4 سيناريوهات.. قطر أولها
في واقعة أثارت جدلا واسعا، اجتمع زعماء دول الحصار في ضيافة عبدالفتاح السيسي، وذلك دون الإفصاح عن سبب ذلك اللقاء أو نتائجه، بينما لفت مراقبون إلى أن هناك 4 سيناريوهات قد تكون وراء ذلك اللقاء.
في واقعة أثارت جدلا واسعا، ودون إعلان مسبق أو لاحق، اجتمع زعماء دول الحصار في ضيافة رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، وذلك دون الإفصاح عن سبب ذلك اللقاء أو نتائجه، بينما لفت مراقبون إلى أن هناك 4 سيناريوهات قد تكون وراء ذلك اللقاء السري.
لقاء “حميمي” بعيدا عن الأنظار
اللقاء الذي لم يتحدد موعده بدقة أيضا، فوجئ المتابعون به عندما أظهرت صور على مواقع التواصل، لقاء وديا يجمع زعماء هذه الدول الأربعة، ووفقا للصورة المسربة من الاجتماع، فقد جمع اللقاء كلًا من “السيسي”، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان.
وقد استضافت مصر اللقاء، بعيدًا عن البروتوكولات الرسمية، وشهد أجواء حميمية بين الزعماء الأربعة.
ولم تعلن الرئاسة المصرية بحسب التقرير التحليلي لـ”مصر العربية”، أي تفاصيل عن فحوى اللقاء الرباعي الذي يرجح أنه انعقد في مكان ما بمصر بعيد عن أعين الإعلام أو المواطنين، قبيل رمضان بنحو أسبوع تقريبا.
وكشف عن ذلك اللقاء مدير المكتب الخاص لـ”بن سلمان”، “بدر العساكر”، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”.
وأرفق “العساكر”، صورة معلقا عليها بالقول: “لقاءٌ وديٌّ يستمر بين الأشقاء.. كان في ضيافة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل أيام”.
ولم يحدد “العساكر” تاريخ الصورة، ولم يورد مزيداً من التفاصيل.
وظهر “بن سلمان” و”بن زايد” بثياب وقبعات رأس غير رسمية، فيما ارتدى “السيسي” بنطالا وقميصا غير رسميين أيضا.
اللافت أن “ابن سلمان”، زار القاهرة، مارس الماضي، في أول جولة خارجية له بعد منصبه الجديد، وتبعها بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا.
وفي أبريل الماضي، زار “ابن زايد” العاصمة المصرية، والتقى “السيسي” في مباحثات رسمية على مدار يومين.
وقبل أيام، توجه عاهل البحرين إلى منتجع شرم الشيخ السياحي، شمال شرقي مصر، في زيارة سياحية.
ولفت المراقبون إلى أن ذلك اللقاء يأتي قبل نحو أسبوعين من إتمام الحصار على قطر عامه الأول في 5 يونيو المقبل، وسط توقعات بتباحث دول الحصار حول قراراتهم المقبلة ضد الدوحة.
وبعد نحو عام إعلان مصر والسعودية والإمارات البحرين مقاطعة قطر ومطالبتها بـ13 مطلبا لإلغاء هذه المقاطعة، فإن الدوحة لا تبدو عازمة على الاستجابة لأي من تلك المطالب.
كما تتزايد الضغوط الدولية على الدول الخليجية ومجلس التعاون الخليجي لإنهاء الحصار، لكن أيا من قطر أو الدول الخليجية أظهرت مرونة في موقفها أو تراجعا عن بعض مواقفها السابقة حتى الآن.
فلسطين و”صفقة القرن”
وإلى جانب ملف حصار قطر، تبدو القضية الفلسطينية أيضا ملفا ملتهبا قد يكون عاملا رئيسيا في ذلك اللقاء.
ويأتي ذلك اللقاء متزامنا تقريبا مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الإثنين الماضي، وما ترتب على ذلك من تصعيد في الأراضي المحتلة راح ضحيته نحو 60 شهيدا فلسطينيا و3 آلاف جريح برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
كما أنه يأتي في وقت تتزايد فيه التكهنات والأنباء حول “صفقة القرن” المزعومة، بينما لم تتضح معالمها بشكل كامل، وسط معارضة من بعض الفصائل الفلسطينية لأي تنازلات جديدة من جانبهم، وارتفاع في وتيرة الاستيطان الإسرائيلي أيضا.
سوريا وليبيا وقضايا المنطقة
لكن القضية الفلسطينية ليست الملف الإقليمي الوحيد المطروح، إذ تمر القضيتان السورية والليبية بمنعطفات مهمة في تاريخهما.
وتأتي خطورة القضية السورية وسط أحاديث أمريكية عن إمكانية الانسحاب من سوريا، وازدياد التدخلات التركية في الشمال السوري، والتهاب الحدود السورية الإسرائيلية
كما أن القضية الليبية تعاني أيضا من الغموض في ظل عدم اتضاح الأبعاد الحقيقية لمرض المشير “خليفة حفتر”، ومخاوف غيابه الفجائي عن الساحة دون وجود من يخلفه.
“الحرب على الإرهاب”
وذكر مراقبون بأن ذلك اللقاء يأتي في وقت لا تزال فيه “الحرب على الإرهاب” مستعرة في عدد من الجبهات.
ولفتوا إلى أن الجيش المصري قد مدد مؤخرا عملية “سيناء 2018″، كما أن السعودية أيضا تتبع بقايا الأفكار المتطرفة على أراضيها.
ويعد التنسيق الأمني بين الدول الأربعة في أعلى مستوياته خلال الفترة الأخيرة، حيث سبق أن سلمت السعودية إلى مصر متهمين في قضايا إرهابية كانوا على أراضيها.