شمخاني : الميدان في سوريا سيغير معادلة استمرار الاعتداءات الامريكية

 

حذرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الولايات المتحدة من “تبعات” أي هجوم جوي جديد بعد ارتفاع وتيرة الاتهامات الأمريكية لسوريا بالتحضير لهجوم كيماوي بعد تواتر الانتصارات التي أنجزت على الأرض وبالأخص قرب الحدود مع العراق وبالتزامن مع قرب انتهاء معركة الموصل، مؤكدة أن أي هجوم سيغير “معادلات الاعتداءات الأمريكية التي بقيت من دون رد”.
وقال علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إن “المغامرات غير العقلانية الأمريكية في سوريا مثال واضح على أن أمريكا تلعب بالنار”.
ونقل بيان لمجلس الأمن القومي الإيراني عن شمخاني حديثه بشأن التهديدات الأمريكية ضد سوريا : إن طرح قضية استخدام السلاح الكيماوي في سوريا مجدداً مجرد إداعاءات كاذبة واستمرار للسيناريو الأمريكي للتغطية على الخسائر المستمرة لجبهة الإرهاب ومواجهة تقدم الجيش السوري على الأرض.

 

"لو أن الإدارة الأمريكية صادقة في  مزاعمها يجب أن تقدم ما لديها من معلومات إلى مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، كي تقوم بالتحقيق بالتعاون مع الحكومة السورية " 

                                                                                             علي شمخاني 
وحذر شمخاني من “تبعات أي خطوة أمريكية احادية الجانب في سوريا تنقض المعاهدات الدولية وتنتهك السيادة الوطنية السورية”، وقال : من دون أدنى شك فإن سلوك المغامرات المتهورة وغير العقلانية الأمريكية في سوريا مثال واضح على لعب أمريكا بالنار، وإن الميدان العسكري في سوريا سيغير معادلة استمرار الاعتداءات الامريكية على سوريا وعدم مواجتها بالرد”.

ودعا شمخاني إلى تدخل منظمة حظر السلاح الكيماوي وقال : لو أن الإدارة الأمريكية صادقة في  مزاعمها يجب أن تقدم ما لديها من معلومات إلى مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، كي تقوم بالتحقيق بالتعاون مع الحكومة السورية.
وأضاف شمخاني : بعد حادثة قصف مطار الشعيرات قبل شهور، دعت إيران وروسيا إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، إلا أن واشنطن منعت ذلك كي لا تتكشف اتهاماتها الواهية.

من جانب آخر حذرت الخارجية الإيرانية من أن أي هجوم أمريكي جديد على سوريا سيؤدي إلى مزيد من الفوضى في المنطقة، وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية إن “أي ضربة أمريكية محتملة أحادية الجانب على سوريا لأسباب واهية، ستعتبر غير قانونية وستؤدي إلى المزيد من الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطة ومساعدة الإرهابيين.

 المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية : بهرام قاسمي 

ودعا قاسمي المجتمع الدولي إلى “التعامل مع هذه المغامرة، والتفكير بتبعاتها وآثارها على الظروف الأمنية والإنسانية في المنطقة”.
وأكد قاسمي أن “الحديث عن هكذا مزاعم لاأساس لها من الصحة، لن يؤدي إلا إلى تعزيز قوى الجماعات الإرهابية وتعقيد محاربة هذه الجماعات بشكل أكبر”.

 

وکانت الولايات المتحدة قد شنت ضربات صاروخية على مطار وقاعدة  الشعيرات الواقع في بادية محافظة حمص في نيسان/أبريل في أعقاب هجوم بالأسلحة الكيميائية اتهمت فيه الجيش العربي السوري بالوقوف وراءه ولكن بدون تقديم براهين على هذه المزاعم بحسب ما طلبته الجمهورية الإسلامية وروسيا ..

ويعد مطار وقاعدة  الشعيرات الواقع في بادية محافظة حمص، واحدا من أهم المطارات التي يستخدمها الجيش العربي السوري في عملياته ضد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية  وبقية التنظيمات الإرهابية التي بدأت بالتراجع ميدانيا ً على وقع الضربات المتلاحقة من الجيش العربي السوري  ،

كما يعتبر المطار الأساسي لطائرات السوخوي 22، وطائرات "ميغ 23" و"ميغ 25" و"سو- 25 "، إضافة إلى 40 حظيرة إسمنتية ودفاعات جوية محصنة من صواريخ "سام 6" وأنظمة دفاع جوي ورادارات، كما وضعت بالقاعدة الجوية مستودعات للذخيرة لدعم العمليات اللوجستية البرية للقوات المسلحة السورية .
..
ويشير مراقبون عدة الى ان الضربة كان القصد منها أعطاء دفعة معنوية للفصائل الإرهابية وبالأخص بعد معارك تحرير مدينة تدمر في حمص التي تزامنت ووفقا لتغريدات حسابات مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة على "تويتر" مع عمليات محاولة فاشلة للسيطرة على  الطريق بين محافظة حمص و مدينة تدمر في نفس توقيت الهجوم الأمريكي على الشعيرات .