اسرائيل و هاجس السيد نصر الله !!!

يعمل كيان الاحتلال على مدار الساعة مُحاولاً سبر غور شخصية الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيد حسن نصر الله، آخذًا بعين الاعتبار أنّ التقدير الإستراتيجيّ للجيش الإسرائيليّ في العام الحاليّ، كما في العام الماضي، وضع حزب الله في المرتبة الأولى من الأعداء، تليه إيران وبعد ذلك حركة حماس في فلسطين.
كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب، كشفت النقاب عن أنّ السيّد نصر الله، يُتابع أيضًا برامج الطهي التي تقوم قنوات التلفزيون العبريّة ببثها بشكلٍ مُكثّفٍ. وزعمت المصادر عينها أنّه في جلسةٍ مُغلقةٍ، تبينّ أنّ نصر الله لا يهتّم فقط بما يجري في الدولة العبريّة من الناحية العسكريّة والاستخباراتيّة، بل أيضًا يهتّم كثيرًا بمعرفة البرامج التي يقوم المجتمع الصهيونيّ بمُتابعتها على شاشة التلفزيون.
وبحسب مزاعم المصادر، فإنّ نصر الله قال في الجلسة المذكورة إنّه عندما يتنقّل بين القنوات التلفزيونيّة الإسرائيليّة يستغرب كلّ مرّة من جديد، أنّ الصهاينة أدمنوا على مُتابعة برامج الطهي، لافتًا إلى أنّ جُلّ اهتمامهم هو مُواكبة البرامج التي تعرض الجوائز في التلفزيون.
ومن وجهة نظر المصادر، فإنّ هذا الأمر يُظهر بشكلٍ واضحٍ مدى معرفة نصر الله بخفايا وخبايا المجتمع الإسرائيليّ، ولكن من الناحية الأخرى، تابعت المصادر، فإنّ هذا الأمر يؤكّد أنّ نصر الله ما زال مُتمسّكًا بنظريته القائلة بأنّ المجتمع الإسرائيليّ هو مجتمع تعب، ويسير إلى الحضيض، كما أنّه يُعاني من الضمور، مُضيفةً أنّ هذا المجتمع، بحسب نصر الله، لا يقدر على الحرب والمُواجهة العسكريّة، وعوضًا عن ذلك يُفضّل مُشاهدة التلفزيون، وتحديدًا برامج الطهيّ، على حدّ قولها.
ولا يخفي المُحلّلون في تل أبيب أنّ العديد من التصريحات التي أطلقها نصر الله منذ تسلّمه منصبه الحاليّ، استحوذت وهيمنت على المُجتمع الصهيونيّ، وفي مُقدّمتها: “ما بعد، بعد حيفا”، “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، مع التشديد على أنّ الإسرائيليين، بحسب بحثٍ أكاديميٍّ أجرته كليّة “تل حاي” في الشمال، أكّد على أنّ حوالي 80 بالمائة من الإسرائيليين يثقون بأقوال الأمين العّام لحزب الله، فيما الـ20 بالمائة المُتّبقين يؤمنون لتصريحات قياداته،
كما أنّ قراراته، بحسب المصادر الإسرائيليّة، هي الفيصل في قضايا السلم والحرب معها. وبالإمكان القول، إنّه منذ عهد الرئيس المصريّ الراحل، جمال عبد الناصر، لم تبذل إسرائيل جهودًا مشابهةً لتحليل شخصية أيّ زعيم عربيّ، إلّا بعد أنْ سطع نجم السيّد نصر الله في سماء الوطن العربيّ.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، يقول كتابٌ رسميٌ صادرٌ عن وزارة التربيّة والتعليم الإسرائيليّة إنّه منذ انتخاب السيد نصر الله أمينًا عامّا لحزب الله، فقد زاد من اهتمام وتدّخل الحزب في الشؤون السياسيّة على الساحة اللبنانيّة، كما أنّ التنظيم رفع من استعداده العسكريّة، وصعّد المواجهة مع إسرائيل.
ولفت الكتاب الإسرائيليّ الرسميّ إلى أنّ شخصية السيد نصر الله هي شخصيّة كاريزماتيّة جدًا، وأنّه يُشدّد على متابعة المُستجدّات داخل الدولة العبريّة بشكلٍ يوميٍّ، ولهذا السبب، فإنّه يعرف بشكلٍ ممتازٍ ما يدور داخل المجتمع الإسرائيليّ، وما يؤلمه، كما أنّه يعلم جيّدًا ماذا يدور في الساحة السياسيّة الداخليّة في دولة الاحتلال.
علاوةً على ذلك، أشار الكتاب إلى أنّ معرفة السيّد نصر الله الواسعة بخبايا المجتمع الإسرائيليّ وحساسياته تُمكنّه من استغلال هذا الأمر لتوجيه رسائل إلى الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا عن طريق الخطابات التي يُلقيها، والتي يتّم نقلها مباشرة عبر قنوات تلفزيونٍ عربيّةٍ.
وشدّدّ الكتاب على أنّ السيد نصر الله تمكّن من إرعاب الإسرائيليين، عندما ألقى خطابًا في قرية بنت جبيل، في الجنوب اللبنانيّ، بعد انسحاب الجيش الإسرائيليّ في أيّار (مايو) من العام 2000، وتحديدًا عندما قال إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، أيْ أنّه يُمكن تدميرها بسهولةٍ بالغةٍ، على حدّ تعبير الكتاب الإسرائيليّ.
وفي السياق عينه، قال قائد ذراع البر السابق في الجيش الإسرائيليّ، اللواء غاي تسور، إنّ السيّد نصر الله نجح في تحويل منظمته إلى إحدى أقوى المنظمات في العالم، بينما تصف مصادر في شعبة الاستخبارات العسكريّة بجيش الاحتلال (أمان)، السيّد نصر الله بأنّه شخصية واسعة الاطلاع، ليس فقط في ما يتعلق بالإسلام أوْ بالنظريات القتاليّة والعسكريّة، بل أيضًا بالاقتصاد والتجارة والأسواق العالمية، وله الفضل في تحويل حزب الله إلى ما هو عليه الآن من قدرةٍ وانتشارٍ وتأثيرٍ، كما قال لموقع (WALLA) العبريّ-الإخباريّ.
ومن الأهمية بمكان، الذكير في هذه العُجالة بأنّ وزير الأمن الإسرائيليّ، اليمينيّ-المُتشدّد، أفيغدور ليبرمان، كان قد صرحّ مؤخرًا بأنّ حزب الله هو الجيش الثاني من حيث القوّة في الشرق الأوسط، بعد جيش الاحتلال.