اردوغان وفريقه الحزبي يوظفون سد «إليسو» في حملة الانتخابات التركية

 

وظف كبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مشروع سد «إلسو» المسمى عراقيا «أليسو» في حملتهم الدعائية لإعادة انتخاب الحزب ورئيسه رجب طيب إردوغان في انتخابات الرئاسة والبرلمان المبكرة المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من حزيران الحالي.

وورد ذكر السد على رأس قائمة تضم 12 مشروعا للطاقة – عملت حكومة حزب العدالة والتنمية على إنجازها – في البيان الانتخابي لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم الذي لخصه رئيس الحزب والجمهورية إردوغان في حفل إعلان البرنامج الانتخابي والتعريف بمرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية الذي نظم في أنقرة يوم 24 أيار الماضي أي قبل نحو 10 أيام.

ولم يكتف حزب العدالة والتنمية بذلك فقد اختار، في إطار حملته الانتخابية، تنظيم تجمع جماهيري قاده بن علي يلدرم، نائب رئيس الحزب رئيس الوزراء، في ولاية باتمان القريبة من الحدود العراقية، والتي يقع سد إليسو في محيطها، كما اختار أن ينظم التجمع يوم الجمعة الماضي، وهو نفس اليوم المعلن لبدء ملء خزان السد، وقد تحدث يلدرم لأنصار الحزب الحاكم عن أهمية إليسو لاقتصاد تركيا. 

وقال يلدرم: إن «العمل في سد إليسو على وشك الانتهاء»، مضيفا أن «العمل بهذا السد سيؤمن مليارا ونصف المليار ليرة لاقتصادنا».

ويبلغ سعر صرف الدولار الواحد 4 ليرات و65 قرشا بحسب جلسة الجمعة آخر جلسة تداول في الأسبوع الماضي.
وأوضح يلدرم أن «طول السد من طرفه الأول إلى طرفه الأخير يبلغ 150 كيلومترا».

وخاطب يلدرم الجماهير الحزبية في فورة حماس هاتفا ان «البحر قادم إلى باتمان.. البحر!.. لن تواجه باتمان مشكلة مياه حتى عام 2050»، في إشارة إلى كميات المياه الكبيرة التي سيحجزها السد على مدار سنوات.

وإذا كان سد إليسو سيجلب البحر إلى ولاية باتمان التركية كما يقول يلدرم، فإن السد الواقع على نهر دجلة قد يجلب الصحراء إلى المحافظات العراقية، بوصفه أحد أكبر السدود في العالم، فيما تقول مواقع تركية إن خزان السد هو الأكبر في العالم على الإطلاق.

وأدى إطلاق عملية خزن المياه في السد إلى انخفاض كبير في منسوب مياه نهر دجلة، وقد أدخل هذا الحال الدولة العراقية في إنذار بسبب المخاطر المترتبة على نقص المياه ومنها العطش والجفاف وما يسببانه من كوارث زراعية وبيئية. 

وأكد رئيس الوزراء التركي أن سد إليسو سيزيد من فرص السياحة وصيد الأسماك في باتمان، وسيؤدي إلى انتعاش منطقة حسن كييف التاريخية القريبة من السد التي جددت الحكومة بناء معالم فيها فيما حافظت على قيمتها التاريخية ووضعتها تحت الحماية.  

ويصر المسؤولون الأتراك على الإمساك بملف المياه الخطير. 

ويرى مصطفى جليل، الباحث المتخصص في العلاقات التركية – العراقية أن الأتراك لن يتخلوا عن سد إليسو الذي خططوا له وبنوه في سنوات طويلة وبأموال كبيرة. 

وقال جليل : إن «الحل المطروح هو أن تصل بغداد وأنقرة إلى تفاهم يقضي بإطلاق حصص مائية كافية في دجلة». ويعد ملف المياه واحدا من أخطر الملفات العالقة في العلاقة بين أنقرة وبغداد، وقد يكون الأخطر حاليا كونه يهدد عموم الحياة في العراق.