بن سلمان: الولايات المتحدة طلبت منّا دعم المؤسسة الإرهابية خلال الحرب الباردة
لم يتردّد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالإفصاح عن أسباب تمدد التيار الوهابي المتشدد في أنحاء “السعودية” منذ منتصف الألفية الماضية،،،
صرّح محمد بن سلمان نجل الملك السعودي حلفاء بلاده في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أخرى طلبت من السعوديين تمويل المدارس الدينية المتطرفة للمساهمة بنشر الفكر الوهابي بالتزامن مع الحرب الباردة التي نشبت بين أمريكا والإتحاد السوفييتي في فترة الأربعينيات حتى مطلع التسعينات.
بن سلمان وفي حديث له مع عدد من صحفيي ومحرّري صحيفة “الواشنطن بوست” على هامش زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قال إن الإدارة الأمريكية استخدمت “السعودية” في حقبة الحرب الباردة للوقوف ضد الإتحاد السوفييتي ومنعه من التمدد في مختلف البلدان العربية ولذلك عملت السلطات على تغذية التجمعات والحركات الدينية المتطرفة.
كلام ولي العهد أسفر عن انقسامٍ حاد في الرأي العام السعودي بين مؤيدين لحركات الإنفتاح المزعومة والمستجدة على البلاد وبين آخرين رافضين لها بكل أشكالها حيث شرعوا إلى تأييد تيار الصحوة (تيار إسلامي سعودي متشدد)، وقد بدا جلياً هذا الإنقسام في هاشتاغ #كيف_نجوت_من_الصحوه الذي اكتسح موقع التدوين المصغر “تويتر” عقب تصريحات بن سلمان.
فيصل آلشهري أحد روّاد تويتر غرّد بالقول: “الصحوة انقذت وايقظت الناس من الغفوة، الصحوة أعادت أهل الباطل إلى الحق، الصحوة لا تموت لأنها قامت على القرآن والسنة، الصحوة دقت مضاجع الليبراليه والفاسدين لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر” فيما دوّن شاكر الصعب: “#كيف_نجوت_من_الصحوه ليست صحوه بل غفوه ٣٠ عام استمعنا لحكايات الصحويين ورافقت تلك الغفوه أحلام وكوابيس عن دفن المواهب وإحياء الكراهيه والعداوه والتخلف وتحريم المباح وإحياء خرافات وبدع وكانت المرأة وجميع امور حياتنا اليوميه اشد تأثرا فكان لابد ان نصحى من هذه الصحوه اوالغفو” وكان بن سلمان قد شنّ حملة اعتقالات واسعة طالت دعاة إسلاميين من أبرزهم الداعية سلمان العودة، وعوض القرني وعلي العمري وآخرين أمثال الشيخ إبراهيم الحارثي، أحد أبرز الخطباء في مدينة جدة، والشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري، إضافة إلى الباحث الإسلامي حسن فرحان المالكي، والداعية غرم البيشي وغيرهم الكثير.
متابعون للشأن السعودي علّقوا بالقول عن التباين الطارئ على إيدولوجية النظام السعودي أنه عندما قضت مصالح الحليف الأمريكي بنشر الوهابية والتشدد مضت السلطات السعودية بذلك خدمةً لصراعاته وحروبه مع أخصامه، وحين انتهت صلاحية المؤسسة الوهابيّة في المنطقة نتيجة الهزائم التي مُنيت بها في العديد من الدول العربية والإسلامية، تعود أمريكا لإستثمار “الإسلام السعودي” ولكن بطريقة عكسية من باب الليبرالية والإنفتاح، ويبقى السؤال من تستهدف الولايات المتحدة هذه المرة بإستخدام “السعودية” حلبة انطلاقة في رؤيتها الإستراتيجية الجديدة؟..يتساءل المتابعون.