بارزاني ومعارضوه .. صراع ساخن على صفيح الاستفتاء


جددت حركة التغيير الكردستانية، رفضها لعملية الاستفتاء على تقرير مصير كردستان، عازية رفضها إلى استخدام رئيس الأقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني للحلم الكردي للمواراة عن "فساده وحزبه" في السلطة، فيما أشترط الإتحاد الوطني الكردستاني والجماعة الإسلامية وجود "إجماع وطني" وتفعيل البرلمان المعطل لمشاركتهما بالعملية.   

ودعا رئيس الإقليم مسعود بارزاني، في الـ 6 من حزيران الماضي، لاجتماع القوى الكردستانية ضم مختلف القوى السياسية في الإقليم، فيما قاطعت حركتا التغيير والجماعة الإسلامية الاجتماع. واتفق المجتمعون على تحديد 25 إيلول المقبل موعدا لاجراء الإستفتاء على استقلال إقليم كردستان واجراء الإنتخابات التشريعية لبرلمان الاقليم ورئاسته في السادس من تشرين الثاني. 

وتخوض الكتل السياسية المناهضة لسلطة بارزاني في كردستان صراعاً سياسياً واضحاً لكسب الشارع الكردي وعدم تسيسه لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم، عبر استخدام الأخير شعارات قومية مناهضة لمؤسسة الحكم في بغداد وتستفز مشاعر الشارع الكردي ضدها. 

ويقول القيادي في حركة التغيير الكردية هوشيار عبدالله ، إن "الحركة مازالت على نفس الرأي بأن هذا التوقيت للاستفتاء خاطئ وهذه الاجندة برمتها اجندة شخصية وحزبية لمسعود بارزاني"، مبيناً أن "من اهم تلك الاجندات التي قد يحملها الاستفتاء على الصعيد الداخلي، تتمثل في تأجيل الانتخابات في الاقليم، وتمديد ولاية مسعود بارزاني مرة اخرى". 

وأتهم عبدالله، بازراني بـ"التستر على الملفات الفاشلة لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومته، خاصة قضية الرواتب والتستر على الملف النفطي"، مضيفاً "اما ما يتعلق بالصعيد الخارجي، فان الحزب الديمقراطي الكردستاني هو بيدق وليس لاعب، والاجندة التركية تركز على الاطماع في الموصل". 

وتابع عضو البرلمان الإتحادي عن التغيير الكردية، قوله "نحن نرى بأن كافة الأطراف الاقليمية والدولية ومنها المجتمع الدولي، الولايات المتحدة الاميركية وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي ما عدا تركيا يقفون بالضد من استفتاء اقليم كردستان"، لافتاً إلى أن "تركيا اعطت الضوء الاخضر بشكل سري للحزب الديمقراطي الكردستاني للمباشرة بهذه الخطوة لان أنقرة تريد ان تكون هناك قبرص اخرى في اقليم كردستان وتكون كردستان حديقة خلفية لسياساتهم". 

وطالب عبدالله، الحزب الديمقراطي، بـ"التراجع عن مواقفه السابقة والاحتكام الى لغة العقل والمنطق في التعامل مع الاوضاع التي تحيط بالمنطقة"، مشيراً الى "وجود انقسام حاد داخل المجتمع الكردستاني بالرفض والقبول بالاستفتاء". 

مناهضة مدنية للإستفتاء

منظمات المجتمع المدني الكردستاني وشخصيات رأس المال في الأقليم، استبعدت بناء دولة كردية على غرار ما يدعو له الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، عادة القبول بعملية الإستفتاء "قبول بحكم العائلة البارزانية" للإقليم. 

ويقول شاسوار عبد الواحد (مالك مجموعة شركات ناليا)، إن "الهدف من الاستفتاء هو التغطية على المشاكل الخدمية والداخلية لاقليم كُردستان"، مضيفاً أن "ايران ترفض الاستفتاء بقوة واحتمال لجوء بارزاني الى فصائل موالية له بالحشد الشعبي لقتال الكرد بسبب الاستفتاء أمر وارد". 

وبيـن رجل الأعمال والإعلامي الكردي أن "إجراء الاستفتاء من دون موافقة الولايات المتحدة الأميركية مقامرة بحياة المواطنين، لأن الأميركيين حملوا قادة الكرد مسؤولية عواقب وتبعات إجراء الاستفاء حسب معلومات". 

و أوضح عبدالواحد أن "التصويت بـ (نعم) في الاستفتاء يعني القبول بالأزمات الحالية في الاقليم"، مستدركاً بالقول "لسنا ضد الدولة الكردية بل هي اسمى امانينا لكن الاستفتاء الحالي لا يهدف الى بناء الدولة".

مشاركة مشروطة 

ومن جهته، أشترط الإتحاد الوطني الكردستاني، قبوله بعملية الاستفتاء مقابل تفعيل برلمان الأقليم الذي عطلت أعماله جراء الصراعات السياسية في كردستان. 

ومنعت قوات الأمن الكردية، في تشرين الأول الماضي، رئيس برلمان إقليم كردستان وهو من حركة التغيير، من دخول عاصمة الإقليم أربيل، ولم يعقد البرلمان الكردستاني جلساته منذ ذلك التاريخ. 

وذكرت وسائل اعلام مقربة من الاتحاد الوطني الكردستاني، ان المكتب السياسي للحزب قرر خلال اجتماع عقده برئاسة نائب سكرتيره كوسرت رسول، الالتزام بإجراء الاستفتاء، لكنه مصر على تفعيل برلمان كردستان، واصدار قانون من اجل تنظيم الاستفتاء.

وقرر الحزب، تشكيل وفد لزيارة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير، وإطلاعهما على نتائج زيارة وفد الاتحاد الوطني لدول الاقليم، في اشارة غير مباشرة لايران، بهدف بحث مسألة الاستفتاء والوضع الاقتصادي للاقليم ومشكلة قطع امدادت مياه الزاب الاسفل وبعض المشاريع التجارية التي كان مقررا تنفيذها في محافظة حلبجة. 

إلى ذلك، كشف الجماعة الإسلامية الكردستانية عن وجود تباين ملحوظ في مواقف الأحزاب الكردية الرئيسية بشأن آليات إجراء الإستفتاء، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة إيجاد إجماع وطني وتفعيل البرلمان الكردستاني "لإتخاذ أي قرار مصيري". 

وقال القيادي في الجماعة الإسلامية شوان رابر إن "الأحزاب الكردية الرئيسة مازالت غير متفقة لحد الآن بشأن آليات إجراء الإستفتاء"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن "هناك قطاعات كبيرة مازالت تنظر بريبة إلى قضية إجراء الإستفتاء في إقليم كردستان مما أدت إلى تقسيم مواقف الجماهير بحسب ولائها الحزبي والسياسي". 

وأوضح رابر، أن "عدداً من الأحزاب التي شاركت في إجتماع بارزاني ووافقت على إجراء الإستفتاء، إشترطت تفعيل البرلمان قبل إجراء الإستفتاء"، مشدداً على "ضرورة إيجاد إجماع وطني وتفعيل البرلمان الكردستاني لإتخاذ أي قرار مصيري".