إيكونوميست: سياسة التهور التي يتبعها ابن سلمان تُحرج الدول الغربية

قالت مجلة إيكونومست الأمريكية أن الغربيين على اختلاف بلدانهم وطوائفهم وألوانهم لا يحبون “السعودية”، وذلك بفعل الأيديولوجيات الوهابية المتأصلة في النظام السعودي والقوانين الشرعية الصارمة وسياسة التمييز التي تمارسها الرياض ضد المرأة.

وفي عددها الأخير، أشارت المجلة إلى أن رجال الأعمال الغربيين لا يحبذون العمل في “السعودية”، لكن مع ذلك معظم دول العالم تهتم لمصير “السعودية” باعتبارها أكبر مصدر للنفط وفيها مراكز دينية مقدّسة لدى المسلمين.

المجلة تجد أن الإصلاح الحقيقي في “السعودية” من شأنه أن يساعد على استقرار المنطقة في حين أن فشل هذه الإصلاحات سيؤدي إلى توتر منطقة الخليج بالكامل التي تجنبت ثورات الربيع العربي عام 2011.

ويلفت التقرير إلى أن “السعودية”، تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، اذ تعتمد مواردها بنسبة 80%على سوق النفط المتقلّب، وحتى في ظل زيادة أسعار النفط الخام، ستواجه “السعودية” عجزاً في الميزانية.

لقد أضاف ابن سلمان الكثير من الأعباء غير الضرورية أثناء الإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية المزعومة، حيث يُنظر له في الخارج على أنه متهور، فحربه على اليمن تسببت بأزمة إنسانية خانقة تهدد حياة الملايين من اليمنيين هذا من جهة، ومن جهة أخرى تورد المجلة أنها تسببت أيضاً بالاحراج الكبير للدول الغربية، كما أن احتجاز الرئيس اللبناني سعد الحريري في العام الماضي بالرياض لطّخ سمعة “السعودية” ولم تكن لتفرج عنه لولا الضغوط الدولية.

التقرير يذكر أن “السعودية” قادت مع حليفتها الإمارات جهوداً لعزل دولة قطر جواً وبراً وبحراً، فيما يخطط المسؤولين السعوديون لتحويل قطر إلى جزيرة من خلال حفر قناة بحرية، مشيراً إلى أن الدولتين قامت بتمزيق لحمة مجلس التعاون الخليجي نتيجة هذه السلوكيات. وتبين “إيكونوميست” أن ابن سلمان طوّر واقع القمع في “السعودية” إذ زاد من حدة الاعتقالات التعسفية فقد تم اعتقال معظم كبار المعارضين ومن بينهم نساء طالبن برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، وتضيف، يبدو أن كل شيء في البلاد يجب أن يكون ملكاً لآل سعود الذين يحمل البلد اسمهم وكذلك النفط والآن حق المرأة في القيادة.

التقرير يرى أن “ابن سلمان تبنى فكرة أن الإسلاميين كلهم، حتى جماعات اللاعنف التي خرجت من عباءة الإخوان المسلمين، يمثلون خطرا عظيما، مثل خطر الجماعات الجهادية السنية والشيعية، وعليه يخوض السعوديون والإماراتيون الثورة المضادة ضد الربيع العربي وآمال الديمقراطية، وللأسف فإن الولايات المتحدة منحتهم صكاً أبيض لعمل ما يريدون” ينوه التقرير.

ويلفت التقرير إلى أن عمليات الترويج للترفيه تدار بشكل مباشر من ابن سلمان الذي يحكم قبضته على كافة السلطات البلاد، فبالرغم من أنه يبني مشاريع ترفيهية عملاقة إلا أن جميعها خاضعة لقوانين خاصة، وبحسب “إيكونوميست” ولي العهد ينسخ تجربة دبي التي تعد مركز للتجارة والسياحة لكن ذلك لن يجلب إلى الخيبة والدليل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية الخاوية الآن. وتختم المجلة تقريرها بالقول إن “تولي ولي العهد عملية التحول يعني إضعاف قواعد السلطة التقليدية في البلاد، آل سعود والمؤسسة الدينية وطبقة رجال الأعمال، وسيجد عونا من الديمقراطية لبناء شرعية، وتحويل شعبيته، خاصة بين النساء، إلى قوة سياسية، وقد يساعده ذلك على الحكم طويلاً عندما يتولى العرش، وفي الوقت الحالي فهو باتجاه التحول لقائد عربي قوي وديكتاتوري، وكما كشف الربيع العربي فإن حكم الاستبداد هش، ومن الأفضل التحول إلى ملك عربي جديد: يعامل شعبه بصفتهم مواطنين لا رعايا”.