بعد فقدانه لثماني سنوات .. الفيسبوك يعيد طفلاً لأهلـه
توصلت عائلة عراقية إلى مكان ابنها الضائع بعد ثمان سنوات من فقدانه ، بعدما عرض ناشطون على موقع "فيسبوك" صوراً لطفل قالوا إنه موجود في منزل رجل مسنّ يقوم برعايته في مدينة النجف.
وعثر الرجل المسن على الطفل عام 2009 تائهاً في مدينة النجف ولا يعلم مكان أهله أو اسم عائلته الكامل، حيث كان عمره عندما ضاع من أمه 3 سنوات، فيما يبلغ حالياً 11.
وقال الضابط في شرطة محافظة النجف المقدم أحمد علي إن |رجلاً مسنّاً يدعى الحاج أبو سهيل الجبوري قام بعد عثوره على الفتى برعايته طيلة تلك السنوات، وعامله كابن له وتولى إدخاله المدرسة وتعليمه كأحد أطفاله، إلا أنه كان يبلغ الشرطة بين حين وآخر أنّ الطفل يجب أن يعثر على أهله وهو يشعر بألم والدته ووالده".
وأضاف علي أن "أبو سهيل لا يجيد استخدام وسائل التواصل، لذا كَلّف ناشطين بالتقاط صور لمحمد وعرضها، أملاً في أن يشاهدها أحد، رغم أنّ ملامحه تغيّرت كثيراً، إلا أنه كان يقول إن أمه ستتعرف عليه بالتأكيد، وبالفعل هذا ما حصل"، مؤكداً أنّ "فيسبوك له الفضل بعد الله تعالى في عودة الطفل محمد إلى ذويه".
وتابع المقدم أن "الطفل من أهالي الفلوجة، حيث وصلت عائلته للمدينة وهم متلهفون لرؤية ابنهم الذي أضاعوه في إحدى المناطق المحاذية لحدود محافظة النجف بسبب تفجير حصل بالمنطقة ولم يتوصلوا إليه".
وبحسب الناشطين، فإنّ الطفل محمد، وهو من سكان منطقة عامرية الفلوجة (40) كم غرب العاصمة بغداد، وتاه من منطقة الحويجة المحاذية لحدود محافظة النجف في يوم كان عاصفاً وتم إيداعه منذ ذلك الحين لدى عائلة الحاج نجم الجبوري في الكوفة".
وأشار المقدم إلى أن "مثل هذه الحادثة تؤكد أنّ النسيج العراقي قد يصاب بالخدوش لكن لن يتفكك"،
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن الحاج أبو سهيل الجبوري قوله إنه "اعتاد على محمد حتى أنه صار ابناً له لا يفرق بينه وبين أي من أبنائه"، مضيفا أنه طلب فحص "الدي أن إيه" حتى يطمئن إلى أن محمد عاد بالفعل إلى حضن أمه.
وسرعان ما تفاعل رواد موقع "فيسبوك" مع القضيّة، وأعربوا عن فرحتهم لعودة الطفل إلى والديه بعد كل تلك الأعوام، معتبرين أنّ "حالة الطفل هذه تقطع أوتار الطائفية والأصابع التي تعزف عليها".
من جهتها، قالت عضو منظمة حواء للإغاثة والتنمية رؤى محمود، إنّه "في الوقت الذي يسيطر الإحباط واليأس على المجتمع العراقي، يأتي خبر عودة الطفل محمد ليعزز من الطمأنينة لدى مختلف شرائح المجتمع، وسط الخوف والقلق الذي يعيشونه إثر حالات الخطف والقتل التي تلاحق الأطفال".
وأوضحت إنّ "احتفاظ الحاج أبو سهيل النجفي بالطفل الأنباري ما هو إلا درس عملي على أنّ الطائفية هي حالة سياسية مؤقتة وليست لها جذور متغلغلة بين شرائح المجتمع العراقي".