عام ابن سلمان الأول في الحكم مفعم بالحروب والأزمات
بمناسبة مرور العام الأول على تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في “السعودية”، ضجّت وسائل الإعلام الغربية والعربية بالحديث عن أبرز الأزمات والحروب التي اختلقتها الرياض في المنطقة معتبرةً أن ولي العهد لم يقنع المجتمع الدولي بإصلاحاته.
صحيفة الخليج الجديد، فنّدت أبرز محطات الحكم منذ عام إلى الآن، حيث انطلقت من واقع القمع الشديد الذي يمارسه ولي العهد حيال المواطنين في البلاد، ففي الوقت الذي أعلن فيه السماح للمرأة بالقيادة، شنّ حملة اعتقالات ضد النشطاء والناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في مايو الماضي بحسب الصحيفة.
من جهتها مجلة “لوجورنال دوديمونش” الفرنسية، تقول إن محاولة “ابن سلمان” تحديث “السعودية” من خلال السماح للنساء بقيادة السيارات قد غطت عليها الاعتقالات التي شملت ناشطات حقوقيات في “السعودية”، ولا تزال أمام “السعودية” خطوات عديدة يتوجب اتخاذها في مجال حقوق المرأة وحقوق الإنسان.
وتابعت الصحيفة العربية، وكذلك شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات في سبتمبر 2017 طالت نحو 20 شخصاً من رجال الدين والمثقفين والإعلاميين والكتاب، وفي نوفمبر الماضي شن أيضاً حملة اعتقالات واسعة لم تشهدها البلاد من قبل تحت مسمى “مكافحة الفساد”، ليتحول إذ ذاك فندق “الريتز كارلتون” بالرياض سجناً ذهبياً لعشرات الأمراء وكبار رجال الأعمال.
وتتجه الصحيفة إقليمياً إلى الدول التي شهدت أزمة مباشرة بفعل سياسات ابن سلمان، حيث جرى اعتقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض لتتدخل فرنسا فيما بعد ويعود إلى لبنان. واستكملت الرياض عدوانها الذي تشنه ضد أنصار الله في اليمن منذ عام 2015 بعدما تفاقمت الازمات الإنسانية والمعيشية في البلاد، وأصبحت الصواريخ اليمنية تستهدف الرياض وكان أبرزها الصاروخ الباليستي الذي أطلقه أنصار الله إلى المطار الدولي.
وبحسب الخليج الجديد، إن ابن سلمان ذهب بعيداً في تطبيع ونسج العلاقات مع كيان الاحتلال، خصوصاً بعدما صرّح بما يسمى حق “الاسرائيليين” في أن يكون لهم دولة كما حثّ على تشجيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانب السعودي والاسرائيلي، مبرراً ذلك بوجود مصالح مشتركة.
هذا، وتواصل “السعودية” من خلال الاتصالات واللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، تهيئة الشارع “السعودي” لتقبل التوجه الجديد نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تشير الصحيفة. و”شهدت الشهور الأخيرة، انطلاق دعوات [بالسعودية] غير مسبوقة للتطبيع مع [إسرائيل]، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل التابوهات قبل وصول ابن سلمان، إلى رأس السلطة في [السعودية]”، فضلاً عن التقارب الاقتصادي الذي حصل في الفترة الأخيرة إذ زار رجال أعمال ومسوولون سعودون دولة الاحتلال.
وعن تمركز السلطة في يد ابن سلمان، تورد المجلة العربية أن ولي العهد يسعى للتمهيد إلى تسلم العرش السعودي بتعيين جيل جديد من أحفاد أعمامه وزرعهم في مناصب عدة. ووفق مجلة “فورين بوليسي”، تهدف هذه التعيينات إلى توطيد حكم ابن سلمان من خلال تجنيد هؤلاء الشباب وكسب ولائهم في سياق إحكام قبضته على مختلف مراكز صنع القرار.