعرض من أفضل المعارض، معرباً عن تقديره وشكره العميق لجهود كل عالم ومتخصص ومسؤول وموظف في صناعة الدفاع، قائلاً: "يجب على الشعب الإيراني أيضاً أن يكون ممتناً لهؤلاء الأبناء الموهوبين."
ووصف قضية الدفاع عن الوطن وأمن البلاد بأنها مهمة للغاية، موضحاً أن الجميع يدرك القوة الدفاعية لإيران اليوم، ويفتخر بها أصدقاء الثورة الإسلامية ويخاف منها الأعداء، وهذه الحقيقة مهمة لأي بلد كان.
وبالإشارة إلى الوقت الذي لم يسمح فيه ببيع المواد الدفاعية التي تحتاجها إيران حتى بأضعاف السعر، بيّن سماحته أنه اليوم يطلب هؤلاء المتعجرفون ذاتهم من إيران ألا تبيع معدات عسكرية، مضيفاً أن هناك فجوة كبيرة تم سدها بفضل جهود العلماء والعقول المدربة من المهنيين الشباب الإيرانيين.
واعتبر التقدم الدفاعي الكبير مميزاً، خاصة بالنظر إلى الحصار المستمر للأعداء، بحيث إن ظروف الصناعة الدفاعية الإيرانية لا توفر أي قطع من الخارج، والشباب ينتجون الأفضل محلياً.
وحول ضرورة ومتطلبات التقدم المستمر في الصناعة الدفاعية، أشار الإمام الخامنئي إلى بعض النقاط المهمة، قائلاً: "أدى تطور الصناعة الدفاعية إلى رفع مكانة قوتنا الدفاعية في العالم، لكن هذا لا يعني التوقف والاكتفاء بالوضع الحالي؛ لأننا بدأنا من الصفر، وعلى الرغم من الجهود والإنجازات العديدة، إلا أننا لا نزال بعيدين عن الخطوط الأمامية في كثير من الأحيان."
ورأى أن تحقيق الخطوط الأمامية للجيش مستمد من الآية القرآنية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، أي الاستعداد الأقصى والمستمر ضد العدو، وهو أمر ضروري للدفاع عن البلاد ضد المناوئين، مضيفاً: "يجب أن تستمر التحسينات في جميع القطاعات العسكرية، فعلى سبيل المثال، لو كنا قد حددنا مستوى معيناً من الدقة للصواريخ في فترة ما ونحتاج اليوم إلى زيادته، فيجب القيام بذلك."
كما أشار الإمام الخامنئي إلى التركيز على الابتكار وعدم التوقف في الآليات المشتركة كمتطلبات أخرى لتقدم الصناعة الدفاعية، مؤكداً على أن الابتكار لا نهاية له، وينبغي البحث في مرحلة الابتكار عن عمل غير منجز وتحقيق إمكانيات غير معروفة مسبقاً، مضيفاً أنه مع اكتشاف الكهرباء والإنترنت والذكاء الاصطناعي، فُتحت أمام العالم نوافذ جديدة من العلم.
كما اعتبر أن التقدم الحقيقي يعتمد على الابتكار والاستعانة بالقوى الشابة المؤمنة والثورية والمقتدرة علمياً والموهوبة، وقال: "الإيمان يمنح الإنسان القوة ويبقيه على الطريق المستقيم، والثورة تعني الإيمان بالتحول السياسي والاجتماعي الكبير الذي حدث في البلاد بمباركة الثورة الإسلامية."
ومن ناحية أخرى، أوصى سماحته، الجامعات ومراكز البحوث التابعة للقوات المسلحة بتوجيه البحوث نحو تلبية الاحتياجات الدفاعية للبلاد، موضحاً أنه في بعض الجامعات يركز الأساتذة على كتابة المقالات ونشرها، ولا ينتبهون إلى الحاجة التي سيحلها هذا المقال للبلاد، فاحذروا من هذه الآفة في مراكز البحوث التابعة للقوات المسلحة.
وفي الختام، اعتبر الإمام الخامنئي قوة الفكر والمبادرة والابتكار والقدرة على البحث والبناء من النعم الإلهية.
واستقبل صباح اليوم الأربعاء، الإمام الخامنئي، جمعاً من مسؤولي وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة وعدداً من أسر شهداء الصناعة الدفاعية ونخب ومختصي ومسؤولي هذه الصناعة في البلاد.
هذا وكان الإمام الخامنئي قد زار مسبقاً بتاريخ 11/06/2023، معرض إنجازات الصناعة النووية بالبلاد الذي أقيم في حسينية الإمام الخميني (قده).
وبعد زيارة معرض إنجازات الصناعة النووية في البلاد، قال سماحته حينذاك: "أنا ممتن حقاً للعلماء والمسؤولين والنشطاء في هذه الصناعة الذين أعدوا لنا هذا الاجتماع الجيد وهذا المعرض الكبير. لقد كان معرضاً جيداً جداً. لقد كان الأمر ممتعاً ومشجعاً ومبشراً."
وقد عرض في هذا المعرض أهم إنجازات المتخصصين والباحثين في المعرفة النووية في المجالات المتعلقة بحياة الناس، خاصة في مجالات "الطب" و"الصيدلانية" و"الصناعية" و"الزراعة والغذاء" و"الطاقة والمياه وبناء محطات الكهرباء" و"الجيولوجيا" والتكنولوجيا والمعرفة المحلية في مجال دورة الوقود النووي.