السلطات السعودية اعتقلت علماء ونشطاء بسبب رغبتهم في إصدار بيان يدافع عن حقوق المواطنين

 

سارع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى إلقاء القبض على شخصيات دينية وإعلامية كان من المفترض أنها ستوقع على بيان يطالب بحماية حقوق المواطنين وذلك قبيل اعتقالها.

البيان الذي لم يُكتب له الصدور، كان سيوجّه إلى السلطات السعودية لدعوتها إلى التوقف عن ممارسة الإعتقال وكافة أشكال القمع غير انه بمجرّد معرفة السلطات السعودية به أمر ابن سلمان باعتقال جميع النشطاء والدعاة الذين كانوا سيوقعون عليه.

وبحسب “مجتهد” اعتُقل كل الذين كان مفترض بهم أن يوقعوا على وثيقة البيان المسرّبة، قبيل إصدارها وإيصالها إلى السلطات.

الحساب السعودي الشهير والمثير للجدل، قال في تدوينة له مرفقة بنسخة من البيان المذكور: “هذه صيغة بيان تسربت لمجتهد، كان سيعلن بعد توقيع مجموعة من النشطاء والعلماء، ثم اعتقل كل الذين كان يفترض أن يوقعوا فلم ينشر ولا حاجة لذكر الأسماء خشية الضرر”.

البيان المنسوب للمعتقلين الذين كانوا يعتزمون تقديمه للسلطات، دعا السلطات إلى التوقف عن ممارسة الظلم والاعتقال بدون وجه حق، كما حذّر السلطات من الاستمرار في ممارسة التعذيب ضد كل من تم اعتقاله، مشيراً لوجود الآلاف من المعتقلين الذين يسمون الأمنيين في السجون ممن لم يقترفوا أي جريمة شرعاً، ومع ذلك تعرضوا لمستويات من الظلم كل مستوى أشد من الذي قبله فهم.

وقدّم البيان مجموعة من الحقائق التي تم الكشف عنها وما يمارس ضد المعتقلين داخل السجون، شارحاً أوضاع الإعتقال في حقهم إذ طالب بإيقاف الصفة غير الشرعية للجريمة التي تُطلق على الأعمال غير الجرمية التي يقوم بها النشطاء، لافتاً إلى أن المعتقلين بقوا في السجن لمدد طويلة دون تبرير شرعي أو قانوني كما أنهم حرموا من حقوقهم الشرعية في الاتصال بذويهم والحصول والدفاع عن أنفسهم وغيبوا عن العالم وتركوا تحت تصرف أشخاص سيئي الخلق والدين وهم رجال المباحث.

البيان أورد أن المعتقلين تعرضوا إلى جميع أشكال التعذيب الممنهج في السجون، منها الحجز الانفرادي والتعرض للبرد القارس والحر الشديد والحرمان من دورات المياه والضرب والتعليق وغيره من الإيذاء الجسدي والتسهير لأيام طويلة والتعذيب النفسي والتهديد بالاعتداء الجنسي والتهديد بالاعتداء على الأهل والتعرض لكلام قبيح في سب الدين وسب الذات الالهية وغيرها من وسائل التعذيب القبيحة وغيرها فضلاً عن الحرمان من العدالة أمام المحاكم فإما يحرم من المحاكمة بالكامل أو يعرض على محاكمة لا تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة القانونية.

وأقدم محمد بن سلمان في سبتمبر الماضي على اعتقال عدد كبير من الدعاة ورجال الدين والأكاديميين ورجال الأعمال والصحفيين الذين فضّلوا الحياد عن الأزمة الخليجية الناشبة بين الرياض والدوحة.

ومن أبرز الشخصيات الدينية التي جرى اعتقالها كان المعتقل الداعية سلمان العودة وعوض القرني اللذين يتصفان بالوسطية ونبذ التطرف، أما عن الشخصيات الأدبية فيعد كل من الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت، والكاتب مصطفى الحسن، اثنين من أبرزها، ومن فئة رجال الأعمال عصام الزامل وآخرين.