01/01/2025
دولي 146 قراءة
الإمام الخامنئي: سوريا ستبقى للسوريين والنصر حليف محور المقاومة
الاشراق | متابعة.
حذّر الإمام الخامنئي المعتدي بأن يغادر أراضي البلد الذي يحتله، قبل أن يقوم شعب ذلك البلد بطرده، وقال: إن القواعد الأمريكية في سوريا ستُداس تحت أقدام الشبان السوريين قطعاً.
جاء ذلك في كلمة سماحته، صباح اليوم الأربعاء، خلال مراسم إحياء الذكرى الخامسة لارتقاء الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاق دربه (3 كانون الثاني/يناير 2020 م)، بحضور أسرة الشهيد العظيم الحاج سليماني ورفاق دربه، إلى جانب عائلات شهداء الحادث الإرهابي الذي طال زوار مزاره بمحافظة كرمان (جنوب شرقي البلاد) خلال العام الماضي، وأيضاً جمع من أسر الشهداء على طريق المقاومة.
وفي إشارة إلى جانب من شخصية وسلوك الشهيد سليماني (رحمه الله)، قال سماحته: يجب التأسي بهذه الصفات والمضي على الأهداف الرئيسية التي رسمتها مدرسة هذا الشهيد، أي تحقيق أهداف الإسلام والقرآن الكريم.
وشدد الإمام الخامنئي بالقول: إن النصر سيكون حليف الشعب السوري وسيدحر هذا الشعب المحتلين من بلاده قريباً أو بعيداً؛ كما نوّه باستمرار جبهة الصمود ضد العدو في اليمن وفلسطين ولبنان.
وأثنى سماحته على تضحيات الشهداء المدافعين عن العتبات والمراقد المقدسة، قائلاً: إن الشهيد سليماني كان يعتبر إيران الإسلامية بأنها بقعة مقدسة يجب التضحية من أجلها؛ مبيّناً سماحته أنه "لولا تلك الدماء الزكية لما كان اليوم مرقد أو عتبة أو مزار مقدس".
واعتبر الإمام الخامنئي، "تدفق آلاف الزوار من إيران وبلدان أخرى، لزيارة مزار الشهيد سليماني (في محافظة كرمان – جنوب شرقي إيران) على اعتاب ذكرى استشهاده الخامسة، أنه مؤشر على المنزلة السامية التي منحها الباري عز وجل إلى هذا الإنسان العظيم، لقاء صدقه وإخلاصه".
وفي السياق، استدل سماحته بآي الذكر الحكيم – [إِنَّ اَلْعِزَّةَ لِلّٰهِ جَمِيعاً]، وأكد على ضرورة فهم وتطبيق هذه الحقيقة في أسلوب الحياة واتجاهاتها.
ووصف الإمام الخامنئي الشهيد سليماني، بأنه "القائد العسكري والمناضل العظيم والرفيق العزيز والودود" لسماحته؛ مسلطاً الضوء على حضور "هذا الجندي الباسل" بالوقت المناسب والعاجل وبشجاعة في ساحات الجهاد والمقاومة.
ولفت سماحته إلى حضور الحاج قاسم سليماني، قبل عشرين عاماً، في ساحة الجهاد ضد التحركات الأمريكية الشريرة في أفغانستان والعراق، مصرحاً: إن الغاية الرئيسية لواشنطن من احتلال هذين البلدين، كانت إيران، لذلك توجه هذا الرجل الأبي والصادق، بكل شجاعة وبسالة ومن دون أن يهاب الشوكة المزيفة للولايات المتحدة، إلى ساحة المعركة، والتي كانت نهايتها طرد المحتلين وهزيمة أمريكا وإجهاض ذلك المخطط الكبير.
كما أشار سماحته إلى انتفاضة عدد قليل من الشبان العراقيين العزل، في العتبة العلوية المقدسة بالنجف الأشرف إبّان الغزو الأمريكي للعراق، مبيّناً: إن القائد الشهيد سليماني عقد العزم، انطلاقاً من واجبه الشرعي ومنذ بداية الاحتلال الأمريكي، على الاتصال بعجالة مع أولئك الشبان المقاومين، لإغاثتهم؛ كما نوّه في السياق ذاته، بدور المرجعية الدينية التي أطلقت نهضة عظيمة ومؤثرة للغاية آنذاك.
ومضى سماحته إلى القول: إن الأمريكيين أرادوا من خلال احتلالهم العراق أن يحلوا بديلاً عن صدام والبقاء في هذا البلد، لكن القائد الشهيد سليماني ورفاق دربه قاموا بدور أساسي وخاضوا عملية معقدة وطويلة الأمد، وحرباً هجينة سياسية وعسكرية وثقافية وسيبرانية، لتمكين الشعب العراقي من تقرير مصيره بنفسه.
كما نوّه الإمام الخامنئي إلى القضاء على مخطط أمريكا المتمثل في إنشاء تنظيم داعش الإرهابي، باعتباره أحد نتائج الحضور بالوقت المناسب والفوري للشهيد سليماني ورفاق دربه في ساحة المعركة ضد المخطط الأمريكي بالمنطقة.
واستطرد سماحته: لقد أبرع الشباب العراقي، بكل معنى الكلمة، في مواجهة الإرهاب التكفيري، لكن الشهيد سليماني قام بدور منقطع النظير وأخذ بزمام المبادرة وأبدع وسطّر الملاحم البطولية في سياق إجهاض تلك المؤامرة التي كانت قد استحوذت على مصير المنطقة برمتها.
وأشار سماحته إلى، أن الاستراتيجية المستديمة التي سار عليها الشهيد سليماني في جميع مراحله النضالية، تجسدت في "إحياء جبهة المقاومة"؛ موضحاً، أن "هذا القائد البطل دأب بنحو مميز على تسخير طاقات وقدرات الشبان المستعدين والقوى الوطنية في سوريا ولبنان والعراق، بهدف إحياء ودعم المقاومة".
ونوّه الإمام الخامنئي بفتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقتها المرجعية الدينية في العراق لصدّ اجتياح تنظيم داعش الإرهابي، قائلاً: بفضل تلك الفتوى هبّ آلاف الشباب إلى الساحات، ليبادر الشهيد سليماني بالتعاون مع كبار المجاهدين العراقيين الأبرار وخاصة ذلك الإنسان العظيم والسامي الشهيد أبو مهدي المهندس، إلى تنظيم هؤلاء الشباب وتدريبهم على السلاح.
ولفت سماحته، إلى أن الدفاع عن العتبات المقدسة ومرقد السيدة زينب (س) ومزارات صحابة أمير المؤمنين (عليه السلام) في الشام والعراق ولا سيما المسجد الأقصى، شكّل أحد الركائز الأساسية في مسيرة الشهيد سليماني الجهادية، وبناءً على هذه الميزة، سمّاه "الشهيد إسماعيل هنية" خلال كلمته في مراسم تشييع الشهيد سليماني بأنه "شهيد القدس".
وحول أحداث سوريا الأخيرة، قال: إذا تخلت دولة ما عن عناصر استقرارها واقتدارها، ستكون عرضة للاحتلال، كما يحصل الآن في سوريا من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول الإقليمية؛ مشدداً في الوقت نفسه، بأن "سوريا ستبقى للسوريين ومن اعتدى على أرض هذا البلد سيُجبر على الانسحاب أمام مقاومة الشباب السوري قطعاً".
كما أثنى الإمام الخامنئي على تضحيات المجاهدين البواسل في اليمن ولبنان، دعماً وإسناداً للقضية الفلسطينية وأهل غزة المظلومين الصامدين طوال أكثر من عام؛ واعتبر سماحته لبنان واليمن بأنهما رمز المقاومة وسيكون النصر حليفهما، بينما ستغادر الولايات المتحدة المنطقة وهي ذليلة إن شاء الله.