"يوم القدس العالمي" هو يوم يقظة جميع الشعوب

الاشراق | متابعة.

قال رئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع د.عبد الملك سكريّة، ان يوم القدس العالمي هو يوم النصرة والانتصار للشعب الفلسطيني، ويوم التعبئة العامة للمسلمين، ويقظة جميع الشعوب.

يوم القدس العالمي هو مبادرة إستراتيجية وخالدة للإمام الخميني (قدس سره)، الذي لم يدع برؤيته العميقة وحكمته الإلهية بنسيان فكرة تحرير فلسطين عن ذاكرة المسلمين في العالم... فيوم القدس العالمي هو هدير الامواج الهادرة وصرخات الأمة الإسلامية الموحدة والمجتمعات الإسلامية على سنوات من القهر والوحشية والاحتلال والجريمة، وتعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم.

اليوم "يوم القدس العالمي" لم يعد مجرد ذكرى تخرج فيها الحشود المليونية نصرة للقدس والأقصى، ودعماً للحق والمظلومين في مواجهة الطغيان والعربدة الصهيونية المتناقضة مع كل القيم الإنسانية وأعراف المجتمع البشري والقانون الدولي، بل تحول هذا اليوم المجيد من ذكرى إلى ذاكرة حية عامرة بالمعاني والدلالات الغنية المتجددة كل عام، والقادرة على دب الذعر والخوف في قلوب قلوب الصهاينة ومن يشد على أيديهم.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حواراً صحفياً مع رئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع الدكتور "عبد الملك سكريّة"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** ما هي القيمة الرمزية والعملية لاعلان يوم القدس العالمي والتأكيد على احيائه؟ وهل تعتقدون ان احياء هذه المناسبة واجب على المسلمين وغيرهم من ابناء الامة لتأكيد الولاء للقضية المقدسة والالتزام بتحرير المقدسات؟

الامام الخميني (قده) قائد ومفجر الثورة الاسلامية في ايران، ومن خلال فراسته وفكره المستند الى الاسلام المحمدي الاصيل المبني على قاعدة التوحيد الكبرى، نظر الى "اسرائيل" على انها غدة سرطانية وجب استئصالها من الوجود لانها تمثل رأس حربة لاميركا وللاستكبار الذي يسعى للانقضاض ليس فقط على المسلمين بل على الاسلام من خلال التوسع ونهب الثروات، والقضاء على الهوية وهدم المقدسات.

بعد بضعة اشهر من انتصار الثورة وفي اول شهر من رمضان بعد انتصار الثورة اعلن الامام الخميني يوما عالميا للقدس، أراد من خلال هذا اليوم ان يكون يوما للاحياء ولتجديد العهد والعمل وفق ما تقتضيه القضية، يوم هو صرخة المظلومين والمستضعفين والمحرومين في وجه كل اشكال الظلم والاستبداد.. هو يوم النصرة والانتصار للشعب الفلسطيني، وهو يقظة جميع الشعوب الاسلامية وتذكيرهم بما تتعرض له المقدسات من اعتداءات وتدنيس ومحاولات تهويد..

** مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام روح الله الموسوي الخميني (ره) راهن كثيرا على الوحدة بين المسلمين.. وعملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجد ودأب لتعزيز الوحدة الاسلامية وعقد المؤتمرات لاجلها.. فهل ترون ان هناك صلة بين الدعوة للوحدة الاسلامية والدعوة لاحياء يوم القدس العالمي؟ وهل الوحدة الاسلامية ضرورة لتحرير المقدسات وطرد الاحتلال؟

يوم القدس العالمي هو فرصة لاستقطاب المسلمين ضمن مشاريع وحدوية توظف القواسم المشتركة، وتضع جانبا مواضع الاختلاف والتفرقة، وتشكل عاملا للنهوض وبناء القوة اي قوة المسلمين في وجه أعدائهم... حتى أبعد من ذلك الامام الخميني تطلع الى ان يكون يوم القدس العالمي هو يوم كل الشعوب المستضعفة في وجه المستكبرين كأميركا والصهيونية وحلفائهما وادواتهما، لقد كان يوم القدس العالمي يوما اسلاميا، وآمل ان يصبح يوم القدس العالمي محطة ومناسبة لتجميع المستضعفين وتوحيد كلمتهم...

انه يوم عالمي على علاقة مباشرة بالصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين الظلم والعدل، لذا هو يوما عالميا بإمتياز، يوم القدس العالمي هو يوم الاسلام بحيث يجب ان تنشر فيه الجمهورية الاسلامية اللواء في كل انحاء العالم... الامام الخميني وبنظرته الثاقبة اختار أقدس يوم يوم الجمعة من أقدس شهر شهر رمضان لأقدس قضية قضية القدس وفلسطين، لذا يوم القدس العالمي هو يوم التعبئة العامة للمسلمين.

** في الظروف الراهنة والامة تعاني ما تعانيه من ضعف وتشرذم وحروب جانبية، ما اهمية العودة الى القدس والقضية الفلسطينية لاعادة رص الصفوف وايجاد القواسم المشتركة لانهاض الامة واعادة تصويب بوصلتها؟

هو يوم يجب ان تعلن فيه الشعوب المستضعفة عن وجودها وثباتها، يوم يؤسس لحركة عالمية قادرة على مواجهة الاستكبار والظلم... القدس والمقدسات هما عنصرا التحفيز نحو المسؤوليات الكبرى، وهي التي توجه المسلمين نحو المخاطر المحدقة بمستقبلهم، وهي التي تعبر عن مستوى الوعي واليقظة لدى شعوب الامة..

الامام قال ايضا ان المسألة ليست شخصية ولا وطنية ولا قومية، هي مسألة الاسلام والخير والحق في هذا العالم، كلما استطلع المسلمون ان يحرر فلسطين والقدس، كلما كانوا قادرين على تلبية الحق وعلى نشره في هذا العالم، الحق الذي يمثله الاسلام.. من هنا أهمية احياء هذا اليوم وتطبيقه بالتظاهرات والمسيرات والاصوات والهتافات والاقلام والكتابات...

نتذكر ايضا قول الامام الخميني: "ان شاء الله سيأتي اليوم الذي يكون فيه كل المسلمين اخوة وتقتلع كل جذور الفساد من كل بلاد المسلمين، وتجتث جذور "اسرائيل" الفاسدة من المسجد الاقصى ومن بلدنا الاسلامي، وان شاء الله نذهب معا ونقيم صلاة الوحدة في القدس ان شاء الله..

ولا يسعنا في يوم القدس العالمي العالمي الا ان نوجه تحية صادقة من القلب للشعب الفلسطيني البطل الصابر الصامد الشجاع المضحي، الذي يواجه وأكثر من مئة عام اشرس عدوان استعماري صهيوني، يحلم بإقتلاعه وشطبه من الخارطة والوجود.

ونؤكد لشعبنا الفلسطيني ان صمودكم الاسطوري هذا من جهة، وتعاظم قوة حركات المقاومة ومحور المقاومة من جهة اخرى، هذا الكيان الاوهن من بيت العنكبوت الى زوال، وان بشائر النصر المؤزر باتت اقرب من اي وقت مضى، يرونه بعيدا ونراه قريبا وقريبا جدا بإذن الله.