كيف يؤثر الطعام على العلاقات بين زعماء الدول؟

الاشراق | وكالات

لعب الطعام على مر السنين دورا كبيرا في اللقاءات الدبلوماسية، حيث ساعد في كثير من الأحيان على تعزيز التعاون بين بعض دول، إلا أنه، من ناحية أخرى، تسبب في مشكلات ومواقف محرجة بين دول أخرى.

و اجتمع الزعيمان الكوريان كيم جونغ أون ومون جاي  (الجمعة) في أول محادثات بين قادة البلدين منذ عام 2007.

وقال البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية إن قائمة الطعام التي سيتناولها الزعيمان ستتضمن سمكة بحرية مسطحة لتذكير السيد مون بمدينة بوسان الساحلية بكوريا الجنوبية مسقط رأسه، كما ستتضمن القائمة طبق روشتي السويسري المكون أساسا من البطاطا المحمرة تكريما لطفولة كيم التي قضاها في سويسرا.

فهل تقديم هذا الطبق السويسري لكيم هو حيلة من جانب كوريا الجنوبية لكسب ثقته؟. في هذا السياق تقول جوانا مندلسون فورمان، وهي أستاذة مساعدة في الجامعة الأميركية في واشنطن وخبيرة في مجال دبلوماسية الطهي: «إنها بالتأكيد جزء من التكتيكات»، مؤكدة أن الطعام لديه القدرة على كسر الحواجز في الأمور السياسية.

ومن جهته، يقول سام شابل سوكول، أحد الاستشاريين البحثيين، إن الطعام الذي سيقدم في القمة سيحدد بالفعل جدول المناقشات الإيجابية.

وأضاف سوكول أن تقديم أنواع أطعمة من الكوريتين في قائمة واحدة يبعث برسالة هامة بأن الهدف من اللقاء هو توحيد الآراء على طاولة المفاوضات.

وسبق أن وصفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون الطعام بأنه «أقدم أداة دبلوماسية» في تعزيز العلاقات بين الدول.

وتعتقد المحللة الدكتورة ماريا فيليز دي بيرلينر أن «الغذاء أداة هائلة وقوية للتأثير على المواقف السياسية».

وأشارت دي بيرلينر أن هذا اتضح جليا في عام 1979، أثناء اجتماع المجلس الأوروبي مع الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، حيث أراد ديستان الخروج لتناول العشاء في منتصف الجلسة، إلا أن رئيسة وزراء المملكة المتحدة مارغريت ثاتشر رفضت إنهاء الجلسة قبل اتخاذ قرار، ونتيجة لذلك نجحت ثاتشر في جعل الرئيس الفرنسي أكثر قابلية للتكيف مع مقترحاتها سعيا لإنهاء الجلسة وتناول الطعام.



وأحيانا قد يؤدي الطعام إلى بعض المواقف المحرجة لرؤساء الدول، ومثال على ذلك، ما حدث في عام 1992، عندما كان جورج بوش الأب يزور اليابان في إطار رحلة آسيوية، وأثناء تناوله العشاء مع رئيس الوزراء الياباني كييتشي ميازاو تقيأ بوش على رئيس وزراء الياباني، وبحسب ما أعلنه البيت الأبيض وقتها هو أن اللوم لم يكن يقع على الطعام، بل السبب كان معاناة الرئيس الأميركي السابق من الإنفلوانزا.

وعلق سوكول على ذلك الحدث قائلا: «من الواضح أنه لم يكن هناك أي أضرار مما حدث، إلا أن الحادث ما زال يثير سخرية الشعب الياباني».

وهناك أمثلة أخرى لمواقف محرجة على موائد الطعام الدبلوماسية، فعندما استضاف الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في حفل عشاء رسمي في عام 2014، كانت قائمة البيت الأبيض تحتوي على كافيار من إلينوي، وقد وضع ذلك هولاند في موقف محرج أمام شعبه، الذي كان يطلق على الكافيار «طعام الأثرياء» حيث لم تكن الطبقات البسيطة تستطيع شراءه.