الحماس والمواهب الشابة أسلحة العراق في التحدي الآسيوي

فاجأ المنتخب العراقي لكرة القدم العالم كله عام 2007 بعدما تغلب على المشاكل الداخلية في بلاده وانتزع لقب كأس آسيا 2007، وذلك للمرة الأولى في تاريخه.

ولم يكن اللقب هو الأول أو الوحيد في تاريخ المنتخب العراقي، ولكنه كان الأغلى والأهم، حيث سبقه الفوز بلقب كأس الخليج ثلاث مرات وكأس اتحاد دول غرب آسيا، بالإضافة للميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية وخمسة ألقاب في بطولات كأس آسيا للشباب.

 ولكن فوز العراقيين باللقب الآسيوي قبل 12 عاما في ظل ظروف قاسية مرت بها بلادهم منذ الغزو الأميركي في 2003، لفت الأنظار بشدة إلى أسود الرافدين بعدما خطفوا اللقب من أنياب منتخبات عنيدة وقوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وغيرها.

ولكن الحظ عاند منتخب أسود الرافدين في نسخة 2011 في قطر، حيث عبر الدور الأول لكنه اصطدم في الدور ربع النهائي للبطولة بالمنتخب الأسترالي العنيد وسقط بهدف قبل ثلاث دقائق من انتهاء الشوط الإضافي الثاني.

ورغم استمرار المعوقات التي تعرقل استعداد المنتخب العراقي لمثل هذه البطولات الكبيرة، كشر الأسود عن أنيابهم مجددا وأحرزوا المركز الرابع في النسخة الماضية التي استضافتها أستراليا عام 2015.

ولهذا، يظل المنتخب العراقي مرشحا للمنافسة على الألقاب، أو على الأقل المراكز الأولى في البطولات التي يشارك فيها.

ويمتلك المنتخب العراقي مقومات العودة بقوة إلى المنافسة على اللقب القاري في تاسع مشاركة له في كأس آسيا خلال النسخة الجديدة التي تستضيفها الإمارات بداية من الخامس من يناير/كانون الثاني المقبل.


وكان المنتخب العراقي مع نظيره الكويتي أول المنتخبات العربية ظهورا في نهائيات كأس آسيا، حيث شارك في بطولة عام 1972 وخرج فيها من الدور الأول.

كما خرج الفريق من الدور ربع النهائي في بطولات 1996 و2000 و2004 و2011، في حين احتل المركز الرابع في ثاني مشاركة له في البطولة عام 1976.

ولم تكن مسيرة الفريق في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2019 مفروشة بالورود، حيث اجتاز الفريق النصف الأول من التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 بصعوبة، واحتل المركز الثاني في المجموعة السادسة برصيد 12 نقطة وبفارق نقطتين خلف نظيره التايلندي.

وفي النصف الثاني من التصفيات نفسها، عاندت القرعة المنتخب العراقي وأوقعته في مجموعة قوية، وفشل الفريق في التأهل لمونديال 2018 إذ حل خامسا في مجموعته خلف منتخبات اليابان والسعودية وأستراليا والإمارات.

ولكن إخفاق الفريق في تصفيات المونديال قد يكون من الأسباب والدوافع التي تحفزه على التألق في الإمارات، والمنافسة بقوة على التأهل للأدوار الإقصائية رغم صعوبة المواجهات التي ينتظرها.

ويراهن المنتخب العراقي على استكمال طريق بدأته المنتخبات الشابة التي تألقت خلال السنوات الأخيرة، فقد توج أسود الرافدين بلقب النسخة الأولى من بطولة كأس آسيا للشباب (تحت 22 عاما) مطلع عام 2014، كما حل المنتخب العراقي ثانيا في بطولة كأس آسيا للشباب (تحت 19 عاما) في 2012، قبل أن يفوز الفريق نفسه في العام التالي بالمركز الثالث في بطولة كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) التي أقيمت بتركيا، كما أحرز المركز الرابع في كأس آسيا 2015 وبلغ المربع الذهبي في كأس الخليج الماضية.

وينتظر أن تكون هذه الإنجازات حافزا إضافيا للمنتخب على التألق في كأس آسيا السابعة عشرة في الإمارات، علما بأنه سيخوض البطولة بقيادة المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش صاحب الخبرة الكبيرة التي تمتد لأكثر من عقدين وشملت فترات تدريبية مع منتخبات سلوفينيا ومقدونيا والإمارات ونادي أولمبياكوس اليوناني.

كما يدعم موقف الفريق في النسخة الجديدة من البطولة الآسيوية ظهور مواهب شابة مثل علاء عباس ومهند علي وصفاء هادي وحسين علي وأيمن حسين، أضيفت إلى عدد قليل للغاية من اللاعبين القدامى مثل حارس المرمى محمد كاصد والمدافعين علي عدنان وأحمد إبراهيم.

وأوقعت القرعة المنتخب العراقي في المجموعة الرابعة إلى جانب إيران -الفائزة باللقب ثلاث مرات- وفيتنام واليمن.

A.K